سلايدرسياسة

قلهات العُمانية الأثرية وتجليات القيمة الاستثنائية العالمية

استمع الي المقالة

 

مهند أبو عريف

يُعد موقع مدينة قلهات الأثرية من أوائل المواقع المدرجة على اللائحة التمهيدية للمواقع العُمانية وقد جرى الإعداد لإدراجه منذ وقت مبكر، بهدف تقديمه لمنظمة اليونسكو تمهيداً لإدراجه على قائمة التراث العالمي بالمنظمة وكان ذلك في عام 2014م، حيث تم تشكيل فريق وطني لإعداد ملف الترشيح من الكفاءات العُمانية من وزارة التراث والثقافة، وأوكل للفريق مهمة جمع المعلومات التاريخية من مختلف المصادر والمراجع ذات الصلة، وتحديد الحدود وتعيين الإحرامات الخاصة بالموقع بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة، وكذلك تحديد المخاطر الطبيعية والتهديدات البشرية التي تشكل خطراً على الموقع كالزلازل والأعاصير والأخطار البشرية مع عمل خطة للتدخل عند حال حدوث أي طارئ، بالإضافة إلى وضع خطة إدارة للموقع للحفاظ على سلامته وأصالته، والحفاظ على القيمة الاستثنائية العالمية.

تتجلى القيمة الاستثنائية العالمية لهذا الموقع الأثري، في كونه أحد العواصم السياسية القديمة لعُمان؛ إن لم تكن هي الأقدم، كما أنه نموذج مهم للدلالة على نمط المدن الإسلامية، وازدهرت خلال الفترة بين القرنين (11 ـ 15) الميلاديين، كما كان جزء من مملكة هرمز العربية (الممتدة من الأحساء إلى صور العمانية).

وترجح العديد من المصادر أن مدينة قلهات كانت العاصمة الاقتصادية لمملكة هرمز، والملاذ الآمن لأمراء هذه المملكة وغيرها من الممالك، وقد أسهم موقعها الفريد على بحر العرب والمحيط الهندي في تواصلها مع العالم القديم.

كما تكمن القيمة الاستثنائية لهذا الموقع في زيارته من قبل العديد من الرحالة والمستكشفين المشهورين مثل ماركوبولو عام 1292م، وابن بطوطة عام 1328م، كما زارها الإدريسي ووضع لها خارطة، وكذلك وليستد وهو أحد الرحالة البريطانيين.

وثمة مجموعة من العوامل التي أسهمت في إدراج مدينة قلهات العُمانية الأثرية على لائحة التراث العالمي، أهمها توفر القيمة الاستثنائية العالمية للموقع، وتحقق عنصري السلامة والأصالة بالموقع، وكذلك توافر حماية قانونية وتشريعية متمثلة في قانون التراث العماني الصادر بموجب المرسوم السلطاني رقم (6 /80).

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى