،
مهند أبو عريف
مع اقتراب وصول الخطة الخمسية 2016 ـ 2020 إلى محطتها الأخيرة، تبذل الحكومة العُمانية جهوداً حثيثاً لتنفيذ بنودها وخاصة في تنمية القطاع السياحي، إذ يعتبر الاهتمام بالسياحة العُمانية مطلباً مهماً كرافد معزز للتنمية المستدامة ومحفز للاستثمار في الأماكن السياحية الطبيعية والبيئية والثقافية.
ويعتبر قطاع السياحة من القطاعات الواعدة التي يمكن أن ترفد الناتج المحلي الإجمالي للسلطنة بموارد مالية مستدامة، ولذا تعمل جميع الجهات العُمانية المعنية على تنمية القطاع السياحي بالتنسيق مع بعضها لترويج السلطنة كوجهة سياحية من خلال توظيف الميزات النسبية والتنافسية لزيادة مساهمة القطاع في الناتج المحلي الإجمالي في إطار سياسة تنويع مصادر الدخل القومي والمساهمة في توفير فرص عمل مع المحافظة على البيئة الطبيعية والاجتماعية والثقافية.
وتنفيذا لهذه الرؤية العُمانية، انطلقت في العاصمة الهندية نيودلهي مؤخراً أولى حلقات العمل الترويجية المتنقلة التي تنظمها وزارة السياحة للتعريف بالمقومات السياحية في السلطنة والترويج لها في السوق السياحية الهندية.
تستهدف حلقات العمل ثلاث محطات رئيسية هي نيودلهي ومومباي وأحمد آباد، كما تستهدف المختصين والممثلين لحوالي خمسين من أبرز شركات السفر والسياحة والطيران في العاصمة الهندية للالتقاء بنظرائهم في السوق العمانية وبناء علاقات عمل واتصال مباشرة بين الجانبين والتعرف على العروض والخدمات والحزم السياحية التي تقدمها وتسوقها مؤسسات ومنشآت القطاع السياحي العماني للسائح الهندي المستهدف.
تستند حلقات العمل العُمانية على علاقات وروابط تاريخية عريقة وراسخة تجمع بين عُمان والهند، وحجم الأعمال والتعاون المتبادل في مختلف المجالات ومن بينها الحركة السياحية حيث استقبلت السلطنة خلال العام الماضي أكثر من 321 ألف زائر من الهند، وتوجد يوميا رحلات طيران مباشرة تصل بين البلدين، بينها 18 رحلة يومية للطيران العماني.
وتمثل الهند سوقا سياحية هامة وواسعة لسلطنة عُمان نظرا للعدد الكبير من سكانها ومنذ عام 2014 والسلطنة تشهد نموا في نسبة القادمين من الهند بنسبة 31%، ففي العام 2017 استقبلت السلطنة 321161 زائرا هنديا بنسبة تزيد عن 7% عن العام الذي سبقه.
يأتي الاهتمام العُماني بالأسواق السياحية العالمية، كجزء رئيسي من الخطوات التطبيقية للاستراتيجية العمانية للسياحة 2040، إذ تسعى السلطنة إلى التركيز النوعي على الجانب التسويقي من خلال الترويج لأهم المنتجات والمنشآت والخدمات التي يشهدها القطاع السياحي العماني، والتعريف بأحدث التسهيلات التي تجذب السائح وتستهدف أسواقا معينة كتسهيلات التأشيرة الإلكترونية وافتتاح مبنى المسافرين والمرافق الجديدة لمطار مسقط الدولي.