مهند أبو عريف
بتاريخ حافل بالعمل والعطاء في المشاعر المقدسة ومواسم الحج والعمرة تستعد جمعية الكشافة العربية السعودية لتقديم خدماتها لضيوف الرحمن الذين يتوافدون على رحاب مكة الكرمة والمدينة المنورة، وذلك عبر معسكرات كشفية تضم في ثناياها شبابًا آثروا خدمة الحجيج ابتغاء لمرضاة الله عز وجل.
وتقف فرق الكشافة أو “أصحاب المناديل الخضراء” – كما يُطلق عليهم بعض الحجاج- الآن على أهُبة الاستعداد للبدء في تنفيذ خطط تفويج الحجاج من وإلى الجمرات وبين المشاعر المقدسة، وإرشاد ومساعدة الحجاج التائهين وإيصالهم الى مقار مؤسساتهم وسكنهم، ومساعدة أطقم وزارة الصحة في عدد من المستشفيات في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، وغيرها من الخدمات الطارئة الأخرى.
ووفقاً للقائمين على تنظيم عمل جمعية الكشافة العربية السعودية فإنه من المتوقع أن يُشارك هذا العام أكثر من 7 آلاف كشاف بمعسكرات الخدمة العامة بمكة المكرمة والمشاعر المقدسة، والمدينة المنورة، والمنافذ البرية والجوية والبحرية، ومدن الحجاج.
ولا يقتصر دور الشباب في العمل تحت لواء الجمعية على إرشاد الحجيج وتقديم خدمات الطوارئ فقط، بل يمتد أيضا ليشمل متابعة أحوال النظافة العامة في أروقة المشاعر المقدسة، ومنع البائعين غير النظاميين، ومراقبة تاريخ صلاحية المواد الغذائية المطروحة بالتعاون مع منسوبي وزارة التجارة.
وتعد بداية اهتمام المملكة العربية السعودية بالحركة الكشفية منذ عهد الملك المؤسس عبد العزيز آل سعود ـ رحمه الله ـ في عام 1937 حيث أُعجب بفكرة الكشافة وأهدافها وطلب دراستها وإقامتها في المملكة.
وعملت الجمعية خلال العقد الأخير على تطوير كل ما يتعلق بالمعسكرات وقامت بإعادة تأهيل منسوبيها من خلال تزويدهم بالمعارف المتخصصة، والمهارات الضرورية، وممارسة العمل وفق إجراءات مهنية محددة، وتم الاستعانة بشباب من جنسيات مختلفة للمساهمة في تقديم خدمات للحجيج الناطقين بغير اللغة العربية حتى أصبح لديها محترفين استطاعوا تحقيق القفزة النوعية في كافة شؤون المعسكرات، ومن المقرر أن تحتفي الجمعية باليوبيل الماسي لها بعد 3 أعوام من الآن.