سلايدر

دونالد ترامب وحيدا بعد جولته الاوروبية، والولايات المتحدة لم تفق بعد من الصدمة

استمع الي المقالة

فرانس 24 – اليمامه – عاد الرئيس الاميركي دونالد ترامب الى البيت الابيض الثلاثاء ليجد نفسه معزولا حتى داخل معسكره الجمهوري، اثر جولة اوروبية كارثية ادار خلالها ظهره لحلفاء الولايات المتحدة التاريخيين، وتقرب بشكل مذهل من زعيم الكرملين فلاديمير بوتين.

وارتفعت الاصوات من مختلف اطياف الطبقة السياسية الاميركية لتصفه بالضعف، وهي التهمة نفسها التي كان يستسيغ استخدامها بحق معارضيه.

ولا يبدو ان ترامب مستعد للتجاوب مع هذه الانتقادات، وعلى غرار ما هو معروف عنه، اشاد بنفسه وبأدائه خلال جولته الاوروبية عبر حسابه على تويتر.

وكتب ترامب تغريدة صباح الثلاثاء جاء فيها “مع انني اجريت لقاء ممتازا مع الحلف الاطلسي، وتمت الموافقة على مبالغ كبيرة من الاموال، فان اتصالاتي مع فلاديمير بوتين كانت افضل بكثير. للاسف ان وسائل الاعلام لا تشير الى ذلك”.

ولا يبدو ان التعليق الايجابي الوحيد على ادائه في قمة هلسنكي الذي جاء من السناتور الجمهوري راند بول كان كافيا لفك العزلة عن ترامب. فقد عزا السناتور بول الهجوم على الرئيس الاميركي الى نوع من “الهوس المناهض لترامب”، مشيرا ايضا الى ان ترامب يتعرض لما وصفه بالمضايقات القضائية.

وغرد ترامب غداة اول قمة بين الرئيس الاميركي الخامس والاربعين وبوتين قائلا “شكرا راند بول، انت تفهم الامور بشكل جيد”.

وخلال الايام القليلة الماضية، اكان في بروكسل او لندن، فان ترامب باجماع المحللين ضرب عرض الحائط العلاقات بين ضفتي الاطلسي، وشن هجمات غير معهودة على المانيا والاتحاد الاوروبي والمملكة المتحدة.

– الانتقادات تتوالى-

تتعارض اشادة السناتور راند بول اليتيمة بشدة مع سيل من الانتقادات انهال على ترامب من كل حدب وصوب، اكان من اعضاء في الكونغرس او من محللين وصفوه ب”الخائن” و”المتهور” و”المعيب”، وغيرها من الاوصاف اللاذعة.

واثارت تصريحات ترامب صدمة كبيرة حتى في صفوف الجمهوريين من اعضاء الكونغرس الذين يتجنبون عادة توجيه الانتقادات العلنية اليه. والسبب ان ترامب استخدم لهجة تصالحية جدا مع نظيره الروسي، لا بل ذهب الى حد التشكيك بالقضاء الاميركي وبعمل اجهزة الاستخبارات الاميركية التي خلصت الى اتهام روسيا بالتدخل في الانتخابات الرئاسية الاميركية عام 2016.

وخلال المؤتمر الصحافي الذي اعقب اللقاء الثنائي مع بوتين الذي استغرق نحو ساعتين، بدا ترامب كأنه قبل سريعا نفي بوتين لاي تدخل روسي.

ووصل الضيق من كلام ترامب امام بوتين الى درجة جعلت شبكة فوكس نيوز الاخبارية الداعمة تقليديا لمواقفه، الى فتح الهواء لاكثر من عشرة صحافيين ذائعي الصيت وجهوا انتقادات قاسية للرئيس الاميركي.

وقال المعلق الشهير في فوكس نيوز ابي هانتسمان في تغريدة “لا يمكن لاي مفاوضات ان تبرر التضحية بشعبك نفسه وبلدك نفسه”.

كما قال انطوني سكاراموتشي مدير الاتصالات السابق في البيت الابيض، ان من الضروري جدا ان يجلس حلفاء الرئيس معه، لكي يشرحوا له ان الطريق التي يسلكها خاطئة جدا.

وفي الاطار نفسه اعتبر نيوت غينغريتش، الرئيس السابق للكونغرس والمقرب من الرئيس، ان الاخير “ارتكب اسوأ خطأ خلال رئاسته، وعليه تصحيحه على الفور”.

كما قال السناتور الجمهوري لولاية نبراسكا بن ساس “لقد فاوضنا البارحة من موقع ضعف، وغادر فلاديمير بوتين هلسنكي بعد ان ربح الجولة. انها كارثة”.

ومن جنوب افريقيا التي يزورها اعرب الرئيس الديموقراطي السابق باراك اوباما عن الاسف “لان كل دورة جديدة من الاحداث تحمل معها حصتها من العناوين المقلقة”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى