مهند أبو عريف
منذ اللحظات الأولي لانتهاء الإعصار وفي زمن قياسى شهدت سلطنة عُمان تحقيق انجازات كبيرة لتجاوز وإزالة أثار الأنواء المناخية لإعصار «مكونو»، تنفيذا للتوجيهات التي يصدرها السلطان قابوس بن سعيد سلطان عُمان ،حيث يتابع أولا بأول كل التطورات للاطمئنان على سلامة المواطنين والمقيمين وحماية مرافق ومكتسبات النهضة.
من جانبها أشادت العديد من التقارير العربية والدولية بتكاتف الجهود ،حيث تم إعلان حالة استنفار ، فعالة وعالية المستوى ، أظهرت تعاون المواطنين والمتطوعين على أرض الواقع ، في ظل استنفار كافة أجهزة الدولة ، بما في ذلك قوات السلطان المسلحة بأفرعها وتشكيلاتها المختلفة وشرطة عمان السلطانية.
كان لذلك أثره الكبير في إخلاء وإيواء نحو عشرة آلاف من المواطنين والمقيمين في ولايات محافظتي ظفار والوسطى ، واستيعابهم في نحو خمسة وستين مركز إيواء في المحافظتين ، مجهزة بكل مستلزمات الإغاثة ، فضلا عن فعالية الاستعدادات الصحية والخدمية.
خطة للاطمئنان على استيعاب السدود لكميات المياه
فور انتهاء اخر مراحل الإعصار بدأت بالفعل وحدات الهندسة بقوات السلطان المسلحة ومجموعات العمل التابعة لعدة جهات أخرى العمل من أجل التغلب على الأضرار التي صاحبت الحالة المدارية ، خاصة فيما يتصل بإعادة فتح الطرق ، وإزالة أية انهيارات جبلية على جوانب بعضها ، وإصلاح أية أضرار في شبكات الكهرباء بسبب سقوط بعض أعمدة الإنارة في بعض الولايات.
تم وضع خطة للاطمئنان على استيعاب السدود لكميات المياه الكبيرة ، وشفط المياه من بعض البرك التي تجمعت ، وشملت ايضا إعادة المرافق إلى ما كانت عليه قبل الحالة المدارية ، في ظل تكاتف كل الجهات ، ليس فقط في محافظتي ظفار والوسطى ، ولكن على المستوى الوطني من أجل تقليل المدة الزمنية لتجاوز تلك الأضرار ،وقد شكلت المحافظات الاخرى مجموعات من المتطوعين وبشكل منظم ومتكامل مع جهود الجهات المعنية.
علي ضوء ذلك تم التعامل مع الحالة المناخية على مدار الساعة وفي كل مراحلها بحكمة وهدوء. إن ما حدث خلال الأيام الأخيرة يظهر مرة أخرى أصالة المعدن العماني وعمق التماسك والتكافل والترابط الذي يرتكز على أسس راسخة ، عمقها دوما السلطان قابوس بن سعيد سلطان عُمان.