المخلافي والإحترام.. كهاتين
السفير محمد محمد الهيصمي
المندوب الدائم السابق لليمن بجامعة الدول العربية ومصر..
معالي الاستاذ عبدالملك المخلافي نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية..
ليس الغرض من هذا المقال هو الرد على من اساء الى معالي الاخ الاستاذ عبدالملك المخلافي نائب رئيس الوزراء وزير الخارجيه فهو ليس في حاجة الى من يشهد له او يدافع عنه .
وسواء اتفق الآخرون او اختلفوا معه فإن اي مواطن يمني مهما كانت توجهاته ومواقفه لايملك الا ان يعتز به ويحترمه كوزير لخارجية الجمهورية اليمنيه خاصة في هذه الظروف المصيرية الفارقه التي تمر بها بلادنا.
وبحكم عملي كمندوب دائم سابق للجمهورية اليمنيه في جامعة الدول العربيه وقَائِمٍ باعمال سفارة بلادنا سابقا لدى جمهورية مصر العربية الشقيقه وجدت نفسي امام شخصية سياسية من نوع نادر وفريد .. فعلى المستوى الشخصي لم اره مرة واحدة بحكم عملي معه وملازمتي له يحاول التجاهل او التنصل او الاعتذار عن لقاء اي مواطن يمني كيفما كانت توجهات هذا المواطن واتجاهاته وانتماءاته الحزبية والسياسيه بل كان دائم الترحيب بعفوية ووجهٍ بشوش تكسوا ملامحه الودودة والمهذبة مشاعر الاحترام والاهتمام لمن يقصده ويزيد على ذلك بحسن الاصغاء اليه والى مايقوله له او يشكو منه .. وباستمرار تجد فيه حتى ودون ان تتوقع ذلك مساحة عريضة للتعاطف الإنساني واستشعارٍ للمسؤولية بضمير حيٍّ وبأناة وصبر واستعدادٍ للحوار الطويل المسؤول القائم على الاقناع والانصاف وتقدير الظروف بالاضافة الى تقديم أية مساعدة ممكنه رغم شحة وتواضع الإمكانيات .
اما على المستوى المهني والرسمي فيكفي ان يشعر المرء من خلال العمل معه بانه امام سياسي محنك من الطراز الرفيع ودبلوماسي قدير ومتحدث لبق وصاحب مدرسة نموذجية بكل ماتعنيه الكلمه .. وكم لاحظت بام عيني الاحترام العميق والتقدير الكبير لشخصه من كافة زملائه وزراء الخارجية العرب وقيادة جامعة الدول العربيه ووفود الدول الشقيقة والصديقه عالية المستوى والمشاركة في مختلف المناسبات والمهام الرسميه.
اما كبار المسؤولين الرسميين الذين التقاهم وتباحث معهم في قضايا وشؤون بلادنا حيث كان لي شرف مرافقته اثناء زياراته للقاهره ولقائه خلال الأسابيع الاولى من توليه منصبه الرفيع كوزير للخارجيه بفخامة السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية او لجمهورية روسيا الاتحاديه ودول مجلس التعاون لدول الخليج العربيه مجتمعة فلا ابالغ او اتزيد اذا قلت بان الجميع كان يتعامل معه على نحو يبعث على اعتزاز وافتخار كل يمني .
اخيرا يكفيني ان اقول بان الفضل بعدالله يعود اليه في المحافظة على اجماع عربي وإقليمي ودولي نادر .. قوي ومتماسك بشان قضية بلادنا والازمة الاستثنائية التي تمر بها وما آلت اليه من اوضاع إنسانية كارثية بلغت حدا لايمكن احتماله ولا يجوز السكوت عليه.
وبفضل مابذله ويبذله من جهود دبلوماسية ناجحة وعلى درجة من البراعة والاقتدار لم تشهد هذه الازمه اي انقسام عربي او إقليمي او دولي بل كانت حيثيات حلها المتمحورة حول المرجعيات الثلاث دائما محل اجماع كامل يعكس بجد ومصداقية اصطفاف المجتمع الدولي بأسره الى جانب شعبنا اليمني العظيم وشرعيته الدستوريه ممثلة في الدولة اليمنيه بقيادة فخامة الاخ الرئيس عبد ربه منصور هادي رئيس الجمهوريه.
قبل ان اختتم اود القول باني لاأومن بتقديس البشر أيا كانت مكانتهم وأدوارهم وإنما أومن كما قال احد العارفين بإنسانية البشر وأول مقتضياتها ان كافة التجارب قابلة للنقدواساسا للتقييم شريطة ان تكون الجدية والموضوعية أساسا للنقد وأساسا للتقييم اما ان يتحول الامر الى إساءة بالغة بدون وجه حق فهذا ليس تحاملا وتجنيا على شخص عبد الملك المخلافي فحسب وإنما على الكبرياء الوطنية لكل اليمنيين.