مستشفى الإمارات: 1-2% نسبة الحمل خارج الرحم في البلدان المتقدمة
* قدم مستشفى الإمارات عدداً من النصائح التوعوية للوقاية..
أكد مستشفى الإمارات أن نسبة الحمل خارج الرحم في البلدان المتقدمة مثل دولة الإمارات العربية المتحدة، تتراوح ما بين 1 و2 بين كل مائة ولادة، ولكن وفي حالة استعمال التقنيات أو الوسائل الإنجابية من قبل الأم، فقد ترتفع نسبة الخطر إلى نحو 4 بالمائة، في حين لا تتجاوز معدلات الوفاة الناتجة عن الحمل خارج الرحم في بلدان العالم المتقدم 0.1 وحتى 0.3 بالمائة.
ويحدث الحمل خارج الرحم عندما تنتقل البويضة المخصبة خارج الرحم، وتعلق في مكان آخر غير الرحم، وعادة ما يكون بقناة فالوب في 95 بالمائة من حالات الحمل خارج الرحم، وفي حالات نادرة تعلق البويضة في عنق الرحم، أو في المبيض، أو البطن.
وأكد الدكتور وائل سمور، استشاري أمراض النساء والتوليد، في مستشفى الإمارات جميرا بدبي، أن المستشفى استقبل ثلاث حالات لحمل خارج الرحم خلال أقل من شهرين منذ بداية العام 2018، وبواقع حالتين في قسم الطوارئ، وحالة ثالثة تم تشخيصها خلال إجراء الأم لفحوصات ما قبل الولادة.
وقال الدكتور سمور: “هناك العديد من أوجه التشابه بين الحالتين، وهما نموذجان للحمل خارج الرحم. وتراوحت أعمار الأمهات بين 25 و30 عاماً، ومضى عليهما 10 أسابيع منذ آخر فترة حيض، أي حمل بعمر شهرين ونصف”.
وتشمل قائمة الأعراض الأكثر شيوعاً: الألم الحاد والمغص في أسفل البطن، فضلاً عن النزيف المهبلي، ولكن أقل من نصف النساء يحدث لديهن كل من هذين العرضين. ويجب الإشارة إلى أن أعراض الحمل خارج الرحم تشبه أعراض الإجهاض، والتواء المبيض، والتهاب الزائدة الدودية الحاد. ويتم الكشف عن حالات الحمل خارج الرحم من خلال اختبارات الدم لموجه الغدد التناسلية المشيمية البشرية، والتصوير بالموجات فوق الصوتية، والذي يحقق نتائج أفضل عند إجراؤه من داخل المهبل.
وتابع الدكتور وائل: “في كلتا الحالتين، لاحظنا وجود معاناة من ألم في أسفل البطن، وتم تشخيصهما تبعاً للأعراض وحسب نتائج فحوصات الموجات فوق الصوتية. ونظراً لأن وجود حمل خارج الرحم أدى إلى تمزيق قناة فالوب، فقد تسبب ذلك في نزيف داخل تجويف البطن”.
ويوصى بإجراء الجراحة في حالة تمزق أنبوب فالوب، أو وجود نبضات في قلب الجنين، أو عدم استقرار العلامات الحيوية. وبصفة عامة، فإن نتائج العلاج إيجابية.
وقال الدكتور وائل سمور: “لحسن الحظ، لم يكن النزيف حاداً على نحو يؤثر على ضغط الدم والوعي لكل منهما، وأجرينا فوراً جراحة صغرى بالمنظار بطريقة ثقب المفتاح في مستشفى الإمارات جميرا. وتم إزالة النزيف من البطن لكل من السيدتين، ولكن لسوء الحظ فقد أدى الحمل خارج الرحم إلى تلف قناة فالوب لديهما بالكامل. وبالتالي، فقد احتجنا إلى إزالتها خوفاً من احتمال حدوث حمل خارج الرحم فيما بعد، بما قد يشكل خطر على الحياة”.
أما الحالة الثالثة فكانت لسيدة في الرابعة والعشرين من العمر، وكان عمر الحمل لديها يبلغ تسعة أسابيع، وحضرت إلى العيادات الخارجية لإجراء الفحوصات الروتينية، وتم اكتشاف الحمل خارج الرحم وفي قناة فالوب. ولم تكن هذه المريضة تشعر بأي أعراض غير طبيعية، ولم تظهر فحوصات الموجات فوق الصوتية علامات حمل داخل الرحم، فيما تم اكتشاف حمل مبكر خارج الرحم. وتم إدخال المريضة إلى مستشفى الإمارات جميرا لإجراء الجراحة ذاتها التي تم إجراؤها في الحالتين السابقتين.
وأوضح الدكتور وائل بأن النتائج الجراحية للسيدات الثلاث كانت إيجابية، ولم تحتاج أي منهن إلى نقل دم، وغادرن المستشفى بعد أقل من 24 ساعة، ولم يواجهن أي مضاعفات خلال الجراحة أو بعدها. وأشار إلى مجموعة العوامل التي يمكن أن تزيد من خطر حدوث الحمل خارج الرحم، وتشمل مرض إلتهاب الحوض، والتدخين، ووجود جراحة سابقة في قناة فالوب، وعقم وراثي، واستخدام التكنولوجيا الإنجابية، محذراً من أن خطر تكرار حدوث الحمل خارج الرحم يظل أمراً وارداً.
وتشمل الأعراض أيضاً عدوى الجهاز التناسلي. ويمكن من خلال الفحوصات الدورية والعلاج العادي الحد من عوامل الخطر ومن بينها التهابات الكلاميديا التي تؤدي إلى التهابات الحوض. وفي حالات العدوى، يمكن للسيدات تلقي العلاج فوراً.
وأضاف الدكتور سمور: “يجب أن تعي النساء مختلف السلوكيات التي يمكن أن تزيد من خطر حدوث حمل خارج الرحم، ومنها استخدام الحقن المهبلية شائعة الاستخدام لأغراض النظافة الشخصية، ووسائل منع الحمل مثل اللولب الرحمي، ووسائل منع الحمل عن طريق الفم”.
ورغم أن جميع حالات الحمل خارج الرحم في مستشفى الإمارات كانت نتيجة لحالات حمل عادية، فإن هنا علاقة مباشرة بين زيادة شعبية الطب الإنجابي، مثل أطفال الأنابيب، وزيادة حالات الحمل خارج الرحم.
ويمكن أن يكون مفعول أدوية مثل الميثوتريكسيت جيداً عندما يكون قياس موجه الغدد التناسلية المشيمية البشرية منخفضاً، وحجم الحمل خارج الرحم صغيراً. وفي دراسة الحالة الثالثة، فقد كان قلب الجنين ينبض، وتم الكشف بأن عمره داخل الرحم متقدم، بما لا يسمح بالتعامل بشكل متحفظ. فالأدوية التي يمكن تقديمها إلى حالات الحمل خارج الرحم يجب أن تقتصر على المراحل المبكرة من هذا الحمل، كونها غير فعالة بعد ذلك.
ونصح الدكتور وائل سمور كافة السيدات اللواتي يشعرن بالقلق من إمكانية الحمل خارج الرحم قائلاً: “من الضروري التشاور مع طبيب أمراض النساء حال توقف فترة الحيض، بحيث يمكن علاج الحمل خارج الرحم دون جراحة والحفاظ على قناة فالوب. ففي الحالات الثلاث التي استقبلناها هذا العام لاحظنا تأخر المريضات في مراجعة العيادة، بحيث لم يكن بالإمكان تلقي العلاجات الطبية البسيطة”.