العلاقات العُمانية الأوزبكية… تاريخية متشعبة تقوم على الاحترام المتبادل
مهند أبو عريف
تُعد العلاقات العمانية الأوزبكية علاقات راسخة تقوم على الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية والتعاون المشترك في مختلف المجالات منذ أن اعترفت السلطنة باستقلال جمهورية أوزبكستان في ديسمبر من العام 1991م.
تتميز العلاقات بين البلدين بأنها “علاقات قديمة” وقد عُرفت أوزبكستان تاريخيا ببلاد ما وراء النهر وكان للفاتح العماني المهلب ابن أبي صفرة دورٌ بارزٌ في فتح هذه البلاد، كما كان للعالم العماني الخليل بن أحمد الفراهيدي تأثير واضح في اللغة الأوزبكية خاصة فيما يتعلق بالأوزان والشعر.
كانت عُمان من أوائل الدول التي اعترفت باستقلال أوزبكستان وقد أُقيمت العلاقات الدبلوماسية بينهما عام 1992م وتم افتتاح سفارة لسلطنة عُمان في طشقند في أبريل عام 2010 ومن بعدها شهدت العلاقات تطورا ملحوظا، بسبب التوافق بين البلدين حول مختلف القضايا الإقليمية والدولية، إضافة إلى الدور المهم الذي تقوم به اللجان المشتركة بين البلدين في مختلف المجالات.
المجالات الاقتصادية والتجارية
تتشعب العلاقات بين مسقط وطشقند لتشمل جميع المجالات الاقتصادية والتجارية والسياسية وغيرها، ‘ذ توجد بين سلطنة عُمان وأوزبكستان ٢٠ اتفاقية ومذكرة تفاهم ومن المؤمل أن يزيد حجم التبادل التجاري بعد اتفاقية ( عشق آباد) للنقل والعبور ، كما يوجد بين البلدين العديد من الاتفاقيات والأفكار المشتركة في مجال التعاون الاقتصادي، وقررت سلطنة عُمان مؤخرا معاملة مواطني أوزبكستان ضمن آلية تسهيل منح التأشيرات السياحية ورجال الأعمال الممنوحة لإيران والهند والصين وروسيا.
كما تم إنشاء شركة استثمارية عُمانية أوزبكية مشتركة تحت اسم (أوز عُمان كابيتال) في العام 2009م تمخض عنها صندوق استثماري بين الصندوق الاحتياطي العام للدولة بالسلطنة وصندوق الإنشاءات والتنمية بأوزبكستان، وبلغت استثمارات الشركة حتى الآن 97 مليون دولار أمريكي في 6 صناعات إنتاجية.
ونظرا للانفتاح الاقتصادي والفرص الكبيرة التي تشهدها أوزبكستان، تقرر تعزيز رأس المال المدفوع من 100 إلى 200 مليون دولار لتوسيع استثمارات الشركة خاصة أن أوزبكستان لديها صادرات نوعية تشمل الفواكه الطازجة والمجففة والخضروات والمنسوجات والقطن واللحوم، في حين تملك سلطنة عُمان تصدير الأسماك والتمور والزيوت وبعض المنتجات الزراعية كالليمون العماني ومختلف الصناعات التكميلية.
توجد بين مسقط وطشقند اتفاقيات سارية أبرزها اتفاقية تجنب الازدواج الضريبي (2009) واتفاقية الحماية المتبادلة للاستثمارات وتشجيعها (2009) واتفاقية تأسيس مجلس رجال الأعمال العماني الأوزبكي (2009) واتفاقية التعاون التجاري والاقتصادي التي تم بموجبها تأسيس اللجنة العمانية الأوزبكية المشتركة.
المجال الثقافي والعلمي
تتواصل العلاقات بين مسقط وطشقند وامتدت إلى المجال الثقافي والعلمي، فقد عقدت العديد من الفعاليات الثقافية والفنية بين البلدين كمشاركة أوزبكستان في مهرجان مسقط وقيام السلطنة بتنظيم فعاليات ومعارض في أوزبكستان، وتم التوقيع على مذكرة تفاهم بين البلدين في مجال التعليم العالي والبحث العلمي عام 2009.
كما تم التوقيع على مذكرة للتفاهم بين الحكومة العُمانية والحكومة الأوزبكية للتعاون في مجال السياحة في 5 أكتوبر عام 2009، وفي مجال النقل الجوي والمواصلات تم التوقيع على مشروع اتفاقية تنظيم خدمات النقل الجوي، وكذلك التوقيع على اتفاقية إنشاء محور دولي (الترانزيت) بين مسقط وطشقند وإيران وتركمانستان في عشق أباد في 25 أبريل من عام 2011م على مستوى وزراء الخارجية.