سلايدرسياسة

واشنطن بوست: استراتيجية ترامب عاجزة أمام هيمنة إيران على سوريا

استمع

واشنطن- ياســـــــر عبدالله

نشرت صحيفة واشنطن بوست مقالاً تحت عنوان “استراتيجية ترامب العاجزة عن ردع إيران للهيمنة على سوريا”، جاء فيه أن كبار مسئولي إدارة دونالد ترامب يزعمون بشكل مستمر أن من أهم الركائز الأساسية للسياسة الأمركية تجاه سوريا هي منع إيران من توسيع نفوذها هناك عقب سقوط تنظيم الدولة الإسلامية، وهو ما يمثل مصدراً كبيرا للقلق لكل من السوريين والحلفاء مثل الأردن وإسرائيل. ولكن لا يمكن لأي مسئول بإدارة ترامب توضيح هذه الخطة، لأن إيران تمكنت بالفعل، من بسط سيطرتها على سوريا. وقد برز الدليل الأوضح على وجود فجوة بين تصريحات المسئولين الأمريكيين وتحركاتهم فيما يتعلق بمواجهة إيران في سورية يوم الاثنين الماضي عندما ألقى مستشار الأمن القومي الأمريكي، هربرت ماكماستر، خطاباً أمام معهد دراسات الحرب، حين قال إن أحد الأهداف الرئيسية للإدارة هو منع إيران ووكيلها حزب الله من تحقيق تفوق إستراتيجي في سوريا في ظل الانتكاسات البطيئة والمطردة التي يتكبدها التنظيم هناك.

وأضافت الصحيفة أنه عندما طُلب منه توضيح الخطة المتعلقة بتحقيق هذا الهدف، قال “ليس بإمكاني أن أخبركم”. وقال ماكماستر “هناك استراتيجية للقيام بذلك… وهي استراتيجية ننفذها بالفعل، والهدف منها هو إضعاف النفوذ الإيراني في المنطقة بأسرها”. وأضاف ماكماستر أن زحف قوات بشار الأسد وحلفائه من الجانبين الإيراني والروسي إلى جنوب شرق سوريا بالقرب من مدينة دير الزور الاستراتيجية وحولها يساعد على هزيمة تنظيم الدولة على المدى القريب، ولكنه يمثل مشكلة كبيرة على المدى البعيد ويهدد بزيادة حجم العنف وإطالة أمد الصراع. وكان المؤشر الوحيد الذي قدمه حول تلك الخطة هو القول بأن النفوذ الأمريكي يشتمل على المدى البعيد تخصيص مبالغ ضخمة من الأموال لمشروعات تتعلق بإعادة الإعمار في سوريا، ولكنها لن تُقدم إلى المناطق التي يسيطر عليها نظام الأسد أو القوات المدعومة من إيران.

وأردفت الصحيفة أن هناك عددا من المسئولين الحاليين والسابقين في الإدارة يقرون ولكن سراً بأن احتمال إجلاء الأسد وإيران في أي وقت قريب من المناطق الشاسعة التي يحاولان احتلالها الآن في جنوب شرق سوريا بات ضعيفاً للغاية، وبأن خطة منع إيران من تدعيم هلال النفوذ الشيعي الممتد من طهران إلى البحر المتوسط ​​تعتمد على ردع إيران على الجانب العراقي من الحدود مع سوريا، وهي مهمة لن تكون يسيرة أيضاً. ويشير المسئولون إلى أن الاستراتيجية القائمة على أرض الواقع في سورية تتمثل في رسم خط فاصل بين العمليات العسكرية للقوات المدعومة من الولايات المتحدة (من بينها قوات سوريا الديمقراطية) وعمليات النظام المدعوم من روسيا والقوات الإيرانية على امتداد نهر الفرات.

وحسب الصحيفة فإنه في الآونة الأخيرة وقعت عدة اشتباكات بالقرب من الخط الفاصل، كما أن قوات سوريا الديمقراطية تتهم القوات الروسية بأنها تتجاوز الخط لمهاجمتهم بشكل متكرر. ولكن جهود منع الاشتباك تسير إلى حد كبير وفقاً لما هو مخطط لها. ويوضح كاتب المقال جوش روجين أن المشكلة هي أنه بمجرد أن يستولى نظام الأسد والقوات الإيرانية على أكبر قدر ممكن من المناطق، لن توجد استراتيجية فعالة لاستعادتها. والجزء الأكبر من اللوم يقع على عاتق إدارة باراك أوباما، التي يقول الخبراء إنها فشلت في تعزيز القوات المحلية على مدى سنوات عديدة. ويؤكد مسئولون أنه قد دار نقاش في الأشهر الأولى من إدارة ترامب حول ما يمكن القيام به لمنع الإيرانيين من السيطرة على مدينة دير الزور.

ودعا البعض داخل الإدارة الأميركية إلى زيادة محدودة في عدد القوات قرب دير الزور لقطع الطرق الرئيسية عن الإيرانيين، وكان يمكن أن تضم هذه القوات مزيجاً من قوات العمليات الخاصة الأمريكية والقوات المحلية والقوات الأردنية. ولكن لم يتم التوصل إلى توافق في الآراء بشأن كيفية المضي قدماً. وبدأت الجماعات المحلية القليلة المدعومة من الولايات المتحدة في المنطقة تتصادم في ربيع هذا العام مع القوات السورية والإيرانية المتقدمة، لكن الولايات المتحدة لم تقدم أية تعزيزات ونجحت القوات الإيرانية وقوات الأسد في دخول مدينة دير الزور التي تقومان الآن بتعزيز سيطرتهما عليها. وما زال العديد من كبار مسئولي إدارة ترامب يصرون على أن منع إيران من زيادة وجودها وقوتها وهيمنتها في سوريا هو هدف أمريكي رئيسي.

ويختتم الكاتب مقاله مشيراً إلى أن أحد أكبر إخفاقات إدارة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما في سوريا كان عدم صدقه مع أبناء شعبه حول رغبته في عدم بذل المزيد من الجهد في سوريا والتضحية بمزيد من الجنود الأميركيين على أرضها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى