سلايدرسياسة

بين السخرية والوعيد.. “الدبلوماسى” يرصد ردود فعل أول خطاب لـ “ترامب” أمس بالأمم المتحدة

استمع الي المقالة

نيويورك – ياسر عبدالله

على خلفية خطاب دونالد ترامب أمس الثلاثاء في الأمم المتحدة عندما كان ينتقد “رجل الصواريخ” كيم جونغ أون و”إيران المارقة” و”الديكتاتورية” في فنزويلا، انفجر موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” بالتعليقات والنكات، على رد فعل كبير موظفي البيت الأبيض، جون كيلي، الوزير السابق للأمن الداخلي في الولايات المتحدة.

وكان كيلى الذي وصفته صحيفة “نيويورك تايمز” بأنه منارة الانضباط، يجلس مباشرة خلف السيدة الأولى ميلانيا ترامب، وقد وضع يده اليسرى على رأسه بينما كان القائد الأعلى للقوات المسلحة الأمريكية يخاطب القاعة التي تضم 193 دولة.

وأثار رد فعل كبير موظفي البيت الأبيض على الفور موجة من التعليقات على الإنترنت، وأشار البعض إلى أن الجنرال المتقاعد جون كيلي كان يمر بيوم سيء أثناء خطاب ترامب. وقال البعض إن الناس الذين كانوا يجلسون بجوار كيلي لم يكونوا سعداء بشكل خاص بشأن خطاب الرئيس.

وكأول خطاب له كرئيس أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب: ” أنه يتوجه بالشكر والتقدير لكل الزعماء الذي عرضوا المساعدة وتقديم الدعم للشعب الأميركي في محنته عقب الكوارث الطبيعية التي حلت به. كما أؤكد أن الشعب الأميركي قوي وكذلك فإن البورصة قد وصلت إلى مستويات قياسية وهناك عدد أكبر من الوظائف في الولايات المتحدة. وسوف نقوم بإنفاق 70 مليار دولار على جيشنا ودفاعنا وسيكون جيشنا هو الأقوى في التاريخ. نحن نعيش في زمن الفرصة غير المسبوقة. ولكننا في كل يوم نجد الإرهابيين والمتطرفين ينتشرون حول العالم أجمع. ونحن هنا للتصدي لهذا الإرهاب والسلطات الديكتاتورية التي تحاول القضاء على أنظمة تسعى للحرية.

وأضاف ترامب: ” أن الشبكات الإجرامية الدولية تؤدي إلى انتشار ظاهرة الهجرة العشوائية والنزوح. لقد أن لنا أن ندفع العالم إلى مستوى جديد أو نتركه ينحدر إلى هوة ساحقة. كذلك فإنه يجب علينا أن نرفع الملايين من تحت خط الفقر, وأن نساعد الأجيال القادمة على الحياة بلا خوف ولا قلق من المستقبل. ومنذ 70 عاما وضعنا خطة مارشال للنهوض بأوروبا. فالعالم يكون أسلم عندما تكون الدول أقوى. كما يجب علينا أن نبدأ بحكمة الماضي وأن نتحالف مع الدول القوية المستقلة. ونحن نتوقع من الجميع أن يعضدوا هذه المبادئ وأن يحترموا مصالح الشعب وحقوق الدول الأخرى. وهذا هو أساس التعاون والنجاح. دول وثقافات قوية تسمح لشعوبها أن تملك مستقبلها وأن تسيطر على مصيرها وأن تنعم بحياة كريمة كما خلقنا الله في هذه الحياة”.

وأشار قائلا “إننا نحتفل في الولايات المتحدة بالذكرى 230 لدستورنا العظيم الذي يُعد أقدم دستور مُستخدم حتى الأن. وأود أن أوضح أنني حين انتُخبت لم اُنتخب من أجل السلطة ولكن لكي أعطي السلطة للشعب الأميركي. ونحن بدأنا نجدد السيادة لمواطنينا لحقوقهم والدفاع عن كرامتهم وستكون أميركا الأولى دائما وكذلك أنتم لابد من أن تضعوا بلادكم أولا. لابد لكل الزعماء والمسؤولين أن يخدموا شعوبهم والأمة هي الأساس في دعم الشعب وخلق مستقبل أمن للشعوب جميعا. وسأدافع عن مصالح أميركا وسأسعى بكل جهدي أن تكون كل الدول ذات سيادة وأن تتمتع بالأمن.

واستطرد بقوله : “لقد دفع مواطنونا الثمن من أجل حرية أمم كثيرة موجودة بيننا الأن. وبعد انتصارنا في حرب هي الأكبر في التاريخ لم نحاول فرض إرادتنا على أحد فنحن نسعى لأن يكون هناك تناغم وصداقة بين الدول ولا نريد نزاعات وتناحرات. والسؤال الأهم هو هل لدينا القوة أن نواجه أخطاء اليوم حتى ينعم مواطنونا بالسلام والأمن غدا. كما يجب أن ننفذ وعودنا للشعب الذي نمثله ودعم مصالحه ومستقبله. كذلك علينا أن نحترم الحدود والقانون والمشاركة السلمية للجميع. إن في الكوكب اليوم مجموعة خارجة عن القانون لاتحترم المواطنين ولا حقوق بلادهم السيادية. وإن لم نجابه بالقوة هؤلاء الأشرار فإن قوى الشر سوف تتضاعف وتزدهر”.

وأوضح ترامب :”أنه لم يحقر أحد شعبه إلا هذا النظام في كوريا الشمالية الذي قام بحبس وقمع الملايين هناك. وللأسف هناك بعض الأنظمة الأن تقوم بتسليح هذا النظام الشرير. ولن يكون أمامنا خيار سوى تدمير كوريا الشمالية إذا تعرضت الولايات المتحدة أو أي من حلفائها للتهديد ونحن مستعدون تماما لذلك وقادرون على إنفاذه ولكنني أمل أن لا يحدث ذلك. كما أشكر كلا من الصين وروسيا لانضمامها لقرارات مجلس الأمن ضد كوريا الشمالية. ولابد من عزل نظام كيم حتى يتوقف عن هذا العدوان.

وفيما يتعلق بإيران قال ترامب :”يجب علينا أيضا أن نوقف إيران التي تسعى لتدمير إسرائيل. فبدلا من استخدام أموال إيران لصالح ولرفاهية الشعي الإيراني تستخدم إيران هذه الأموال لتعزيز ديكتاتورية بشار الأسد وحزب الله والحرب في اليمن. ونحن لن نترك القتلة للمضي قدما في هذا الطريق ولن نسمح لهم ببناء برنامج نووي في نهاية المطاف لتهديد العرب والمسلمين الأبرياء. إن هذا الاتفاق محرج للولايات المتحدة فهو اتفاق أحادي الجانب ومعيب. لقد أن الأوان للعالم بأسره أن يطالب إيران بالتوقف عن الدمار والخراب واحترام جميع جيرانها. إن شعب إيران الذي يسعى للتغيير هو أكثر ما تخشاه الحكومة الإيرانية ولهذا فهي تقوم بسجن الإصلاحيين السياسيين.

وأضاف: “إن النظام الإيراني ودعمه لللإرهاب يتناقض مع ما التزم به جيرانها من مكافحة الإرهاب ودعم هذه الجهود لوقف تمدده. ونحن نسعى لوقف التطرف والإرهاب الإسلامي الراديكالي الذي يهددنا وعلينا أن نطردهم من كل بلاد العالم كحزب الله وطالبان وإيران. كما أن أميركا تعمل في الشرق الأوسط وفي العالم لوقف هذا الشر. ومصالحنا هي التي ستحدد استراتيجيتنا وقواعد الاشتباك في قتالنا مع طالبان والمجموعات الإرهابية الأخرى. وفي سوريا والعراق حققنا نجاحات في هزيمة داعش لتقييد نظام بشار الأسد الذي يستخدم السلاح الكيماوي ضد شعبه البرئ.

وأردف قائلا: ” إننا نشكر كلا من الأردن وتركيا ولبنان في جهودهم في استضافة اللاجئين على أراضيهم. كذلك فإننا نسعى لإعادة توطين اللاجئين وإعادتهم لبلدانهم بعد ذلك. وكما نعلم جميعا أن الهجرة غير المنظمة تضر باللاجئين والدول المستقبلة لهم. وباستخدام تكلفة إعادة توطين لاجئ واحد في الولايات المتحدة يمكننا مساعدة أكثر من 10 أشخاص في منطقتهم الأصلية. كما أحيي الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي لجهودهما في حفظ السلام في أفريقيا. كذلك نشكر الأمين العام على جهوده في إصلاح منظومة الأمم المتحدة. والأمم المتحدة قريبا ستكون مناصرة للكرامة الانسانية بشكل أقوى وأفضل في العالم بأسره. لقد وقفت ضد الشعب الكوبي ولم أرفع العقوبات حتى تقوم كوبا بعدة إصلاحات. إن ما يقوم به مادورا في فنزويلا قد حول بلدا مزدهرا إلى بلد مدمر تماما. لقد قام مادورا بسرقة السلطة والإرادة من الشعب وانهارت الدولة ودُمرت المؤسسات الديمقراطية ونحن لايمكن أن نقف مكتوفي الأيدي إزاء ما يجري هناك. إن الاشتراكية والشيوعية لم يدخلا بلدا إلا وعانت من الخراب والدمار والفشل والألم وزيادة المعاناة لمعتنقيها.

وأكد ترامب على مقولة الرئيس ترومان منذ 70 عاما حيث قال :”إذا كان لهذه المنظومة أن تنجح كما قال الرئيس ترومان فلا بديل عن الأمم المستقلة ذات السيادة التي تستثمر في مستقبلها ومصيرها من خلال التحالف مع الأخرين وليس الغزو. كما أن الوطنية كانت العامل الرئيسي الذي دفع كلا من الفرنسيين والبريطانيين والبولنديين للدفاع عن بلدانهم وأوطانهم. لن ننتظر أن يأتي أحد من الخارج ليحل لنا مشاكلنا.

واختتم ترامب كلمته قائلا: “إن السؤال اليوم لكل شعوب المعمورة هو هل مازلنا نشعر بالوطنية ونسعى جاهدين لحماية سيادتنا والدفاع عن مصالح شعوبنا وضمان عالم أمن لمواطنينا؟ كما يجب علينا أن نهزم أعداء الإنسانية وأن نسعى لضمان الكرامة الانسانية لشعوب المعمورة بأسرها وعلينا أن نضحي معا من أجل السلام والحرية والعدالة والأسرة والإنسانية والرب الذي خلقنا جميعا وليبارك الله أمم العالم والولايات المتحدة”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى