فوربس: الإمارات والسعودية تهددان المصالح الأمريكية وسلام الشرق الأوسط بالهجوم على قطر
واشنطن- ياسر عبدالله
نشرت مجلة “فوربس” الأميركية عبر موقعها مقالا، تحدثت فيه عن طموحات الهيمنة لدى كل من المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، واتهمهما الكاتب دوج بانداو بتهديد المصالح الأميركية والسلام في منطقة الشرق الأوسط من خلال الهجوم على دولة قطر الصغيرة.
ويقول الكاتب الذي عمل مساعدا خاصا للرئيس رونالد ريجان، إن “السعودية تريد الهيمنة على الخليج، فيما تطمح الإمارات لحكم السعودية، ولو بطريقة غير مباشرة، وكلاهما تريدان فرض سيادتهما على دولة قطر المجاورة، ولم تفعل الدولتان حتى الآن سوى تعزيز استقلال قطر وفضح نفاقهما”. ويجب على الولايات المتحدة مواصلة الوساطة من خلال التأكيد على الخطأ الذي يقع على المحور العدواني القمعي، وهو محور السعودية والإمارات.
وتطرق الكاتب إلى بداية الأزمة في شهر يونيو، “حين فرضت الرياض وأبو ظبي شبه حصار على إمارة قطر الصغيرة، وطلبتا منها القبول بموقع الدولة التابعة، وانضمت إليهما دولتان، باعتا من قبل سيادتهما: مصر، التي يتلقى رئيسها عبد الفتاح السيسي، الذي لا يتمتع بأي شعبية، دعما ماليا من السعودية والإمارات، والبحرين، التي قام نظامها الملكي السني بسحق الدعوات المطالبة بالديمقراطية من الغالبية الشيعية بدعم من القوات السعودية. وقد انضمت إليهم جمهورية المالديف، وإحدى الحكومات المتنافسة في ليبيا، فيما اختارت الكويت وعُمان الوقوف موقف الحياد. وقدم المحور السعودي الإماراتي لقطر 13 مطلبا “غير قابل للتفاوض”، منها وضع سياسات الدوحة تحت رقابة أجنبية.
وأوضح الكاتب أن “نظام الجغرافيا في الشرق الأوسط، ووجود بحيرات كبيرة من النفط والغاز الطبيعي أدى إلى إثراء دول ليست هامة تحكمها عائلات صغيرة. ويقول مسؤول في وزارة الخارجية لم يفصح عن اسمه: “لا توجد هنا أياد نظيفة”، خاصة أن لب الأزمة يكمن في دعم الإرهاب, ووضع حقوق الإنسان والعلاقات مع إيران.
وأضاف الكاتب أن المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة قد عبرتا عن إحباطهما القديم تجاه قطر، وليس بسبب دعم الإرهاب. فبعد هذا كله فإن هناك 15 مهاجما من بين 19 شاركوا في هجمات سبتمبر 2001 من أصول سعودية، بالإضافة إلى اثنين من الإمارات، وأصبحت البلدان لا تنعمان بسمعة طيبة في واشنطن, لكونهما مصدرا لتمويل القاعدة والجماعات التي تستهدف الولايات المتحدة.
وأشار الكاتب إلى أن مسؤولي الخارجية قد اشتكوا في برقية، يرجع تاريخها إلى 30 من ديسمبر 2009، جاء فيها: “نواجه تحديا مستمرا في إقناع المسؤولين السعوديين بأن تمويل الإرهاب النابع من السعودية يجب أن يكون ضمن الأولويات الاستراتيجية”، وذلك “لأن المتبرعين من السعوديين يشكلون المصدر الأهم في تمويل الجماعات الإرهابية السنية حول العالم، ولا تزال المملكة قاعدة تمويل مالي لتنظيم القاعدة وحركة طالبان وغيرها من الجماعات الإرهابية بما فيها حركة حماس.
وأضافت الخارجية في ملاحظاتها أن المواطنين الإماراتيين “قدموا الدعم لعدد من الجماعات الإرهابية، بالإضافة إلى الدور المتزايد الذي باتت تؤديه الإمارات بصفتها مركزا للنشاط المالي العالمي، الذي يتزامن مع ضعف الإشراف التنظيمي، ما يجعلها عرضة لسوء استخدام ممولي الإرهاب وشبكات الناشطين. ويرى الكاتب أن “القرصنة التي تعرض لها البريد الإلكتروني لسفير الإمارات في واشنطن يوسف العتيبة، أدت إلى انتشار تقارير واضحة عن دعم حكومته لشبكة حقاني في أفغانستان، والأصوليين الإسلاميين في ليبيا، والجماعات الأخرى.
وقبل ثلاث سنوات دعت وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون “لممارسة الضغط على حكومتي السعودية وقطر، اللتين تقدمان دعما سريا ولوجيستيا لتنظيم الدولة والجماعات السنية الراديكالية الأخرى في المنطقة”، وفي العام الماضي اشتكى دونالد ترامب من أن “السعوديين هم أكبر ممولي الإرهاب في العالم”. ومؤخرا لاحظ رئيس لجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس السيناتور بوب كوركر أن “حجم الدعم للإرهاب الذي تقدمه السعودية يتضاءل أمام الدعم القطري”.
وأضاف الكاتب إلى أن “المسؤولين في واشنطن يقولون إن السعودية حسنت من سجلها، حيث صرح مسؤول في الإدارة لصحيفة “فايننشال تايمز” إن “التفاعل والتعاون مع السعوديين قد تحسن”، لكن ليس بسبب إصلاح الرياض نفسها. ففي العام الماضي اشتكت وزارة الخزانة الأميركية من أن السعودية والإمارات دعمتا جماعتين يمنيتين داعمتين لتنظيم القاعدة وتنظيم الدولة، وذكرت صحيفة “واشنطن بوست” في مايو أن السعودية وقفت أمام جهود واشنطن لتصنيف الفرع السعودي لتنظيم الدولة منظمة إرهابية، وحصل التقدم بسبب الضغط الأمريكي المستمر، و”لأن الولايات المتحدة جعلت تمويل الإرهاب أولوية، وقامت بطرح الموضوع دون توقف مع هذه الدول كلها”حسب مصدر الصحيفة. “
ويشير الكاتب إلى أن “قطر، مثل الكويت التي تجنبت الهجوم السعودي الإماراتي، قد انتقدت بسبب قصورها، لكن الخارجية اشادت في نهاية يوليو بالتقدم الذي حققته الدوحة في مجال تحديد مصادر التمويل، لكنها حذرت من أن “ممولي الإرهاب داخل البلد لا يزالون قادرين على استغلال النظام المالي غير الرسمي”، ووقعت قطر مؤخرا مذكرة تفاهم مع الولايات المتحدة، تتعلق بتمويل الإرهاب، والذي من شأنه الرد بشكل أكثر فاعلية. “
ويقول الكاتب أن “قطر على خلاف الرياض، لا تنفق أربعة مليارات دولار سنويا لنشر الأصولية الوهابية، التي تهيئ الناس للجاذبية الإرهابية، من خلال التقليل من شأن المسلمين وغير المسلمين الذين لا يقبلون التعاليم الأصولية. كما أن “السعودية قد تقود مهرجان النفاق العالمي: فالعائلة المالكة تقوم بالتأثير على الممارسات الدينية العامة، من خلال تقديم الدعم الوافر، وتشجيع التعصب في الوقت الذي يعيشون فيه حياتهم الخاصة خلف الجدران العالية، ودون ذرة من حياء أعلنت الحكومة الشهر الماضي عن إنشاء مكتب نائب عام لاستهداف خطاب الكراهية على وسائل التواصل الاجتماعي.
وللأسف، فإن خطاب الكراهية للعائلة المالكة مضر، ففي تقرير نشره توم ويلسون من جمعية هنري جاكسون، ومقرها لندن، ناقش فيه وجود أدلة كافية تشير إلى الأثر الذي تركه التمويل الأجنبي على نشر التطرف الإسلامي في بريطانيا والدول الأوروبية الأخرى، حيث ساهم المال السعودي في تشدد المسلمين في البوسنة وكوسوفو وباكستان وأماكن أخرى.
ويقول الكاتب إن “ما تعنيه السعودية والإمارات من دعم الدوحة لـلإرهاب هو استضافتها لجماعات ناقدة للسعوديين والإماراتيين، مثل جماعة الإخوان المسلمين، التي تعد أكبر منظمة للإسلام السياسي، واندمج أعضاؤها اجتماعيا في عدد من الدول، مثل الكويت وتركيا، وترأسوا حكومات في مصر وتونس ودول أخرى، وانتهت رئاسة محمد مرسي بطريقة سيئة، لكنه لم يكن مسؤولا إلا عن جزء بسيط من الجرائم التي ارتكبها الجنرال عبد الفتاح السيسي، الذي طلب الدعم من أبوظبي والرياض، في الوقت الذي سحق فيه المعارضة بطريقة وحشية.
ويشير الكاتب إلى أن “الدولتين انتقدتا قطر بسبب استضافتها كلا من حركة حماس وحركة طالبان، إلا أن الإبقاء على قنوات اتصال مع هذه المنظمات مفيد، وتكشف الرسائل الإلكترونية المسربة للعتيبة غضب أبوظبي حين خسرت لصالح قطر المكان لاستضافة سفارة حركة طالبان، وحسب وجهة النظر الأميركية فإنه من الافضل أن تكون هذه الجماعات قريبة، حيث تتم مراقبتها، والتاثير عليها أفضل من أن تكون في طهران مثلا.
وذكر الكاتب أن “واشنطن لم تطلب من قطر طرد ضيوفها، وفي شهر يوليو، قال مدير الاستخبارات الأميركية (سي آي أيه) السابق ديفيد بترايوس: “على شركائنا أن يتذكروا أـن قطر وبناء على طلبنا رحبت بوفود حركتي طالبان وحماس”.
ويقول باندو: “لعل من أكثر المضايقات للسعوديين والإماراتيين هو وجود قناة (الجزيرة) التي تنتقدهم، وبعد هذا كله فإنهم قد تعودوا على الإملاء للصحافة التي تسيطر عليها الدولة في السعودية والإمارات، فقد جرمت كلتا الحكومتين أي نوع من التعاطف مع قطر على وسائل التواصل الاجتماعي، ويقول الصحافيون السعوديون إنهم يتلقون نقاطا محددة من الحكومة وأوامر للهجوم على الدوحة.