السيسى يشارك فى القمة التاسعة لمجموعة الدول الخمس المعروفة باسم “بريكس”
أشرف أبو عريف
يشارك الرئيس عبد الفتاح السيسى فى القمة التاسعة لمجموعة الدول الخمس المعروفة باسم مجموعة ” بريكس” والتى تعقد فى مدينة ” شيامن” الصينية.
وتعد مشاركة مصر فى هذه القمة ذات أهمية بالغة، بالنظر للمكانة الاقتصادية لهذه المجموعة ومساهمتها الكبيرة فى الاقتصاد والتجارة فى العالم، كما تمثل فرصة لتكثيف التعاون بين مصر وهذه الدول خاصة في ظل الخطوات الايجابية التى حققها الاقتصاد المصرى فى السنوات الاخيرة، والتى عززت من تفاؤل التوقعات العالمية للمستقبل الاقتصادى لمصر.
وبريكس”BRICS ” هى مجموعة تضم خمس من الدول ذات الاقتصادات الصاعدة، والتي تمتلك نموا اقتصاديا متميزا علي مستوي العالم، وترمز كلمة ( (BRICS للأحرف الأولى باللغة الانجليزية من اسماء هذه الدول الخمس وهى : البرازيل(Brazil )، روسيا (Russia )، الهند (India )، الصين (China )، جنوب أفريقي South Africa) ).
وأول من هذا استخدم هذا المصطلح هو “جيم أونيل” رئيس شركة “جولدمان ساكس لإدارة الأصول”، عندما استخدم المصطلح في عام 2001 في تقريره المنشور حول آفاق النمو لاقتصاديات البرازيل وروسيا والهند والصين، التي تمثل معاً حصة كبيرة من الإنتاج العالمي وعدد السكان.
وقد بدأت المفاوضات لتشكيل هذه المجموعة خلال اجتماع لوزراء خارجية الدول الأربع “البرازيل وروسيا والهند والصين” في نيويورك في سبتمبر 2006، على هامش اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة، بينما عقد زعماء الدول أول قمة لهم في يونيو 2009، تحت إسم “بريك” أولا، ثم انضمت جنوب إفريقيا إلى المنظمة عام 2010 ليصبح اسمها “بريكس”.
ويقع مقر سكرتارية مجموعة “بريكس” في مدينة شنغهاي الصينية، حيث يتناوب أعضاء المجموعة الخمسة رئاستها سنويًا، بشكل دوري فيما بينهم، حيث تنص اللوائح الداخلية للمجموعة على أن يتم ترشيح الرئيس الأول لمجلس المحافظين للبنك من قبل روسيا، بينما يتم ترشيح الرئيس الأول لمجلس الإدارة من قبل البرازيل، فى حين يتم ترشيح أول رئيس للمدراء التنفيذيين من قبل الهند.
ومجموعة دول “بريكس” التى يبلغ سكانها 42% من إجمالي سكان العالم، تهدف إلي تحقيق تكامل اقتصادي وسياسي وجيوسياسي بين الدول الخمس المنضوية فى عضويتها، وتنمية البنى التحتية لدول المجموعة، وتحقيق آليات فعالة للتعاون بين الدول الخمس خلال الأزمات الاقتصادية ، وإيجاد طريقة لمنح وتبادل القروض بين دول المجموعة بشكل لا يؤثر ولا يحدث أي خلل اقتصادي لأي من دول المجموعة. بالاضافة إلى السعى لوضع شروط ائتمانية أكثر تيسيرًا على بلدان العالم الثالث والدول النامية، وتدويل العملات المحلية وإجراء تجارة بينية بالعملات المحلية فيما بينها .
وأيضا توفير قروض آجلة وميسرة لبلدان العالم الثالث والدول النامية، وتقديم تسهيلات ائتمانية أفضل من تلك المفروضة من قبل البنك وصندوق النقد الدوليين .
100 مليار .. فى بنك البريكس
تم تدشين بنك التنمية لمجموعة البريكس فى عام 2015 ، برأس مال قدره 100 مليار دولار أمريكي في مدينة شنغهاي بالصين.
ويهدف البنك الي توظيف الأموال فى مشروعات البنى التحتية، وانشاء احتياطات مشتركة من العملات الصعبة أو عملات الملاذ الآمن لمواجهة التقلبات فى السوق المالية العالمية. كما يهدف إلى وضع استراتيجية استثمارية تمكنه من شراء حصص فى كبريات الشركات العالمية، وكذلك تمويل المشروعات التكنولوجية المربحة، بخاصة فى دول الجنوب.
ويعتزم البنك تنفيذ 23 مشروعا خلال عامى 2017-2018. ووفقا لاستراتيجية البريكس العامة للفترة 2017-2021، سيقوم البنك بتوجيه نحو ثلثي قروضه لتنمية البنية التحتية المستدامة.
الابتكار العلمى .. قاطرة التقدم
لم تقتصر اهداف مجموعة البريكس علي الجانب الاقتصادي، وانما شملت تعزيز التعاون العلمي والتكنولوجي، حيث قام وزراء العلوم والتكنولوجيا والابتكار في دول المجموعة بالتوقيع على خطة عمل لتعزيز التعاون العلمي والتكنولوجي بين الدول الاعضاء في 18 يوليو 2017 في مدينة هانغتشو بالصين.
وأكدت “خطة عمل البريكس للتعاون الابتكاري (2017-2020)” على ان الابتكار من القوى الرئيسية الدافعة للتنمية المستدامة العالمية ويلعب دورا اساسيا في تعزيز النمو الاقتصادي.
وتنص الخطة على ان دول البريكس ملتزمة بتعزيز التعاون فى الابتكار بناء على الاليات القائمة وبرامج البحث المشتركة وتشجيع التعاون بين المناطق العلمية وتعزيز التدريب على نقل التكنولوجيا وتدعيم الشراكات بشأن الابتكار وريادة الاعمال بين الشباب والتأكيد على دور المرأة فى العلوم والتكنولوجيا والابتكار. فى الوقت نفسه، تساهم الدول الخمس بنحو27% من الابحاث العلمية المنشورة في المجلات الدولية وتنفق 17% من الاستثمارات الدولية في البحث والتطوير.
17 تيرليون دولار انتاج مجموعة بريكس:
يعدّ تكتّل البريكس نموذجا لتجمع اقتصادي للدول ذات الاقتصادات الصاعدة النامية ظهر وسط تكتلات اقتصادية كبرى وتجمّعات إقليمية بارزة، ، فضلا عن كونه يتمتع بقوة اقتصادية كبيرة على الساحة الدولية.
ووفقا لإحصاءات صندوق النقد الدولي، فإن نسبة إسهام دول بريكس في نمو الاقتصاد العالمي تجاوزت 50%، وصار إجمالي اقتصاداتها يمثل 23% من إجمالي الاقتصاد العالمي مقارنة بـ12% قبل 10 أعوام، كما ارتفعت حصتها في التجارة الدولية من 11٪ إلى 16٪ .
كما تشير المؤشرات الاقتصادية لدول مجموعة البريكس إلى أن اجمالى الناتج المحلي الاجمالي لدول المجموعة وفقا لتقديرات البنك الدولي لعام 2016 قد بلغ نحو 17 تريليون دولار.
احتلت مصر المرتبة 32 علي مستوي العالم لعام 2016 وفقا لتقديرات البنك الدولي وبلغ الناتج المحلي الاجمالي لمصر 346.57 مليار دولار
وبقراءة تحليلية لأوضاع الدول الخمس من الجوانب الاقتصادية والاستراتيجية، فإن الصين أصبحت القوة الاقتصادية الثانية والقوة التجارية الأولى عالميا، إضافة إلى تطويرها قاعدة علمية وتكنولوجية، خاصة ما يتعلق بصناعتها في مجال الإلكترونيات والنسيج، ثم تحولها إلى قوة مالية ضاربة تمتدّ إلى المحيط الهادي، بالاضافة الى تعزيز قدراتها العسكرية، وتطورها فى علوم الفضاء. ويتنبأ لها المحللون بأن تحتل في عام 2050 مكانة أكبر اقتصاد في العالم إذا حافظت على مؤشّرات نموها الاقتصادي الحالية.
وتحتلّ الهند المرتبة السابعة علي مستوي العالم، وبلغ الناتج المحلي الاجمالي 2.251 تريليون دولار، كما احرزت تقدما في تكنولوجيا المعلومات وفي صناعة الأدوية. وتتوقع التقارير الدولية أنّ تلحق الهند بنفس مستوى الاقتصادالامريكى في عام 2050.
اقتصاد البرازيل يأتى فى المرتبة التاسعة عالميا بناتج محلي اجمالي 1.770 تريليون دولار، كما اصبحت رائدة في مجال الصناعات الغذائية والتكنولوجيا الحيوية.
أمّا روسيا فهي فى المرتبة الثانية عشرة عالميا بناتج محلي 1.268 تريليون دولار، كما أن لها مكانة مهمة في مجال الطاقة، ولا تزال تملك قدرة الردع النووي المتبادل مع الولايات المتحدة الأميركية، كما أنّها ثاني قوة عسكرية فى العالم.
وجنوب أفريقيا احتلت المرتبة 42 بناتج محلي 280.37 مليار دولار لعام 2016.
وقد نجحت المجموعة فى زيادة التبادل التجارى بين أعضائها ليصل في عام 2016 إلى 16.6 تريليون دولار.
8 قمم من أجل التنمية والأمن العالمى
1-القمة الأولى عقدت في يونيو 2009 في يكاترينبرج، بروسيا، حيث اصدرت بيانا مشتركا يدعو إلى زيادة تمثيل الأسواق الناشئة والبلدان النامية في المؤسسات المالية الدولية، وأصدرت بيانا مشتركا بشأن الأمن الغذائي العالمي.
2- القمة الثانية في أبريل 2010 في برازيليا، بالبرازيل. وأصدرت القمة بيانا مشتركا واتفق على تدابير ملموسة لتعزيز التعاون والتنسيق بين دول المجلس.
3 – القمة الثالثة في أبريل 2011 في سانيا، بالصين، تحت شعار “الرؤية الواسعة والازدهار المشترك”. وأصدرت القمة إعلان سانيا وخطة عمله.
4 – القمة الرابعة في مارس 2012 في نيودلهي بالهند، تحت شعار “شراكة بريكس من أجل الاستقرار العالمي والأمن والازدهار”، وأصدرت القمة إعلان نيودلهي وخطة المجموعة عن الآفاق المستقبلية للدول النامية في منطقة البريكس.
5 – القمة الخامسة في مارس 2013 في ديربان بجنوب أفريقيا تحت شعار “بريكس وأفريقيا: الشراكة من أجل التنمية والتكامل والتصنيع.
6 – القمة السادسة في يوليو 2014 في فورتاليزا بالبرازيل تحت شعار “النمو الشامل: الحلول المستدامة”. وأصدر مؤتمر القمة إعلان فورتاليزا وخطة عمله. وشهد القادة توقيع الاتفاق المتعلق ببنك التنمية الجديد ومعاهدة إنشاء الترتيبات الاحتياطية الطارئة لمجموعة البريكس.
7 – القمة السابعة في يوليو 2015 في أوفا بروسيا تحت شعار “شراكة بريكس – عامل قوي للتنمية العالمية”، وأصدرت القمة إعلان أوفا وخطة عمله، واعتمد استراتيجية الشراكة الاقتصادية لبريكس.
8 – القمة الثامنة في أكتوبر 2016 في جوا بالهند تحت شعار “بناء حلول مستجيبة وشاملة وجماعية”، وأصدرت القمة إعلان جوا، حيث أكد الالتزام بتعزيز الشراكة بين بلدان مجموعة البريكس.
القمة التاسعة .. انفتاح وتعاون مع الدول النامية
تعقد القمة التاسعة لمجموعة البريكس التى يشارك فيها الرئيس عبد الفتاح السيسى فى مدينة شيامن الصينية فى مقاطعة فوجيان بشرق الصين تحت عنوان “البريكس: شراكة قوية من أجل مستقبل أكثر إشراقا”، وهى المرة الثانية التى تستضيف فيها الصين القمة بعد قمة عام 2011.
و تهدف المجموعة لأن تكون بمثابة آلية نموذجية للتعاون الدولى فى شتى المجالات وليست الاقتصادية والمالية والإنمائية فحسب، ولاسيما انها حققت نتائج مثمرة مع افتتاح بنك دول بريكس للتنمية وإطلاق صندوق نقد الاحتياطى للطوارئ عام 2015.
ويتضمن جدول أعمال هذه القمة تعميق التعاون بين دول البريكس من أجل التنمية المشتركة ، وتعزيز التعاون الدولي في مجال التنمية ، وتعزيز الحوكمة العالمية من أجل مواجهة التحديات بشكل مشترك، والحفاظ على السلام والاستقرار الدوليين، بالإضافة الي تعزيز الانفتاح في الاقتصاد العالمي والتمسك بقوة بدور النظام التجاري متعدد الأطراف بوصفه القناة الرئيسية، ومعارضة جميع أشكال الحمائية والانغلاق، وضمان تمتع جميع الدول بحقوق وفرص متساوية وأن يكون لها الحق في اتباع نفس القواعد في التنمية.
كما تسعى قمة البريكس الى تحسين النظم المالية والنقدية الدولية، ودعم التعاون دول العالم فى مجالات الثقافة والتعليم ورعاية المبتكرين وإقامة شراكة أوسع نطاقاً و تعزيز التعاون بين الأسواق الصاعدة والدول النامية في إطار مباديء الانفتاح والشمولية والتعاون المربح لجميع الأطراف بهدف إعطاء زخم إيجابي للنمو الاقتصادي العالمي والتنمية المشتركة لكل الدول.
كما تدرس القمة موضوع انضمام أعضاء جدد للمجموعة من مختلف قارات العالم ومعايير العضوية.