وسط مقاطعات عربية-عربية.. السفير الإيراني بالقاهرة يقيم حفل إفطار إحتفالاً بيوم القدس العالمي
أشرف أبو عريف
بحضور النخب الإعلامية والسياسية والثقافية، أقام السفير د. محمد محموديان حفل إفطار بمنزله إحتفالا بيوم القدس العالمي في ظل المقاطعات العربية-العربية التي لا تخدم أحد سوي العدو الصهيوني. وقال السفير محمد محموديان، رئيس مكتب رعاية المصالح الجمهورية الإسلامية الإيرانية بالقاهرة، إن القدس هي أولى القبلتين وثاني الحرميين، فيها مسرى الرسول عليه السلام، واحتفل الله بها في القرآن الكريم، فقد مر على القضية الفلسطينية هذه الأيام، 100عام منذ صدور وعد بلفور، و50 عامًا من نكسة البلاد العربية أمام النظام الصهيوني في عام 1967م.
وأضاف السفير الإيراني، خلال مإدبية إفطار وإحتفالية “يوم القدس العالمي”، التي أقامتها المكتب رعاية المصالح الإيرانية في مصر بحضور شخصيات مصرية سياسية، اجتماعية دينية و اعلامية و الثقافية و سفراء و رؤساء البعثات الدبلوماسية و القائمين باأعمال و قناصل و مجموعة من الدبلوماسيين رفيع المستوى المقيمين في القاهرة في مأدبة إفطار، أن قصة فلسطين، قصة مملوءة بالغصة، تألم فيها الضمير الإنساني على مر سبعين عامًا من الظلم والقهر لشعب صبور مقاوم، واحترقت قلوب الأحرار وطالبي الحق والعدالة بلجوء ملايين الفلسطينيين خارج أراضيهم.
وأوضح إن القضية الفلسطينية وتحرير هذه الأرض من أيدي الصهاينة المحتلين هو هدف كافة المسلمين والأحرار في العالم. ولهذا السبب فقد أعلن الإمام الخميني (رضوان الله عليه) الجمعة الأخيرة من شهر رمضان الكريم”يوماً عالمياً للقدس” منذ 38 عاماً.
و اضاف رئيس مكتب رعاية المصالح الجمهورية الإسلامية الإيرانية لقد وضع الإمام رضوان الله عليه بهذا العمل الذكي حجر أساسٍ في مسيرة تحرير القدس الشريف ومقاومة الصهيونية المغتصبة، وتتابعت الثورة الإسلامية في إيران بقيادتها وأفرادها وعلى رأسهم قائد الثورة السيد علي خامنئي في مسيرة الدفاع والتحرير للأرض المقدسة.
و أضاف الدكتور محموديان في كلمته في هذا الإحتفال: مع الأسف فإن هناك عواصف شديدة قد إستهدفت جسد الأمة الإسلامية في الكثير من المناطق ، وإستهدف الإرهاب وداعموه الدوليون والإقليميون استقرار وأمن الدول الإسلامية الكبرى وعلى رأسهم إيران وسلامة أراضيها وسيادتها، من أجل الإضرار بالأمة الإسلامية والعربية.
إن سياسة النظام الصهيوني هي السعي من أجل خلق صراع داخلي في العالم الإسلامي، وإحداث فتنة في المناطق المختلفة، في شكل دعم لجماعات تكفيرية مثل داعش، ونشر الخطاب الديني المتطرف بين الدول، وخلق الفوضى في المناطق المختلفة ومن بينها: أسيا الوسطى، والشرق الأوسط والخليج الفارسي؛ حتى يتمكن هذا النظام من الإنحراف بالرأي العام العالمي، وخاصة المسلمين منهم عن الهدف المقدس للعالم الإسلامي قضية فلسطين والقدس الشريف، وذلك من خلال إيجاد الخلاف والصراع، والتفريق بين المسلمين،وإنهاك دولهم وتدمير بنيتهم التحتية والاقتصادية، ومنع التآزر والتعاون بين الدول الكبرى في المنطقة، وتحويل اهتمام المسلمين عن عدوهم الرئيسي: الصهيونية.
إن الإحتفال بيوم القدس العالمي يحمل رسالة هامة وحاسمة بأن شعوب العالم وخاصة العالم الإسلامي لن ينسوا الحق التاريخي للفلسطينيين في تحرير آراضيهم، وأنهم سيقفون دائماً في مواجهة ظلم وإعتداءات المحتلين الصهاينة، و سيعملون لتحقيق العزلة المتزايدة لهذا النظام.
بإعلان الإمام الخميني عن يوم القدس، أوضح أن هذه المسألة الإستراتيجية هي نقطة مركزية من أجل تشكيل الوحدة والتضامن الإسلامي،كما أن الموقف الأصيل لقائد الثورة الإسلامية السيد/ علي خامنئي في الدفاع عن الغاية المقدسة لفلسطين والتحذير من إضعاف مكانة القضية الفلسطينية وجهود الحاقدين من أجل إخراجها من أولويات العالم الإسلامي، يدور في نفس هذا الإطار.
إن طريق الخلاص من الفتن والمشكلات الراهنة، هو التمسك بحبل الله وتعزيز الوحدة والتعاون الإسلامي والتصدي لإثارة الأعداء للفتن بين الأخوة المسلمين، وفي هذه الحالة فإننا سوف ننتصر وفق الوعد الإلهي والقرآني الحق “إن تنصروا الله ينصركم” ولهذا السبب فإن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تطلب من كافة التيارات والفصائل الفلسطينية الابتعاد عن الاختلاف والتفرقة والسعي نحو تقوية الوحدة والوفاق بين أبناء هذه الأرض، معتبرة أنالمعيار والميزان لهذه الفصائل هو مدى التزامهم وتمسكهم بمحور المقاومة مع المحتل.
من جهة فقد ثبت فشل عملية المصالحة والتعاون مع إسرائيل في العقدين الآخرين بسبب حب سفك الدم و الاحتلال من قبل النظام الصهيوني، ومن جهة أخرى فإننا نشاهد تزايد المستوطنات في أراضي فلسطين المحتلة.
إن أي طرح لتشكيل دولة واحدة ليهود إسرائيل عاصمتها بيت المقدس في الأراضي المحتلة الفلسطينية والكلام حول طرح موضوع الدولتين، هو مهاترات دبلوماسية صِرفة.
في هذا الإطار فإن أي سعي لنقل السفارات إلى بيت المقدس لغرض تعریف النظام الصهيوني في هذا المكان المقدس رسمیا هو أمر مردود ومدان.
من الضروري الاستفادة من التجارب والإنجازات المشرقة لمحور المقاومة في المنطقة وعلى الأخص انتصار المقاومة في نكسة النظام الصهيوني في لبنان وغزة وأيضًا الإنجازات المهمة لانتفاضة الأقصى والقدس الشريف.
السادة والضيوف الكرام: إن المبدأ الأساس للجمهورية الإسلامية الإيرانية هو حماية ودعم كافة تطلعات الشعب الفلسطيني حتى تحقيق كامل الحرية لتلك الأرض من سطوة الاحتلال وتشكيل دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس الشريف وحق العودة لكل اللاجئين إلى ديار أجدادهم، وتؤمن أن تحقيق السلام الدائم في المنطقة لا يكون إلا من خلال الإعتراف الرسمي بحق تقرير مصير مواطني فلسطين –سواء من المسلمين أو اليهود أو المسيحيين- من جانب المجتمع العالمي. إننا نرى أن تشكيل دولة فلسطينية مستقلة هو أمر ضروري.
إن قدرة إيران وقوتها على جميع الأصعدة السياسية، والأمنية، والعسكرية، والإقتصادية، والتكنولوجية والعلمية هي رصيد للعالم الإسلامي والعربي من أجل مواجهة المؤامرات والتهديدات الخفية في المنطقة وخاصة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، وأن الجمهورية الإسلامية الإيرانية في العمق الإستراتيجي للعالم العربي والإسلامي.
أدعو الله العلي الكبير أن يخلص شعب فلسطين المظلوم من هيمنة الظالمين، من خلال نشر الوحدة والتعاون بين كافة المسلمين.
في النهاية رئيس مكتب رعاية المصالح الإيرانية بالقاهرة اضاف:
أتمنى أن تسود الصداقة والأخوة كافة الدول والشعوب الإسلامية الكبرى ومن بينها: إيران ومصر، وأسأل الله العلي الكبير أن يمن بالعزة والرفعة على دولة مصر وشعبها، وبالسعادة والهدوء والسلامة على شعب هذا البلد المسلم والشريف، وعلى جميع الحضور الكرام وأتقدم إليكم بالتهنئة لقرب حلول عيد الفطر السعيد، وأشكر لكم سعة صدوركم وحسن إستماعكم.