قراءة فى زيارة الرئيس السيسى للمملكة العربية السعودية
وبحسب إرم نيوز، خلفت التصريحات الرسمية البروتوكولية تساؤلات حول الأهداف التي يرمي لها السيسي عشية تغييرات جذرية تشهدها المملكة مؤخرًا أعقبت هي الأخرى انفتاحًا مفاجئًا في العلاقات بين البلدين ترجمه لقاء للسيسي والعاهل السعودي على هامش القمة العربية في الأردن.
أهمية العودة والتوقيت
السفير أحمد القويسني مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق قال إن أبرز المكاسب في زيارة السيسي إلى السعودية أنها تأتي بعد فترة من الفتور وارتفاع التوتر بين البلدين وهو ما كاد أن يوقف العلاقات خاصة بعد أن اتخذت السعودية إجراءً عقابيًا ضد مصر بإيقاف شحنات البترول الموردة بموجب اتفاق شركة “آرامكو السعودية”.
وأضاف القويسني في تصريحات لت”إرم نيوز” أن العلاقات عادت باستئناف شحن البترول إلى مصر بأثر تدخل عقب وساطة خارجية من البيت الأبيض لتلطيف الأجواء بين البلدين – على حد قوله.
آلية لإدارة العلاقات
الدبلوماسي المصري عاد ليشير إلى أن المكسب الأبرز الذي يمكن أن تتمخض عنه الزيارة يتمثل في إمكانية اتفاق الزعيمين على آلية لإدارة العلاقات بين البلدين تلاشيًا للتلاسن الذي حدث مؤخرًا من منظور أن تدرك العاصمتان القاهرة والرياض أنهما مركز القرار العربي وأن يتفق الزعيمان على أن تكون مقتضيات الأمن القومي العربي هي الحاكم من موقفهما من الصراعات الدائرة في المنطقة.
و توقع أن تثمر الزيارة عن بلورة موقف من القضية السورية بعد جدال خلال الفترة الماضية بين الرؤية المصرية المتمسكة بموقفها باعتبار بشار الأسد جزءًا من الحل والموقف السعودي الذي يصر على ضرورة رحيل الرئيس السوري فورًا.
الوضع في اليمن
ووصف مساعد وزير الخارجية الأسبق حسين هريدي القمة المصرية -السعودية بأنها تقع في إطار الرمز إلى دعم العلاقات الاستراتيجية بين البلدين بعد مرور عام من الضغوط والاضطراب في العلاقة بين مصر والسعودية.
وتوقع أن تركز القمة على القضية اليمنية باعتبار مصر جزءًا من التحالف العربي حيث تستهدف القمة بحث كيفية زيادة فاعلية هذا التحالف العربي من أجل تنفيذ قرارات مجلس الأمن التي تدعمها جهود دبلوماسية عن طريق مبعوث الأمم المتحدة وذلك بالتوازي مع جهود بعض دول مجلس التعاون الخليجي وبريطانيا.
ورأى أن القمة المصرية – السعودية نجحت قبل بدايتها بعودة العلاقات حيث لا يقاس نجاح القمم بعدد الاتفاقيات التي توقع ولكن انعقاد القمة في الرياض بحد ذاته يعد نجاحًا.
انفتاح مفاجئ
وتأتي زيارة السيسي للمملكة عقب انفتاح مفاجئ في العلاقات بين القاهرة والرياض ترجمه لقاء للرئيس عبدالفتاح السيسي والعاهل السعودي على هامش القمة العربية في الأردن في أعقاب توتر ضرب علاقة البلدين إثر خلافات في السياسة الخارجية لهما توقع مراقبون إزاءه أن تقلل السعودية تمويلها للاقتصاد المصري.
وشهدت العلاقات بين القاهرة والرياض خلافًا خلال الأشهر الأخيرة وسط مساعٍ خليجية للمصالحة وتصفية الأجواء بين البلدين على إثر خلافات عادة ما تعلن عن نفسها بين الحين والآخر عبر إعلام الطرفين وعكست تباينًا في وجهات النظر تجاه أزمات وقضايا المنطقة.
وتعد معالجة الملفين السوري واليمني والموقف من الدور الإيراني في البلدين والعلاقات مع تركيا عاكسة بشكل كبير للخلاف بين القاهرة والرياض.