بعد 38 سنة..إيران قوة عظمي لكسر أنف الإستكبار الدولي
بقلم: حميد زادة
اظهرت ايران طيلة فترة ما يقارب الاربعة عقود الماضية على انتصار ثورتها الاسلامية المباركة في يوم 22 بهمن 1358 حسب التقويم الهجري الشمسي، الموافق لـ 11 شباط عام 1978 ميلادي ، قدرات هائلة في تطوير امكاناتها الذاتية وصيانة استقلالها السياسي والأقتصادي داخليا وخارجيا، ما اتاح لها تبوؤ دور ريادي دولي وذلك بعد تكامل دورها الإقليمي، باعتراف القوى المؤثرة في النظام العالمي الراهن.
ولا شك في ان هذا الواقع قد تبلور بفعل التطورات الإقليمية والدولية خلال الأعوام الخمسة الاخيرة اكثر فاكثر ولفائدة دول محور المقاومة والممانعة بوجه المشروع التوسعي الصهيوغربي، رغم ان المخطط الاستكباري كان يستهدف من وراء اشعاله الحرب الطائفية التكفيرية الراهنة، القضاء على هذا المحور وتفكيكه تدريجيا عبر بوابة سوريا، فارتدت الرياح بعكس ما كانت تشتهى سفن الفوضى الأميركية الهدامة.
ولا نعدم يقينا ان تكون الأعوام القادمة حبلى بمفاجآت اخرى، خاصة وان اتخاذ القرارات الدولية بات يأخذ بنظر الإعتبار مدى انعطافها مع التوجهات والمطالب والسياسات الاسلامية الإيرانية، الشيء الذي تجلى بوضوح تام عبر انجذاب الدولة العظمى روسيا الى ايران قلبا وقالبا من خلال التعاون العسكري الدفاعي في مكافحة داعش والتطرف التكفيري الإرهابي المدعوم من قبل السعودية الوهابية وحليفاتها. وقد تبيّن ذلك من نافذة سماح طهران لموسكو بأن تستخدم الطائرات المقاتلة والقاذفات الروسية القواعد الجوية الايرانية في دزفول.
كما ويستدلّ هذا الإنجذاب ايضا من خلال تفاني موسكو في تطوير التقنيات النووية السلمية للجمهورية الاسلامية والتي تمثلت في تقديم روسيا مئات الأطنان من مادة (الكعكة الصفراء) اللازمة في تخصيب اليورانيوم قبيل أيام قليلة من احتفالات ايران بمراسم تخليد الذكرى السنوية الثامنة والثلاثين لأنتصار الثورة الإسلامية المظفرة.
اللافت في السياسة الدولية ايضا هو التصريح الذي ادلت به الدولة الصينية مؤخرا: من أنها على استعداد لقيادة النظام السياسي العالمي بعدما بات منكشفا عجز حكومة الولايات المتحدة الاميركية عن الوفاء بالتزاماتها الأخلاقية في هذا الإتجاه. وذلك على الرغم من أنّ بكين كانت قد اعلنت منذ بداية القرن الحادي والعشرين بأنها رسمت موعد عام 2020 لاقتحام هذا المعترك.
ومن الواضح ان ايران الإسلامية المتعاظمة وجهت صفعتها لإميركا عندما اهملت مشاركة حكومة الولايات المتحدة في اجتماع (استانا ) الدولي بكازاخستان لمناقشة وتسوية الأزمة السورية بحضور ممثلى المعارضة والموالاة والاطراف المهمة في المجتمع الدولي، في معرض مواقف طهران الحازمة من أجل لجم لغة الغطرسة الأميركية التي بدأت مع تصريحات الرئيس الجديد دونالد ترامب، الاستفزازية وعلى اكثر من اتجاه، حتى قبل ان يدخل البيت الأبيض من جانب. ومن جانب آخر بسبب التغاضي الأميركي المفضوح عن القصف الصاروخي الإسرائيلي لمناطق استراتيجية في قلب العاصمة السورية دمشق مؤخرا.
بالمحصلة فان الأعوام الـ 38 من عمر الثورة الاسلامية المجيدة بقدر ما كانت مليئة بالضغوط والعقوبات والحصارات الأميركية الاوروبية الظالمة التي ظن صناع القرار الغربيون بانها ربما يمكن ان تحدّ من تعاظم الجمهوربة الاسلامية او أن تعمل على احتوائها، الا انها جعلت ايران اصلب عودا واقوى تحمّلا واكثرا تاثيرا في المعادلات الدولية خلافا للتوقعات جميعها، وكل ذلك ببركة التزام الشعب والحكومة بثوابت الاسلام والقران الكريم وسنة الرسول الاكرم محمد صلى الله عليه وآله وسلم وتعاليم أئمة اهل البيت النبوي الشريف عليهم السلام، ومواصلة السير على خط المقدس الراحل الامام الخميني قدس سره الشريف، والالتفاف حول خليفته قائد الثورة الاسلامية الامام الخامنئي دام ظله الوارف.