سلايدر

إعلام عُمان يشيد وينعي الشاروني

استمع الي المقالة

أشرف أبو عريف

اهتمت  وسائل الإعلام في  سلطنة عُمان برثاء يوسف الشاروني حيث أشادت بمآثره. يدل ذلك علي ان  السلطنة لا تدع مناسبة إلا وأكدت فيها علي التقدير لمصر ، سواء بمواساتها حينما يرحل احد مفكريها او بمشاركتها احتفالاتها بانجازاتها التي تحققها بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي .ويعبر ذلك عن المواقف الثابتة للسلطان قابوس بن سعيد سلطان عمان التي تعكس دائما التقدير والمحبة لمصر.

في المجال الثقافي سبق وأن اشادت ايضا  وسائل الإعلام في  سلطنة عُمان بالراحل المبدع  فاروق شوشة وذكرت انه  شارك في عضوية فريق العمل الذي عكف علي انجاز  موسوعة السلطان قابوس للأسماء العربية والتي صدرت في عدة مجلدات فى ثمانينيات القرن الماضى،و قد انضم الي عضوية  هذا الفريق فى إطار التعاون الثقافى بين مصر وسلطنة عمان .

 كانت السلطنة قد استنت خلال معرض مسقط للكتاب سنة حميدة بتنظيم ندوة لتكريم الراحل الأستاذ  محمد حسنين هيكل بُعَيدَ أيام قليلة من رحيله ضمن فعاليات المعرض الثقافية .

 من جانبها  نشرت   جريدة عمان – التى تعد أعرق صحف السلطنة اليومية –   مقالا   عن  الفقيد أكدت فيه ان  يوسف الشاروني عمانيّ أيضا.

وصفته فيه بأنه  الأديب الكبير والمثقف الموسوعي الذي منح جزءاً غير يسير من حياته المديدة ، حباً وكتابة، ووفاءً.

قال كاتبه سليمان المعمري  : يوسف الشاروني كان أديباً كبيراً ومثقفاً متحققا . زار عُمان للمرة الأولى سنة 1983 وأنْ تبدأ إقامتك في بلد ما وأنت على مشارف الستين  تعني أنك رأيتَ كثيراً في حياتك حتي أنه بات من الصعوبة أن يدهشك شيء. وهذا ما أكده الشاروني وهو يسترجع سنواته الأولى في السلطنة حيث عمل مستشاراً بوزارة الإعلام، يقول في مقال له بعنوان «لمحات من حصاد تجربتي العُمانية»: «….أحسستُ أنني استرجعتُ شبابي، وكنتُ قد وصلتُ إلى مرحلة تشبع بالقراءة جعلتْني لا أجد إلا القليل من الجديد، لكن ما إن بدأتُ الاطلاع على المكتبة العُمانية التي كونتْها في سنوات النهضة الستّ عشرة وقتئذ وزارتا الإعلام والتراث القومي والثقافة، كما كانتا يطلق عليهما وقتها، حتى عادت إليَّ فرحة الاكتشاف والحصول على الجديد،  مما أوحى إليَّ بفكرة أكثر من كتاب يتضمن ما اكتشفته لنفسي وأحرص على أن يعرفه الآخرون» .

 أول هذه الكتب تم  نشره في هيئة الكتاب بالقاهرة سنة 1986 بعنوان «سندباد في عُمان» وتضمن مختارات من دراسات وأحاديث إذاعية نُشِرتْ وبُثّتْ أثناء السنوات الثلاث الأولى لإقامته في السلطنة، واحتوى فصولا من التاريخ العُماني وأخرى مستمدة من البيئة العُمانية وعروضاً عُمانية تقليدية بالإضافة إلى مقالات عن الفن التشكيلي والمسرح، ومقالات عن الشعر العماني الفصيح منه والشعبي.  وتعاون الشاروني مع إذاعة وتلفزيون سلطنة عُمان في إعداد عدد من البرامج الإذاعية والتلفزيونية المميزة التي صارت بعد ذلك نواة لكتبه المتعددة عن عُمان.

 قد جمع ما كتبه عن الشخصيات العُمانية في كتاب «أعلام من عُمان» الصادر عن دار رياض الريس سنة 1990. وفي العام ذاته، صدر له كتاب «في ربوع عُمان» الذي تحدث فيه عن ثلاثين مدينة عُمانية وما تميزت به من طبيعة وعادات وتقاليد. ثم أصدر كتاب «ملامح عُمانية» الذي تحدث فيه عن مُنتجات عُمان وحيواناتها وحرف أهلها وصناعاتهم وعمارتهم ما بين قلاع ومساجد وحصون. أما الكتاب الرابع فكان بعنوان «في الأدب العماني الحديث» وتضمن دراسات ومقالات عن الأدب العُماني شعراً ونثراً. أصدر بعدها عام 2004 عن مركز الحضارة العربية بالقاهرة كتاب «البوسعيديون حكام سلطنة عُمان» ، وحرص فيه على نشر ملاحق توضح شجرة الحكم لأسرة البوسعيد في عُمان، ثم قائمة بحكام عُمان عبر التاريخ من العصر الحاضر إلى ما قبل الإسلام»، فقائمة بالسادة البوسعيديين حكام زنجبار.

ورغم مغادرة الشاروني عُمان سنة 1992 إلا أن وده لها استمر طوال ربع القرن المتبقي من حياته، وحرص على المشاركة بدراسات عن الأدب العُماني الحديث والثقافة العُمانية في عدد من المؤتمرات والملتقيات الأدبية والفكرية العُمانية والعربية، أذكر منها مشاركته في ندوة «عُمان في التاريخ» في مسقط سنة 1994 ببحث عنوانه «بناء السفن العُمانية»، وفي مؤتمر القاهرة للإبداع الروائي في فبراير 1998 ببحث عنوانه «الرواية العُمانية وخصوصية الرواية الخليجية»، وفي الدورة الثانية من هذا المؤتمر في أكتوبر 2003 شارك ببحث عنوانه :«بين الجبل والمجينة: قراءة في رواية «الطواف حيث الجمر» للأديبة بدرية الشحية»، وفي الدورة الثالثة في مارس 2005 شارك ببحث عنوانه: «عبدالله الطائي.. رائد الرواية التاريخية الخليجية»، هذا علاوة على مشاركته في ندوة الأدب العُماني في جامعة السلطان قابوس سنة 2000. وكان قد شارك إبان إقامته في عُمان في الملتقى الأدبي للقصة القصيرة في دول مجلس التعاون الخليجي بالكويت في إبريل 1985 ببحث عنوانه «القصة القصيرة في سلطنة عُمان» .

وبمناسبة احتفالات مسقط بكونها عاصمة للثقافة العربية عام 2006 أصدر الشاروني كتابه الأخير عن عُمان بعنوان «سلطنة عُمان بين التراث والمعاصرة» عن مركز الحضارة العربية أيضا. وتضمن هذا الكتاب ستة فصول عن التراث العُماني، وفصلاً بعنوان: «من التراث إلى المعاصرة … عن يوميات رحلة فُلك السلامة»، فتعريفاً بثلاث روايات عُمانية لكل من عبدالله الطائي وسعود المظفر وبدرية الشحية، وأخيراً فصل بعنوان «حوارات سبلة عُمانية» وهي الحوارات والسجالات التي دارت بينه وبين بعض الكتّاب العُمانيين على صفحات الصحف العُمانية أثناء إقامته في السلطنة ما بين مهاجم له ومدافع عنه.

ولم يقتصر اهتمامه على النشر في الصحافة الأدبية والبرامج الإذاعية والتلفزيونية وتأليف الكتب الخاصة بها وبثقافتها، بل تسرّب هذا الاهتمام إلى مؤلفاته الأخرى .. ففي كتابه «مع الرواية» الصادر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب عام 1994 – أي بعد مغادرته السلطنة بسنتين – نشر فصلين عن روايتَيْ «الشراع الكبير» لعبدالله الطائي، و«المعلم عبدالرزاق» لسعود المظفر. وفي كتابه «مع التراث» الصادر عن الهيئة نفسها سنة 1996 فصل عنوانه « مع التراث العُماني». وفي كتابه «مع الأدباء» الصادر عن المجلس الأعلى للثقافة بمصر سنة 1999 فصلان عن الروائيَيْن العُمانيَيْن عبدالله الطائي وسعود المظفر.رحم الله يوسف الشاروني.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى