اغتيال سفراء إيران.. ولماذا عطسة العرب؟!
أشرف أبو عريف
جميل أن بات العرب يدركون أنا هناك قضية أسمها القضية “الفلسطينية”، ولكن لسبب صراع الأنا وصدام الحركات بين الحركات العربية – العربية، والحركات العربية – الإستعمارية. فكم تعرضت القضية الفلسطينية لعمليات مد وجذر على مدار أكثر من سبعة عقود من أجل بقاء وحماية بعض العرب على الصعيد الرسمى خصوصاََ..
لم نرى حراك عربى على مستوى المسؤلية من قِبلْ النظام العربى فى ظل انتهاكات الأقصى واغتصاب القدس بكل مكوناتها – أطفال ونساء وشيوخ وشباب – بل الأفظع من ذلك أن أنظمة عربية بعينها وقفت سنداََ للاحتلال الصهيونى فى حربه على المقاومة اللبنانية والفلسطينية طوال نزوات إسرائيل منذ عام 2000.
بالأمس القريب كانت جلسة غير عادية لوزراء الخارجية العرب بناءا على طلب السعودية بشأن “أنف” طهران وتنفسها للهواء العربى بحكم إيمانه بالشأن الإسلامى والإقليمى وصونه من شرور الصهيونية.. والغرض من الإجتماع الطارىء هو سد فتحات أنف إيران حتى لا تتنفس “عربى” مع أن الشعب الإيرانى يتمتع بنطق العربية الفُصحى أمهر ممن يدّعون أنهم عرب وحُماة العروبة.. هذا ليس إلا تخوفاََ من تخصيب الهواء العربى باليورانيوم السلمى المجيد لأبناء الأمة ولكن فى الوقت ذاته سام وقاتل لحناجر عملاء الصهاينة ولديه القدرة الفتّاكة على ذوبان ورق توت عورات الدسائس ومجوس العرب..
حقيقة، كم اثار هذا الإجتماع دهشتى وسخريتى للإرتباك الذى شهدته عينى وأنّْت منه أُذنى لصراخ وعويل يفتقر لمضمون “واثق الخُطوة”.. كان من الطبيعى أن أصنف العرب بين “توابع” وهم من بادروا بقطع العلاقات مع إيران ولست أدرى لماذا أطلق عليهم البعض ” أنصاف وأرباع دول”.. وهم من لا حول لهم ولا قوة وحاجتهم الماسة للنفط لأنهم أُناس “منفطين” ويبدو أنهم لا يعون أن سعر الزفت وصل إلى الثلاثين دولاراََ تقريبا وفى هبوط مستمر.. فيا تُرى هل سنسمع تغييرا فى مواقفهم قريبا؟!
وهناك من اكتفى بالشجب.. وعيب مايصحش ياجماعة عشان إحنا ولاد حتة واحدة وماينفعش ضفاف الخليج تيقى ملتهبة وأن جميع المنطقة فى مركب واحد وكفاية شعوبنا تعبت كتييييييير من تقطيع هدومنا لبعض، وأعتقد مصر واحدة منهم بحكم حجمها وثقلها الدولى وبُعد نظر دبلوماسيتها.
وهناك من آثر اللعب على نقطة المنتصف من حبل ” النط والوثب”، إعمالا بمبدأ الصلااااااااااااامة – (عفواََ يا س”) – حرجاََ من فزاعة العروبة وخوفا من مطرقة وسندان أبناء فارس الموحدين بالواحد يوم يشتد الوطيس ومنهم وزير خارجية الإمارات العربية الذى قاطع “الدبلوماسى” من التعليق على وكسة وخيبة أمل العرب منذ ثمانينات القرن المنصرم إبن المنصرم وكادت تحدث أزمة لولا ستر الله ومناجاة المحبين .. عشان خاطرى يا”دبلوماسى”.. والسؤال:
* لصالح من رد الفعل المبالغ فيه الآن ضد إيران، رغم أننا لم نشهد هذا رد الفعل إذ بان حادث مشعر “مِنى”، وعمليات التفجير الى تعرضت لها مساجد الشيعة أثناء صلاة الجمعة مراراََ فى السعودية والبحرين.. وعمليات اغتيال سفراء إيران فى لبنان واليمن وغيره.. فمتى أشعر ، “كسُنىّْ”، بنظام عربى مستقل يتمتع بنخوة عربية أصيلة بنكهة العصر الجاهلى قبل مجىء الإسلام الذى عمَّقَ هذه الآصالة.. ودائما ما تؤكدها مصر؟!
* هل بعد إجبار قُوىَ الاستكبار على إحترام إيران – وكان توقيع الاتفاق النووى مقابل رفع عقوبات حصار لإيران حوالى 36 سنة.. وبعد أن أيقنت الولايات المتحدة الأمريكية والمجموعة الأوربية و.. و.. و.. أن حصارهم بااااااااااء بالفشل وأنه لامناص من الركوع للدبلوماسية الإيرانية – السبب فى إثارة حفيظة الخليجيين خاصة بعدما أدار الغرب ظهره لرفضهم رفع العقوبات عن إيران وبالتالى جاء رد الفعل العربى المريب تجاه إيران الآن ؟!
* هل أدرك العرب الآن أنه “فااااااااااااااااات الميعاد” ولم يعد للندم والعتاب محل.. ما أفقدهم الصواب المفقد أصلاََ وأن الأمر أضحى فرقعة “إعدام ميت”؟!
* هل مسألة الحديث عن القضية الفلسطينية ما هو إلا للاستحواذ على على العقلية العربية، خاصة المغيبة، للنيل من نهضة إيران؟!
* لماذا الآن، هل للوقوع فى فخ المؤامرة الصهيونية ودفعها للعرب فى الدخول فى حرب طويلة الأمد مع إيران لصالح إسرائيل التى خشيت وتخشى مواجهة إيران منذ عقود؟!
* بعد سقوط بغداد ودمشق وصنعاء وطرابلس بسبب مزاج وهوى بعض العرب، خاصة بعد تحريضهم لصدام حسين بشن حرب الخليج الأولى على إيران بسبب الثورة الإسلامية والرعب من تمددها واختراقها للضفة الغربية للخليج الفارسى، اليوم يعيد هؤلاء التاريخ كآداة فى يد الصهاينة دون أدنى اكتراث بعِرض ودم الشعب العربى.. إذن من هو عدو العرب الحقيقى؟!
وفقط اليوم، يفاجئنا مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة د.ع (26) – شرم الشيخ، أنه في إطار متابعة تنفيذ القرار رقم 615 بتاريخ 29/3/2015 الصادر عن عقدت اللجنة الوزارية العربية بشأن التحرك العربي لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية اجتماعها الثاني بتاريخ 10/1/2016 في مقر الأمانة العامة، برئاسة معالي السيد سامح شكري وزير خارجية جمهورية مصر العربية (الرئاسة الحالية لمجلس الجامعة على مستوى القمة د.ع 26)، وبحضور أصحاب المعالي وزراء خارجية ورؤساء وفود الدول أعضاء اللجنة ومشاركة معالي الأمين العام لجامعة الدول العربية، وذلك بناءً على طلب دولة فلسطين في نطاق استمرار عمل اللجنة وتحركاتها واتصالاتها ومتابعة تقييم عملها وبحث آفاق الحل السياسي وإنهاء الاحتلال والخطوات المستقبلية اللازمة لتوفير الحماية الدولية في أرض دولة فلسطين المحتلة، ومواجهة المخططات الاستيطانية وتصاعد الممارسات والاعتداءات والجرائم الإسرائيلية ضد أبناء الشعب الفلسطيني في نطاق مجلس الأمن، كما تم بحث الأفكار الخاصة بتطورات التحرك الممكنة على مختلف الأصعدة بالتعاون مع المجتمع الدولي، بما في ذلك فكرة عقد مؤتمر دولي.
وأخذت اللجنة الوزارية عدد من الخطوات وأقرت ببقاء اجتماعها مفتوحاً لمتابعة المستجدات وإقرار الخطوات اللاحقة على ضوء إستراتيجية التحرك التي ستعدها دولة فلسطين قبل نهاية الشهر الجاري.
إلى هنا ينتهى البيان الفسييييييييح – (عفواََ يا ص”) – فبرغم فوات الآوان، يبقى فى الأفق الأمل فى قيادة عربية وليدة تضع عثرات العرب فى الماضى صوب عينها لتصحيح المسار.. ولكن لماذا عطسة العرب؟! ومن هو العدو الحقيقى للعرب؟! ومتى تخجل عصوات الأمة من شعوبها بعدما مللت منها المرايا المستوية وضللتها المرايا المقعرة والمحدبة ؟!