سقطة بوابة.. شيطنة دولة عظمي.. الأمن القومى المصرى
أشرف أبو عريف
أن تتناول الشأن المحلى كاعلامى.. فهذا رُبع خبر، وأن تتناول الشأن الإقليمى والدولى.. فهذا نصف خبر، أما أن تتناول الشأن “الإيرانى”.. فهذا خبر كامل ودسم. هذا ما اعتاد عليه الاعلام بصوره الثلاث محليا وعالميا باعتبار إيران دولة “إرهابية” لمجرد انها قامت بثورة منذ 38 عاما على الفساد والرشوة والمحسوبية وكل أسباب إفلاس البلاد ايام حُكم الشاه.. ومن ثمَّ نجاحها فى كونها دولة “عُظمى” سياسيا، اجتماعي، اقتصاديا، ثقافيا رغم مؤامرة قُوىَ الاستكبار على إيران وفرض حصار عمره طال امده حتى الآن لصالح الصهيونية وأذيالها.
وبحكم الفساد الأخلاقى لاعلام المصالح والمزاج والهوى، أضحى الاعلام همزة قطع بين رئيس الدولة والحكومة من ناحية، ومن ناحية أخرى بين الدولة المصرية والعالم الخارجى.. وهذا ما أصاب الشعب المصرى بالحرج مرارا. ووصل الحد لاعتذار الرئيس السيسى نفسه لأمير قطر بسبب سب وقذف أسرته بأفظع الشتائم من قبل بعض الإعلاميين.. وكذالك اعتذار الرئيس السيسى لملك المغرب لتطاول أحد المذيعات على أعراض المغرب الشقيق وإيفاد وزير الخارجية المصرى للاعتذار غير مرة وتهدئة الوضع خاصة عند قيام الاعلام المغربى برشق المصريين رداََ على سقطة مذيعة مصرية فى حق الشعب المغربى.
فأنت كاعلامى.. لك أن تنتقد ما تشاء، ولكن بأدب واحترام ومعرفة وفيرة، وليس بسؤ الأدب وعدم المهنية والابتزاز والمسخرة واضعين فى الاعتبار ضرورة الحفاظ على ماء وجه الرئيس وحكومته، ناهيك عن أهمية استقرار الأمن القومي المصري، فضلا عن دور الاعلام الوطنى والقومى فى تواصل الحضارات وليس صراع الحضارات كى تنعم الشعوب بالأمن والسلامة والمحبة.. وهو ما سينعكس بالايجاب على رغد ورخاء الشعب المصري..
وعلى رأى قائل ” العيبة من أهل العيبة” ليست “عيبة” لأن فاقد الشىء .. لا يعطيه، فكيف لأعمى البصر أن يرى الأشياء؟ وكيف لأعمى البصيرة أن يستشعر الصواب من الخطأ والأمور المشتبهات بينهمأ. ولذا، كيف لشياطين اعلامية ان “تعظ” وهى بالطبع المسؤل الأول عن ردة مصر فى كافة مناحى الحياة لمدة أكثر من 6 عقود!
لذا، لم أندهش من حماقة أحد الصحفيين بالمواقع الاخبارية الاستعانة بصحيفة صهيونية تتهم الجمهورية الاسلامية الايرانية بدعم الارهاب فى سيناء ووصفها بـ “الشيطان”.. ومصيبة الأمر هنا إن كان لا يعرف أو يتجاهل الدور الإيرانى الداعم الحيوى للشعب الفلسطينى والشعب اللبنانى المكلوم بفعل سفالة الصهاينة وقتلهم للشيوخ والأطفال واغتصاب النساء وتدنيس الأقصى.. وهذه هى صهينة الآخر والآخر لصالح الصهيونى الأب!
ويبدو أن صاحب القلم المقصوف يجهل جنسية صحيفة THE HAARETZ وأنها لسان العدو اللدود لإيران. وبدلا من أن يكون فخورا بدعم إيران للمقاومة الفلسطينية ضد الدولة العبرية المغتصبة لأرضه وعرضه كمواطن عربى، إلا أنه يتضامن مع بنى صهيون ضد الايرانيين الموحدين بالواحد والمؤمنين بالرسول الأعظم محمد (ص)..!
حقا.. الذين اختشوا ماتوأ، لكن عديمى الحياء لا يخجلون بفعل التمويل العنصرى المفتوح والمفضوح بلا حدود ولا يعنيهم مصلحة الشعب.. ويبدو أن الصحفى إياه لم يدرك أنه لا أساس لأسباب تقليص العلاقات مع مصر ولنا فى المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة فى كامل التمثيل الدبلوامسى فى الرياض وأبو ظبى المثل والنموذج الذى يجب الاقتداء به رغم النزاع الحادث بين الامارات وإيران حول الجزر الثلاث!
وتعليقا على ما نشره الموقع الاخبارى إياه، جاء الرد الإيرانى مهذبا للغاية وبالدليل والبرهان على حرص الصهاينة على تمزيق العالم الاسلامى طبقا لنظرية مشروع “الشرق الأوسط الكبير”.. وأن إيران نفسها تحارب الارهاب فى العراق واليمن ومصر وتخوض حاليا مع داعش العراق معركة شرسة.. فكيف يتهم إيران بدعم داعش سيناء ضد المصريين.. فإن كنت لا تعلم ذلك.. فهذه مصيبة، وإن كنت تعرف فالمصيبة أعظم.
والصحفي الموقر لم يكتفي بما سبق، بل وصلت به الحماقة أن وصف الربيع العربي بأنه كاد يقضي على الأخضر واليابس. ويبدو أن الموقر لا يدري أن ثورات الربيع العربي ثارت على العنصرية والقمع والاستبداد. ويبدو أنه كان ينعم برضا الفاسدين في كافة أرجاء الدولة المصرية ما يجعله يلعن الربيع العربي.
فإلي أصحاب الأقلام المكسورة.. إن أمن واستقرار مصر فى كل مجالات الحياة يتطلب الوقف الفوري للسير عكس اتجاه ميثاق الشرف الصحفي لتصحيح الصورة المشينة للإعلام المصري في الخارج بسبب سياسة المزاج والهوى لبعض الإعلاميين.