أحمد مصطفى يكتب
هذا العنوان أعلاه سيتم ترويجه اليوم والأيام القادمة من خلال الإعلام الغربي، وخصوصا الأمريكي، والذي بني على تقرير مفبرك يخدم إسرائيل ومتحيز لإسرائيل من براميلا باتن، الممثلة الخاصة للأمم المتحدة للأمين العام المعنية بالعنف الجنسي في الصراعات، في الفترة من 29 يناير/كانون الثاني إلى 14 فبراير/شباط.
ولماذا أقول انه مفبرك ومتحيز لأنه طبقا لما ورد في تقرير هذه الكاذبة ثلاث نقاط تنسفه من الأساس بناءا على أقوالها هي:
١- وقالت باتن إن استنتاجات تقرير الأمم المتحدة تم التوصل إليها بناء على تقييمات فردية، والتحقق من المصادر، والإحالة المرجعية للمعلومات ذات الصلة، وإنشاء حقائق موثوقة.
٢- أجرت الفرق مقابلات سرية مع 34 شخصًا، بما في ذلك الناجين والشهود والرهائن الذين تم إطلاق سراحهم وأفراد عائلات الرهائن الذين تحتجزهم حركة حماس الإرهابية. وقال باتن إن المحللين راجعوا أيضًا أكثر من 5000 صورة وأكثر من 50 ساعة من اللقطات.
٣- ولم تلتق باتن والمتخصصون بأي ناجٍ من العنف الجنسي في هجمات 7 أكتوبر/تشرين الأول، على الرغم من الجهود المبذولة. وتم توجيه مكالمات للناجين للتقدم، لكن باتن قالت إنها تلقت معلومات تفيد بأن “حفنة” يتلقون علاجًا متخصصًا للصدمات وليسوا مستعدين للتقدم.
وهذه الثلاث تصريحات تتضارب مع دعم سردية حتمية الاعتداءات الجنسية “عدم لقاءها بأي ممن نجين من هذه الاعتداءات الجنسية، وأنها تقييمات فردية، وأنها مقابلات سرية” فمن يضمن حدوثها أصلا.
لماذا في هذا التوقيت صدر هذا التقرير؟
١- الرأي العام الغربي المسيطر عليه من اللوبي الصهيوني يريد تشويه حماس بأي طريقة بعد صورة تبادل الأسرى الأول التي حدثت بعد الهدنة الأولى وأن من قاموا بتسليم السيدات من الكيان الصهيوني والبنات كن من نساء حماس والقسام والجهاد حتى لا يحدث أي تلامس غير متفق والمعايير الإسلامية بين (الرجال والنساء).
٢- لا زال الإعلام المتصهين الأمريكي يصف حماس بالإرهابية ويتناسى ما حدث للفلسطينيين على مدار ما يزيد عن ٧٥ عاما من قتل وتعذيب واغتصاب حقوق واعتقال قسري لكل من يطالب بحقوقه الأساسية والدفاع عن نفسه.
٣ – لا تخجل إسرائيل من جرائمها ضد البشرية والابادة الجماعية التي مورست منذ بداية حربها الجائرة على المدنيين وليس ضد حماس في غزة ورفح وكان آخرها المسيرة التي قتلت فوق ١٠٠ فلسطيني في رفح كانوا يسعون للحصول على المساعدة من خلال الانزالات الجوية لمحاولة كسر الحصار.
٤- التأثير على المفاوض الفلسطيني والوسطاء لإنقاذ نتنياهو وحكومته المتطرفة الوجه الحقيقي للكيان الصهيوني، التي تنفذ الأجندة الغربية في منطقتنا العربية والإسلامية، ووضعهم تحت أقصى ضغط حتى تنقلب الآية من نصر كبير حققته حماس والمقاومة الى لا شيء، من خلال المفاوضات ولكي يتنازلوا عن حقوق طالبوا بها وتمسكوا بها مع بداية طوفان الأقصى.
٥- استغلال الأمم المتحدة التي لم تخجل من نفسها ولم تحقق في جرائم النساء الفلسطينيات اللاتي تم تعريتهن واغتصابهن والتحرش بهن داخل السجون الإسرائيلية، حتى من قبل طوفان الأقصى والرجال الذين تم تعريتهم من أطباء وطواقم طبية، وتم إذلالهم أمام الكاميرات بما يتعارض وكل الأعراف والقوانين الدولية والإنسانية.
من وجهة نظري هناك جهات عربية وإسلامية وجنوبية يمكن أن تشكل فرق في هذا الصدد إذا تم التنسيق بينها ومنها:
أ- جمعيات ومراكز حقوق الإنسان العربية والإسلامية
ب- نقابات واتحادات المحامين العرب والمسلمين والرابطة الدولية للقانون
ج- الشباب العربي والإسلامي والضغط على صفحات الأمم المتحدة، وخصوصا هذه المدعوة براميلا باتن، للقيام بتحقيق مماثل مع النساء الفلسطينيات، لأن كافة مسئولي الأمم المتحدة للاسف ممنوعون من زيارة الأماكن الفلسطينية، والتحدث لمسؤولين فلسطينيين. وهنا اخلال بمعايير العدالة والانصاف من منظمة مفترض انها غير مسيسة.
د- إعلامنا العربي والإسلامي بالتنسيق مع الإعلام الصيني والروسي والإفريقي واللاتيني يجب ان يصعدوا من هذه اللهجة تجاه الأمم المتحدة.
ه- ضرورة رفع دعوى في الجنائية الدولية ضد الكيان الصهيوني بسبب حوادث الاغتصاب والتعرية القصرية والتحرش الذي تم لنساء ورجال من خلال جيش الاحتلال وسجونه.
في النهاية، نقول لرجال حماس ورجال المقاومة نحن ندرك اللعبة ونقول للمفاوضين من مصر وقطر استعدوا لألاعيب صهيونية ومسرحيات هزلية جديدة.
كما نقول للأنظمة أو الحكومات أو السياسيين في الغرب، لعنكم الله أيها الأغبياء، عليكم مراجعة طلبات المسؤولين الإسرائيليين ولا تتخذوها كحقائق مسلمة، ولو مرة، وعدم التعامل مع موضوع فلسطين على أنه قضية هامشية، بل القضية الأكثر حقيقية في العالم.