رأى

الذكاء الإصطناعي بين الفوائد والمخاطر

استمع الي المقالة

بقلم: اميرة عبد الحكيم

لاشك أن تطبيقات الذكاء الاصطناعي بأشكاله المختلفة ومراحله المتعددة تستمر في التطور والدخول في تطبيقات حياتنا اليومية شيئا فشيئاً، ويمكننا رؤية ذلك في طريقة تعامل هواتفنا مع الصور أو في برمجيات الذكاء الاصطناعي به مثل تطبيق “Siri” الخاص بشركة Apple أو تطبيق “Bixby” الخاص بشركة سامسونج أو “Alexa” أو حتى “Google Search Voice” وغيرها الكثير، وأيضا الحواسيب الخاصة بالسيارات الحديثة التي تستخدم تطبيقات الذكاء الاصطناعي لمعرفة الجو أو اكتشاف الطرق أو كمية الوقود المتبقية، أو حتى تطبيقات الذكاء الاصطناعي في ألعاب الفيديو، كل هذه التطبيقات وغيرها الكثير والكثير تعد أمثلة للتقدم العالمي في مجال الذكاء الاصطناعي.

ولاشك أن اختراق الذكاء الاصطناعي لكافة مجالات الحياة والتي بدأت باعتبارها تقنية ايجابية مساعدة، إلا أن الآثار السلبية بدأت تظهر رويدا حتى اصبحت تلك التطبيقات تمثل تهديدات للأمن المجتمعي خاصة مع قدرة هذه البرامج على اقتحام الخصوصيات البشرية والتعرف على التفاصيل والتلاعب بالشخصيات العامة وصور المشاهير وصولا للإختراق العلني للخصوصيات المخزنة عبر أجهزة الحاسب والتقنيات الرقمية المتطورة.

وفي ضوء تلك التحديات ظهرت اثارا سلبية عدة تواجه المرأة سواء على المستوى العربي أو العالمي نتيجة قدرة برامج الذكاء الاصطناعي على التغير والتشكل في صور المرأة، الى جانب التركيبات المضللة لهذه الصور مع صور خادشة للحياء الأمر الذي قد يؤثر بالسلب على الحياة الإجتماعية للأسرة، وهو ما بدأت تعاني منه المجتمعات العربية ونجد محاكم جرائم الإنترنت تزخر بتلك الإنتهاكات الصارخة والذي يمثل الذكاء الاصطناعي بطلها الرئيسي.

ومن هنا كان لزاما على المجتمعات سواء المصرية أو العربية أو العالمية التكاتف لمواجهة هذا التحدي الكبير المتمثل في مخاطر انتشار نمط جديد من الفيروسات الإلكترونية والتي قد تؤدي الى تعطل الحياه الإقتصادية نتيجة قدرة الذكاء الاصطناعي على اتلاف ملفات التجارة الالكترونية او القيام بالسطو المسلح الإلكتروني، الى جانب ما ينذر بعواقب مستقبلية خاصة بتقليص فرص العمل نتيجة تمكن برامج الذكاء من القيام بكافة الأدوار البشرية وهو ما يخلق مشكلات اقتصادية كبيرة على الصعيد العالمي، الى جانب تمكن تلك البرامج من الأداء السريع لكافة تلك الوظائف بفعالية كبيرة، بينما تظل الخطورة في قدرة تلك البرامج على الإحتفاظ بنسخ الكترونية من كافة الأعمال مع التمكن من تغيير بياناتها الرقمية وهو ما يهدد المستقبل البشري ككل.

جملة القول، إن الثورة المستقبلية لبرامج الذكاء الاصطناعي سوف يساعد على تحقيق العديد من المزايا الإيجابية مثل السرعة والكفاءة والقدرة على اختصار المسافات والزمن في سبيل انجاز الأعمال، بينما تظل هواجس الأمن المجتمعي وقدرة الذكاء الاصطناعي على تغيير مسارات العمل من خلال البيانات التي تقوم تلك البرامج باختزالها وتغيير بياناتها مع القدرة كذلك على ارسال فيروسات خبيثة الى البريد الالكتروني او الصفحات الخاصة بالحكومات والشركات الكبرى وهو ما قد يؤدي لتأثيرات سلبية عديدة على الصعيد العربي والعالمي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى