أرض الإله
شعر د. خالد القطب الشهاوى
شاعر وروائي مصر.. وأستاذ مساعد للأدب الإنجليزي
تَعيشي ابيةً فتية يا منبتَ العزةِ والكرامة
مهما قال عنك أصحابُ الشماتة والملامة
ستبقى أرضُك مهدَ خيرٍ حتى لرعاة الندامة
وستظلين يا مصر بسخائك ليوم القيامة
فهذا يا دنيا وصف الخالق لأرض الكنانة
فمن غير أم الدنيا شرفت بمطالعة وجه الإله
بوركت يا حبيبتي بهبةِ من تجلى في علاه
عشت يا مصر يا وطني يا أرض الاله
من دخل أرضَك واحتمى فيك طالباً للنجاة
صار آمناً في رزقه وعرضه بفضل الله
يأتيك يا مصر كلُ من ضاقت به دروب الحياة
في وطنه وبين ناسه هارباً من فتك الطغاة
ضارباً الأرضَ عما يحقق له ولأهله مبتغاه
لم تمنى بفضلك على لاجئ حائر في شقاه
سواء شاكر أو لجميلك عليه وعلى ناسه ناكر
فانت يا مصر السد المنيع القوى الضارب
في وجه كل طامع في أرض إخوانك الأقارب
مفترساً بؤرة جسدهم الطاهر كالذئب الخائب
فأمام جيشك الحر المهيبِ يعي الحكاية
حكاية شعب وحضارة عريقة ذات أصالة
لأهلها وبنى جلدتها العربية حارسٌ أمين
في زمانٍ عز فيه الشرفُ يعجُ بالملاعين
في كل شبرٍ من أرض العرب طامعين
لكن هيهات في ظل الحصن الحصين
أه يا مصر لو يعرفُ قدرَكِ كلُ العالمين
لحملوك فوق الأعناق إلى يوم الدين
ولعلموا أن هناك أسدٌ ساكنٌ في العرين
يضعُفُ يِسقُمُ أو يكونُ في كربةٍ حزين
لكن إذا زأر ارتعدت فرائسُ كل الغادرين
قوىٌ عزيزٌ ببنيهِ أسباطِ الفراعنةُ بالملايين
أول من علموا الدنيا أصل الحكاية والبراعة
حكاية إنسان أسس العلم ونشر الحضارة
حتى أصبحت علومهم لكل الخلائقِ منارة
يُهتدى بها في كل المضامير من قارة لقارة
عشت يا مصر أبيةً عصيةً على الشامتين
بأبنائك أصحاب الإرادة الحديدية التي لا تلين
فنعم الرجالُ المحاربين بعرقهم في كل الميادين
ومن على ذلك من الخلائق قادرين سوى المصريين.
شعر د. خالد القطب الشهاوى
شاعر وروائي مصر.. وأستاذ مساعد اللغة الإنجليزية وأدبها