هل أسقطت روما المنقوش؟!
بقلم: المستشار أحمد طه الغندور
لعله مظهر من مظاهر جمال لغتنا العربية؛ ما يُشاع بين الناس مقولة: “كلٌ له من اسمه نصيب”، أو: لكل إنسان من إسمه نصيب!
ويبدو أن “نجلاء المنقوش” قد نالها هذا النصيب! فيُطعن البلح بالشوك كي ينضج، ويُسمى “منقوش”! فكان نصيب “نجلاء” طعنة واسعة في “روما”، أو طعنة قاتلة دعتها إلى الفرار من وطنها!
هذه “السيدة” التي حاولت “وسائل الإعلام” الغربية تصوير مدى ذكائها، وعلمها، وخبراتها؛ هوت إلى الأرض مرة واحدة، فهي “مطلوبة للعدالة” ـ الشعبية والقانونية ـ لمخالفتها نص القانون الليبي رقم (62) لسنة 1957؛ الذي يعاقب كل من يتصل بأي طريق بـ “العدو” وما يمثله بالسجن مدة لا تقل عن ثلاثة سنوات، ولا تزيد عن 10 سنوات، ويجوز الحكم بغرامة مالية.
وهذا يعيد بنا الذاكرة؛ إلى اجتماع مجلس جامعة الدول العربية، على مستوى وزراء الخارجية في سبتمبر 2022، حينما انسحب وفد مصر برئاسة وزير الخارجية ” سامح شكري ” من الجلسة الافتتاحية، احتجاجا على ترؤس وزيرة خارجية ليبيا “نجلاء المنقوش” لها، فهل أدركت ” العبقرية المصرية ” خروج تلك “السيدة” عن أساسيات ” الأمن القومي العربي ” منذ ذلك اللقاء أو حتى من قبل ذلك؟!
أين هذا “الذكاء” الذي قادها إلى هذا “اللقاء المنحوس”؟! أم هي أوهام “المطبعين”؟!
هل كان لديها جواب “بديهي”؛ من يحكم “تل أبيب” اليوم؟! وما هي الأوضاع السياسية السائدة في ذلك المجتمع؟! وهل يحمل هذا “الكيان” أي عوامل جدية للبقاء تُغري بأقل تواصل معه؟!
تُرى؛ هل تملك تلك “السيدة” المؤهلات الأولية لـ ” ملحق دبلوماسي ” لتمييز العدو من الصديق؟!
ثم لماذا الفرار من الوطن؟ هل قبلت بأن تكون “كبش الفداء”؟!
الأمر يحتاج إلى تحقيق جدي؛ فهو حق للأحرار في ليبيا، وهو يعنينا في فلسطين أيضاً!
منذ أن حاول “ترامب” فرض أجندته للتطبيع مع “الاحتلال الصهيوني”، سقطت بعض “الأنظمة العربية” في المصيدة؛ على سبيل إرضاء ذلك “الأحمق”! ولكن بعد نزول “ترامب” عن الحكم، وبداية أفول “عالم القطب الواحد”، وظهور قوى دولية منافسة، وتسعي إلى الإصلاح والعدالة في الساحة الدولية، وانتقال ” ثورات الربيع ” إلى “تل أبيب”، وهي تلاحق في ساحات العدالة الدولية؛ فما هي الحاجة إلى التطبيع؟!
هلا أمعنا النظر في قيمة “نجلاء” بعد “اللقاء”؟!
من الذي فضح اللقاء السري؟! أليس هو “كوهين”؟! حتى أن “البعض” من مجتمعه أدن ذلك “التسريب”!
هل رف لـ “كوهين” جفن وهو يفضح “المنقوش”، هل فكر في “سلامتها”، أو سلامة حكومتها، أو هو يهتم بسلامة ووحدة ليبيا؟!
هل يمكن لأي “نظام” وقع في “مصيدة التطبيع” أن يفيدنا بالفوائد التي تم تحقيقها من “التطبيع”؟!
هل نعتبر تفشي المخدرات في الخليج، والتوتر في الأجواء والمياه الخليجية، وغيرها بعضاً من الفوائد؟!
هل قاد “التطبيع” أفراد الحكم في السودان إلى أتون الحرب، وتدمير البلاد، في صراع على سلطة زائلة؟!
ألم يمس “ممثل الاحتلال” في المغرب من كرامة الحكومة هناك، من خلال جرائمه ضد الحرائر في الرباط؟!
أو طبيعة الحال تخضع لمقولة ” ما خفي أعظم! “
أخيراً؛ إن كنتم لا ” تدركون ” حقيقة ما هي قيمتكم لدى “الاحتلال” ومن ورائه؟!
فإن لكم في “نجلاء” عبرة يا أولي الأبصار!