سلسلة قصائد في ذكرى واقعة كربلاء
بقلم: حميد حلمي البغدادي
منَعُوهُمُ المَاءَ الفُرَاتَ فظاظةً
____
عادتْ إلينا كربلاءُ مِدادا
فالعينُ تهتِفُ بالدُّموعِ حِدادا
عادَ الحسينُ مُضمّخاً بدمائهِ
يستنصِرُ المتحفِّزينَ رَشادا
ويَقولُ : أينَ الناصرُونَ حقيقةً
بل أين مَنْ يحمي الذِّمارَ جِهادا
يَحمي ثغورَ الدينِ من أعدائهِ
ويصُونُ مِيراثاً غدا إفرادا
يروي المودَّةَ بالفِداءِ وِقايةً
كي لا يَعيثَ الظالمون فسادا
جاءَ المحرَّمُ بالعزاءِ مصائباً
نزلَتْ بآلِ محمدٍ أَحقادا
حيثُ الحَسينُ وآلُهُ وصِحابُهُ
في كربلاءَ تقتَّلُوا أَمجادا
وجُيوشُ أعداءِ الرسالةِ سُؤلُهُمْ
ثاراتُ كُفّارٍ قَضَوا أَفنادَا
قد أنكروا الدينَ الحنيفَ ونَبعَهُ
وعَدَوا على آلِ النبيِّ شِدادا
منَعُوهُمُ المَاءَ الفُرَاتَ فظاظةً
وقَساوَةً قد فطَّرَتْ أكبادَا
وبناتُ طهَ في الخِباءِ ذواعِرٌ
ويَصِحْنَ أينَ محمدٌ إنجادا
أينَ البتولُ واينَ حيدرةُ الحمى
اين الذين بحِصنهِم نتفادى
للهِ نَشكُو اُمَّةً غدرَتْ بنا
وتجهالَتْ مَعروفَنا أَضدادا
أوَ مثلُ زينبَ تستغيثُ مرُوعَةً
وهي المَصُونُ فحُوصِرَتْ أَجنادا
أوَ مثلُ زينِ العابدينَ مُكابِدٌ
وهو المؤمَّلُ قائداً سَجّادا
أوَ مثلُ سبطِ مُحمدٍ يَرِدُ الرَّدى
عطشانَ وهو يقارِعُ الأوغادا
واحسرتاهُ على قُرابةِ أحمدٍ
نُحِرُوا ولم تُرْعَ المودَّةُ زادا
في يومِ عاشوراءَ ماتُوا شُهَّدَاً
بكتِ السَّماءُ عليهِمُ أسيادا
بدأتْ مَصائبُ آلِ بيتِ محمدٍ
مِنْ يومِ أنْ تُرِكَ الوَصيُّ عِنادا
فتلاقَفَ الحُكْمَ العُصاةُ تجَنِّياً
يا بئسَ مَنْ منعَ السُّراةَ وِدادا
آهُ یا أرضَ كربلاءَ
أجدبَ الدهرُ يومَ كربٍ وبيلِ
في طُفوفٍ ضنَّتْ بماءِ الغليلِ
هو كربٌ عدى على الدينِ طُرّاً
واستباحَ الحسينَ يوم َ النُكولِ
وهو سبطُ النبيِّ طُـهْرٌ شريفٌ
وشريكُ القرآنِ هادي السبيلِ
ثارَ بالحقِّ مرشداً ودليلاً
ضذَّ حُـكمٍ لا يستقيمُ غليلِ
آهِ يا أرضَ كربلاءَ طغا البغـ
ـيُ بليلٍ داجي السوادِ ثقيلِ
طالَ حُزنُ الاُلى كِراماً عِظاماً
باضطهادٍ ومجرياتٍ مَهُولِ
فعلى مصرعِ الحُسينِ دموعٌ
سائلاتٌ حرّى بكلِّ مَسِيلِ
يا سَليلَ الطُّهرَينِ خيرَ إمامٍ
حلَّ في قلبِ كلِّ حُرٍّ أصيلٍ
قد نهجتَ الجهادَ دربَ صلاحٍ
فسلكنا لحرب باغٍ جهولِ
مُذ حَيِينا نذوقُ طعمَ البلايا
ذنبُنا حُبُّنا لآلِ الرسولِ
حزنُنا دائمٌ وإنْ لامَ وغدٌ
وابتغانا بالذبحِ والتقتيلِ
فمتى ينجلي الظلامُ بصبحٍ
يزدهي باللِّقا المُغيثِ الجميلِ
يا بن طه الأمينِ وابنَ عليٍّ
وحبيبَ الزهرا المصونِ البتولِ
يومُ عاشورَ سوف يبقى مناراً
وسيبقى للحقِّ خيرَ دليلِ
فسلام عليكَ جُرحُكَ أحيا
خيرَ دينٍ بعد الونى والخمولِ