رأىسلايدر

رئيس الإحتياطى الفيدرالى الأمريكى وشيطنة الصين!

استمع الي المقالة

أحمد مصطفى يكتب

محاولة شيطنة الصين أمر لا مفر منه، طالما لم تتمكن الإدارات الأمريكية من تعطيل تقدمها.

كلما فشلت المؤسسات الأمريكية في إيقاف وتيرة تسارع تقدم الصين صناعيا وتكنولوجيا كلما حاولت شيطنتها. فبعد التقرير الملفق المزعوم العام الماضي من لجنة الشؤون الحكومية في الكونجرس الذي أخرجه السيناتور عن ولاية أوهايو (روب بورتمان)، والخاص بأن الصين تحاول تكوين شبكة عملاء من الاقتصاديين داخل الاحتياطي الفيدرالي نفسه.

وبعد فشل وزير الدفاع الأمريكي من عقد لقاء مع نظيره الصيني عدة مرات، كما لو كانت الصين تلقن أمريكا درسا في الاستراتيجية بسبب مواقف الأخيرة الغير لائقة فيما يخص تايوان وتسليحها بما يخل بسيادة واستراتيجية الصين في بحر الصين الجنوبي.

وبعد زيارة وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن لمحاولة ترطيب الأجواء ما بين البلدين الأكبر اقتصادا في العالم.

وبعد فرض الصين حظر على شركة ميكرون تكنولوجي ميموري شيبس الأمريكية، وبعد فرض حظر على تصدير خامي الجاليوم والجرمانيوم اللذان يمثلان أهم مكونات تصنيع أشباه الموصلات والتي تستورد منهما أمريكا ما يقارب 50% منها من الصين فقط، مقابل الحظر والعقوبات التي تفرضها أمريكا على شركات ودول تبيع أشباه الموصلات للصين.

ولأن حجم صادرات الصين لأمريكا رغم كل الخلافات السابقة يصل الى 435 مليار دولار، ولا يوجد من يحل محلها ولا الاتحاد الأوروبي نفسه وفقا للخزانة الأمريكية.

ولأن الصين تعد ثاني أكبر دائن للولايات المتحدة وبحجم دين يصل إلى 860 مليار دولار في شكل سندات الخزانة الامريكية.

ولأن الصين فرضت قانون جديد فيما يخص الأمن الوطني والتجسس والذي له تبعات على الشركات والمستثمرين الأجانب داخل الصين وخصوصا الأمريكية منها.

فتأتي زيارة “جانيت يلين” رئيسة الاحتياطي الفيدرالي إلى العاصمة الصينية بكين على مدار ثلاث أيام (6-8 يوليو 2023) لمناقشة تلك الموضوعات المذكورة عاليه. وتأكيدا على ما ورد منها على رويترز وغيرها من وكالات أنباء عالمية.

فهي تؤكد محاولة استمرار حسن العلاقات الاقتصادية والاستراتيجية ما بين اكبر قوتين اقتصاديتين و استراتيجيتين في العالم.

وكذلك أسباب الحد من الاستثمار الخارجي في الصين في بعض القطاعات الحيوية، وتأكيد من أنهم لا يعتقدون أن شيئًا ما أكثر جاذبية مما هو عليه أو مما هو مقصود أن يكون.

ولضرورة أن تتفرغ كل من الصين وأمريكا الى قضايا عالمية كبرى كـ تغير المناخ والمحاولة للتخفيف من وطأة الديون التي تصيب دول كثيرة في العالم بسبب الإعصار المالي في 2008، ثم جائحة كورونا ثم الحرب في أوكرانيا.

وتخطط المسؤولة لإخبار الفريق الاقتصادي الجديد في الصين أن واشنطن ستواصل الدفاع عن حقوق الإنسان ومصالحها الخاصة بالأمن القومي من خلال الإجراءات المستهدفة ضد الصين.

وقال مسؤول ثان في الإدارة لرويترز إن من المتوقع أن تلتقي يلين بنائب رئيس الوزراء الصيني هي ليفينج.

ستؤكد يلين تصميم واشنطن على تعزيز قدرتها التنافسية مع الرد مع الحلفاء على ما تسميه واشنطن “الإكراه الاقتصادي” والممارسات الاقتصادية غير العادلة من قبل الصين.

في النهاية – هل ستفلح يلين مع الصين فيما فشل فيه الآخرون؟ هذا ما ستخبرنا عنه نتائج الزيارة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى