الأقل توتراً.. الأكثر نجاحاً
بقلم: محمد محسوب السنباطي
لطالما تمنيت أن أعمل تحت قيادة الحاج “إبراهيم سردينه” تلك الشخصية التي أبدع في رسمها وصياغتها المبدع الراحل “إحسان عبدالقدوس” وأبدع في تأديتها الفنان ” عبدالرحمن أبو زهرة”، وعلى الرغم من أنها شخصية خيالية من وحي الكاتب إلا أنني كنت على يقين أنني يوما ما سأصادف ذلك النموذج بل وسأعمل تحت قيادته، وهنا سيتبادر إلى الأذهان سؤال: لماذا؟!.. لماذا تلك الشخصية بالتحديد؟ لماذا ذلك النموذج؟ فهناك عشرات بل والمئات من النماذج الناجحة التي يمكنك العمل معاها والنجاح من خلالها؟
بالعودة للسؤال لماذا “نموذج إبراهيم سردينة” تحديدا فالإجابة ببساطة هي أنه تحول من نموذج المدير التقليدي إلى قائد .. قائد أخذ بيد الموظف الجديد إلى طريق النجاح، فلم يبخل المعلم “إبراهيم سردينه” بالمعلومة والنصيحة على الرغم من حداثة تعيين :عبدالغفور البرعي” الموظف الجديد ، امتلك المهارة في التعامل معه وتحفيزه، ولعل أهم ما قدمه المعلم “إبراهيم سردينه” ل “عبدالغفور البرعي” هو عدم الخوف من منافسة محتملة في المستقبل بل قدم له الدعم المادى والمعنوى وهو ما قابله الموظف الجديد بالتقدير والعرفان طوال حياته.
خلال سنوات عمرى العملية تعاملت مع الكثير والكثير من المديرين والقليل من القادة، كثرت خلالها التساؤلات بداخلي حول مدى إمكانية وجود المعلم “إبراهيم سردينة” في الحياة الحقيقية،حتي قابلت الأستاذ “أحمد عبدالحميد حسين”، والذي وعلى الرغم من قصر فترة التعامل معه إلا أنه أثبت لى أن المعلم “إبراهيم سردينة” موجود في الحياة الحقيقية، والسؤال: ماذا فعل أ. أحمد عبدالحميد خلال تلك الفترة القصيرة؟ ما هي أهم الدروس التي تعلمتها منه؟
والإجابة يا صديقي هي الدروس السبعة الذي كان حريصا على تقديمها لأفراد الفريق سواء بطريقة مباشرة أو من خلال مواقف يومية تجمعنا:
1. كن قدوة لفريقك: يجب أن يشعر أعضاء الفريق بأنك واحد منهم، فالبعض يخلط بين القيادة والرياسة. فالرئيس يضع نفسه فوق مرؤوسيه، أما القائد فيكون ملتحما بالأشخاص الذين يقودهم، قد تظن أنك باعتبارك قائدا لفريق العمل، فأنت معفى من القيام بالمهام التي لا تحب القيام بها. على سبيل المثال، إذا كان أعضاء فريقك يتناوبون على التنظيف. فتأكد من أن تشاركهم في ذلك، هذا لن ينقص مكانتك عندهم.
2. كن قوي الشخصية: الناس لا يتبعون الضعفاء، قوة الشخصية هنا لا تعني القسوة أو العصبية، بل قوة الشخصية تعني أن تكون موثوقا وصادقا وعادلا مع الجميع. بحيث يثق موظفوك أنك لا تبني قراراتك على نزوات أو أهواء شخصية، وأنك لا تتأثر بسفاسف الأمور التي تحدث في المكتب، مثل الإشاعات والنميمة وغيرها من الأمور التي تؤثر في ضعفاء الشخصية.
3. كن عنيدا في رؤيتك مرنا في التفاصيل: يقال أن القادة عنيدون بطبعهم. فهم لا يساومون حينما يتعلق الأمر بالرؤية والأهداف الكبرى التي يطمحون لها، غير أنهم مرنون ومنفتحون على الأفكار والآراء الجديدة فيما يخص تفاصيل وطرق العمل، ولا يجدون في أنفسهم غضاضة من أن يراجعوا أنفسهم ويغيروا طريقة عملهم إن رأوا أنها غير مناسبة.
4. كن واثقا في نفسك .. واثقا في فريقك:القائد الناجح يثق في قدراته، وكذلك في قدرات أعضاء فريقه. ويجعل أعضاء فريق العمل يثقون فيه، ويثقون في قدرتهم على تحقيق الأهداف المنشودة. إن شعر أعضاء الفريق أن قائدهم غير واثق من قدراته أو قدرات فريقه، فهذا سينعكس سلبا على معنوياتهم، وسيتسلل الشك إلى أنفسهم، وهذا سيؤثر على إنتاجيتهم والتزامهم.
5. تحلى بالمسؤولية: القائد الحقيقي يتحمل المسؤولية، ولا يبحث عن الأعذار ليتهرب منها. ستحدث أخطاء في العمل، وهو أمر لا مفر منه، إما منك أو من بعض موظفيك. لا تكن من النوع الذي يلوم الموظفين على مشاكل الفريق. كن صريحا مع نفسك ومع الأشخاص الذين يعملون معك، وكن مستعدا لتحمل المسؤولية عن الأخطاء المرتكبة، بدل أن تبحث عن كبش فداء.
من الضروري أيضا أن توضح لفريقك أنّ أي نجاح أو فشل ينبغي أن تتقاسمه المجموعة ككل، إن كنت من النوع الذي ينسب إلى نفسه نجاحات الفريق، ويلقي على غيره إخفاقات الفريق، فستسقط في أعين موظفيك، ولن يحترموك ولن يثقوا فيك.
6. كن صاحب رؤية: إن أردت أن تقود فريقك، فيجب أن تعرف أولا إلى أين تقودهم، ينبغي أن تكون لك رؤية واضحة، لأن الرؤية هي الأساس الذي ستبني عليه كل قراراتك وخططك .. من تصميم استراتيجيات العمل إلى التوظيف، الرؤية ينبغي أن تكون واضحة، وأن تكون واقعية، وإلا فلن تنجح في إقناع فريق عملك بها.
7. ادعم الابتكار والابداع: لعل الفرق الأكبر الذي يميز قائد فريق العمل عن المدير هو الابتكار وروح المبادرة. ففي حين ينتظر مدير الفريق من أعضاء فريقه أن ينجزوا المهام الموكلة إليهم كما هي، فإن القائد مبتكر بطبيعته، ويشجع موظفيه على الابتكار والتجديد وروح المبادرة.
ختاما .. تظهر لنا القراءة الممتعة للتاريخ أنه لم يستطع أن ينجح في القيادة دون أن يقنع أفراد فريقه بأنه قد وضعهم في المقام الأول قبل كل شيء، وأنه كلما قل التوتر في بيئة العمل كلما زاد النجاح.