القاهرة – فائزة عزيزى
احتفلت السفارة الإيرانية بالقاهرة بالذكرى السنوية 44 لانتصار الثورة الإسلامية وسط حضور سياسى ودبلوماسي وإعلامي كبير فى مقر السفير الإيرانى محمد حسين سلطانى بمصر الجديدة.
وألقى السفير سلطانى كلمة بهذه المناسبة بدأها بتقديم العزاء لتركيا وسوريا متمنياً الصبر والسلوان لأسر الشهداء والشفاء العاجل للمصابين.
وقال السفير سلطانى أن الثورة الإسلامية انطلقت بإرادة الشعب الإيرانى من أجل الحرية والإستقلال وإرادة صُنع القرار بقيادة الإمام الخومينى قدس الله سره.
وعن إنجازات الثورة على سبيل المثال لا الحصر، قال السفير الإيرانى إن لإبداع يخرج من رحم المعاناة ولذا تحتل إيران المركز الرابع عالمياً في تقنية النانو تكنولوجي ولأولى إقليمياً والثالث عشر عالمياً فى مجال الخلايا الجذعية والثامنة عشر دولياً والأولى إقليمياً فى إنتاج السيارات والخامسة عشر عالمياً والأولى إقليمياً فى إنتاج الإلمو ومؤخرا نجحت إيران فى تثبيت أول قمر صناعى فى مداره.
أما عن علاقة إيران بالأخر، فقد أكد السفير سلطانى أن بلاده تضع صوب أعينها إقامة علاقات ودية مع جميع دول العالم وأخوية مع الدول الإسلامية والعربية لتعزيز الشراكة خاصة فى المجالات المشتركة.
وعن مصر، أشاد السفير محمد حسين سلطانى بقدرة مصر على دحر الإرهاب وتقارب البلدين فى العديد من وجهات النظر لصالح الشعبين المصري والإيرانى. وهناك من القواسم المشتركة إقليمياً ودولياً بين الدولتين قد تصل إلى حد التطابق. فعلى سبيل المثال، تقف القضية الفلسطينية وقضية المناخ أحد المجالات المشتركة.
ولفت السفير سلطانى الإنتباه إلى قدرة مصر على تنظيم مؤتمر المناخ قدر إستطاعتها نهاية العام الماضي ودعوة إيران للمشاركة للتخلص من أسباب التلوث والتحول إلى عالم الطاقة الخضراء. وكذلك إستضافة مصر مؤخراً لمؤتمر الدول المصدرة للغاز وتقديم إيران حلول لأجل بيئة نظيفة.
وعودا للقضية الفلسطينية، فقد أكد السفير سلطانى أن إيران لم ولن تسمح للكيان الصهيونى بالنيل من حق الشعب الفلسطيني وتقرير مصيره وتحرير المسجد الأقصى. وقدمت إيران مقترحاً للأمم المتحدة حول تقرير مصير الشعب الفلسطيني وتم تسجيله من المنظمة الأممية للبحث والمناقشة. وأن دعم الجمهورية الإسلامية الإيرانية للمقاومة الفلسطينية يأتى فى إطار قوانين الأمم المتحدة الخاصة بحق الشعب المحتل في تحرير أراضيه وليس فقط من قبيل بنود الثورة الإسلامية.
وحول السلام، قال السفير الإيرانى إن السلام الحقيقي هو الذى يقوم على إحترام ثقافة الغير وليس التطاول على الرسول الاعظم محمد صلى الله عليه وسلم أو حرق المصحف الشريف نتيجة الجهل المدقع للمتطرفين. وهذا يؤدى بالقطع إلى خلافات طائفية مشينة وهذا ما ترفضه الجمهورية الإسلامية الإيرانية. وأن العالم اليوم مأحوجه لنبذ الخلافات والتكاتف لصالح البشرية ومقاومة تحديات الطبيعة مثل كورونا.
وحذر السفير محمد حسين سلطانى من مغبة حرب عالمية ثالثة تطل بظلالها حاليا وأن الحروب لا تقل فداحة عن الفيروسات.
ودعا سلطانى الجميع للإحتكام للغة الحوار على طاولة السياسة لصالح الجميع وأن فرض العقوبات الإقتصادية على الغير لمجرد الإختلاف فى الرأى لهو مدمر للإنسانية وسلامة الشعوب.
واختتم السفير سلطانى كلمته بشكر الحضور على تلبية الدعوة والمشاركة في الإحتفال بالذكرى 44 لإنتصار الثورة الإسلامية الإيرانية.
ومن بين المشاركين فى الإحتفالية، مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق السفير عبدالله الأشعل الذي ألقى كلمة بهذه المناسبة أكد فيها على أنه لا مناص عن تكاتف الدول العربية والإسلامية مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية لتحرير فلسطين والأقصى المبارك. وأن نجاح الثورة الإسلامية الإيرانية بات أنموذج جدير بالدراسة لمقاومة الإحتلال الصهيونى ومؤيديه. ولعل فى موقف الرئيس جمال عبدالناصر وتأييده ومباركته للثورة الإيرانية مثال يجب الإقتداء به.