جدتى.. عبير الذكريات
بقلم: د. سلوى جودة
كان أخر يوم في الإمتحانات عيد خاص بالنسبة لي ليس لإنتهاء أعباء المذاكرة مؤقتا ولكن لأن في صبيحة يومي التالي ستصطحبني جدتي لقضاء أجازة الصيف بالبيت الكبير وعلى الرغم من وجود الكثير من الاحفاد إلا انني كنت الوحيدة التي جذبتها القرية الرابضة ببراءة بين الرياح التوفيفي ونهر النيل ومازالت العربة الفورد السماوية العتيقة التي يقودها سائق العائلة على الطريق الزراعي هي المسيطرة على ذاكرة الرحلة من القاهرة للقرية فعلى يمين الطريق الترعة الكبيرة وعلى يساره حقول شاسعه الإخضرار وأشجار ضخمة تتهادى بكبرياء وتعال محتضنة بأغصانها العتيقة رواد الطريق السائر والراكب.
وعلى الرغم من ان المسافة ليست بعيدة ولكن وقتها وعلى سرعة عم فاروق السائق ولطفله في عمري فهي طويلة جدا وخاصة مع شغفي بسرعة الوصول إلى جنتي الحبلى بالقلوب الحريرية ورفيقاتي من صاحبات الوعي الفطري _هذا و لم يكن بالبيت صغار غيري_ ويقطع حبل افكاري جدتي وهي تطلب من السائق الوقوف والسماح لبعض القرويات المنتظرات على الطريق بالركوب وإيصالهن في طريقنا ومع إمتعاضه بسيطة منه لأنهن كثر يأتي درسها وبلطف”السعة في القلوب ياإبني”..