أشرف أبو عريف
المرحلة الثانية .. دفع عجلة الإنجاز والحفاظ على الزخم لمواصلة النجاحات
· “رؤى المدينة” .. حلم استضافة 30 مليون معتمر بحلول عام 2030م
· التخطيط لإنتاج 155 ألف سيارة كهربائية بحلول 2028
· المملكة تحتل المرتبة الثانية عالمياً في مؤشر الأمن السيبراني
· “ذا لاين” .. 100% من الطاقة المتجددة والنظيفة لرفاهية 9 ملايين نسمة
· المحاكم الافتراضية .. تحقيق العدالة الناجزة دون تدخل بشرى
طفرة تنموية غير مسبوقة تعيشها المملكة العربية السعودية تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز – حفظه الله – من خلال رؤية طموحة تسعى إلى تحقيق نهضة حضارية شاملة في جميع قطاعات الدولة السعودية دون استثناء، يقودها ويشرف عليها صاحب السمو الملكي، ولي العهد، الأمير محمد بن سلمان.
انقضت المرحلة الأولى من الرؤية بنجاحات وانجازات فاقت التوقعات، تحولت خلالها الأحلام إلى حقائق، والخطط المرسومة على الورق إلى مشروعات قائمة على الأرض، شاهدة على التخطيط العلمي الدقيق، والجدية في العمل والتنفيذ، حتى أن الأمير محمد بن سلمان قال قولته الشهيرة في إبريل 2021م، بعد اكتمال السنوات الخمس الأولى ” إن الرؤية نجحت في تحقيق العديد من أهدافها قبل 2030″
وها هي المرحلة الثانية التي لم يمر عليها سوى عام وبضعة أشهر، تواصل دفع عجلة الإنجاز والحفاظ على الزخم المطلوب لمواصلة النجاحات، الأمر الذي تجسد في العديد من المشروعات العملاقة في مختلف المجالات، فضلا عن تبوء المملكة لمراتب متقدمة في الكثير من مؤشرات التنافسية العالمية، نستعرض بعضا منها في السطور التالية:
“رؤى المدينة”
تفعيلاً لجهود صندوق الاستثمارات العامة الهادفة لتطوير القطاعات الواعدة، وتماشياً مع رؤية المملكة 2030م، أعلن سمو الأمير محمد بن سلمان، رئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية، في نهاية أغسطس الماضي، إطلاق أعمال البنية التحتية والمخطط العام لمشروع “رؤى المدينة“، في المنطقة الواقعة شرق المسجد النبوي الشريف، بهدف رفع الطاقة الاستيعابية لتيسير استضافة 30 مليون معتمر بحلول عام 2030م، ما يعكس حرص المملكة على الارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن.
يقام المشروع على مساحة إجمالية تقدر بـ 1,5 مليون متر مربع، مستهدفا إنشاء 47 ألف وحدة ضيافة بحلول عام 2030، إضافة إلى تخصيص 63% من المشروع للساحات المفتوحة والمناطق الخضراء. كما يضم المشروع 9 محطات لحافلات الزوار، ومحطة قطار مترو، ومسار للمركبات ذاتية القيادة، بهدف تسهيل تنقل الزوار إلى المسجد النبوي، بما يسهم في تحسين جودة الحياة ويعزز سبل الراحة والرفاهية لسكان وزوار المدينة المنورة.
“ذا لاين” .. مدينة المستقبل
مدينة المستقبل كما أطلق عليها الأمير محمد بن سلمان ولي العهد، وهو يعلن عن تصاميمها في يوليو الماضي، باعتبارها نموذجاً عالمياً رائداً، وانعكاساً لما ستكون عليه المجتمعات الحضرية مستقبلًا في بيئة خالية من الشوارع والسيارات والانبعاثات، تعتمد على الطاقة المتجددة بنسبة 100%، لجعل صحة الإنسان ورفاهيته أولوية مطلقة.
تتسع ذا لاين لنحو 9 ملايين نسمة في مساحة لا تتجاوز 34 كيلو متراً مربعاً، يبلغ عرضها 200 متر فقط على امتداد 170 كيلو متراً، وارتفاعٍ يبلغ 500 متر فوق سطح البحر، وهو أمر غير مسبوق، ويقلل من تمدد البنية التحتية، ويتيح لسكانها الوصول إلى جميع المرافق والخدمات في غضون دقائق معدودة، إضافة إلى وجود قطار فائق السرعة يصل بين طرفي المدينة خلال 20 دقيقة.
“ذا لاين” تشكل استمرارا للتقدم الذي تشهده مدينة نيوم في تطوير مشاريعها الرئيسية، حيث أعلنت في وقت سابق عن إطلاق “أكساجون” مدينة الصناعات المتقدمة، و”تروجينا” السياحية التي تقدم أول تجربة للتزلج على الثلج في الهواء الطلق في الخليج العربي، إلى جانب إطلاق شركة “إنوا” المعنية بالابتكارات وصناعات الطاقة والمياه والهيدروجين، وشركة نيوم التقنية الرقمية.
السيارات الكهربائية
تخطط المملكة لأن تكون مصدرًا للسيارات الكهربائية في المنطقة والإقليم بحلول 2030، بعد أن أعلنت وزارة الاستثمار السعودية في مايو الماضي عن بدء شركة لوسيد للسيارات الكهربائية بأعمال بناء مصنع لها في المملكة، بطاقة إنتاجية تبلغ (155.000) سيارة سنويًا وباستثمارات تزيد على (12,3) مليار ريال، في إشارة تعكس التزام حكومة المملكة بجذب استثمارات نوعية تسهم في تنويع الاقتصاد ونقل التقنية، وتعزيز الاقتصاد الأخضر وتخفيف الانبعاثات الكربونية”.
ووفقا للخريطة الإنتاجية للمصنع، الذي تحتضنه مدينة الملك عبدالله الاقتصادية ، يقوم لوسيد بإنتاج (4) أنواع مختلفة من السيارات الكهربائية ابتداء من عام 2023، ويصل لطاقته الاستيعابية الكاملة في عام 2028 البالغة (155,000)، ليقوم بتصدير (95%) من إنتاجه، مما يدعم ميزان المدفوعات في المملكة، ويفتح فرص استثمارية جديدة.
مؤشر الأمن السيبراني
استمرارا للدعم الذي توليه القيادة السعودية لقطاع الأمن المعلوماتي، فقد حققت المملكة المرتبة الثانية عالمياً في مؤشر الأمن السيبراني في يونيو من العام الجاري، وفقا لتقرير الكتاب السنوي للتنافسية العالمية لعام 2022 الصادر عن مركز التنافسية العالمي التابع للمعهد الدولي للتنمية الإدارية في سويسرا.
وأوضحت الهيئة السعودية للأمن السيبراني أن المكانة العالمية المرموقة للمملكة في هذا المجال هي حصيلة عمل دؤوب تمثل في مخرجات فريدة منها إنشاء الأكاديمية الوطنية للأمن السيبراني، وتنفيذ التمارين السيبرانية المتقدمة، وطرح المبادرات الرامية إلى تعزيز تنافسية القطاع محلياً وتأسيس شركات ناشئة وواعدة.
المحكمة الافتراضية
وفي إطار برامج الرؤية التي تستهدف الارتقاء بالخدمات الحكومية والتسهيل على المواطنين، دشنت وزارة العدل السعودية في مارس من العام الجاري، المحكمة الافتراضية، التي تختصر إجراءات التنفيذ من 12 خطوة إلى خطوتين فقط دون تدخل بشري.
الاقتصاد الأعلى نمواً
بنسبة نمو تقترب من 7.6%، يتوقع صندوق النقد الدولي في تقريره السنوي لعام 2022م، أن يُسجل الاقتصاد السعودي أعلى نسبة نمو بين جميع اقتصاديات العالم، وذلك في ظل توقعات الصندوق بارتفاع النمو غير النفطي في المملكة إلى 4.2%، وزيادة فائض الحساب الجاري إلى 17.4% من الناتج المحلي الإجمالي، واحتواء التضخم عند 2.8%، مُشيرًا إلى أن النشاط الاقتصادي في المملكة يشهد تحسنًا قويًا مدعومًا بارتفاع أسعار النفط والإصلاحات التي تجريها المملكة في إطار رؤية 2030، الأمر الذي يعني استمرار تراجع معدلات البطالة التي تشهد انخفاضات متتالية وصولا إلى 11% في نهاية 2021م.
ارتفاع الإيرادات غير النفطية
يواصل الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي للمملكة نموه عام وراء الآخر، محققا خلال الربع الثاني من عام 2022م ارتفاعاً بنسبة (12.2%) مقارنة بما كان عليه خلال الفترة من العام السابق 2021م. ووفق بيانات الهيئة العامة للإحصاء خلال هذه الفترة، فإن الناتج المحلي الحقيقي للأنشطة النفطية حقق خلال الربع الثاني نمواً إيجابياً بنسبة (22.9 %) مقارنةً بما كان عليه في نفس الفترة من العام السابق، كما حقق الناتج المحلي الحقيقي للأنشطة غير النفطية ارتفاعاً بنسبة (8.2 %) مقارنةً بما كان عليه في نفس الفترة من العام السابق.