رأى

هل يفعلها “إردان”؟!

استمع الي المقالة

بقلم: أحمد طه الغندور

 قبل أيام قليلة جرى انتخاب “جلعاد إردان” مندوب “الكيان الصهيوني” ضمن واحد وعشرين ممثلاً في الأمم المتحدة كنواب لرئيس الجمعية العامة للدورة رقم (77)؛ وهو سعادة السفير المجري تشابا كوروشي، وذلك وفقاً لنص المادة (30) من النظام الداخلي للجمعية.

وفي حفل انتخابه صرح كوروشي قائلاً: “إن العالم يواجه أزمات متعددة ومترابطة من غذاء وطاقة وديون، بينما يبدو أن أزمات المياه ستصبح هي بدورها التهديدات الوشيكة القادمة”.

ولفت كوروشي النظر إلى مجموعة أخرى من التحديات التي تواجه البلدان، بما في ذلك، حالة الطوارئ المناخية وفقدان التنوع البيولوجي والاحتياجات الإنسانية والحماية العاجلة، وتعهد بجعل الحلول لهذه التحديات والأزمات “من خلال التضامن والاستدامة والعلوم”.

بينما “إردان” يرى أن اختياره هذا هو؛ “انتصارا مهما سيعطينا منصة أخرى لتقديم الحقيقة حول “إسرائيل” ومساهمتها في العالم، على الرغم من المحاولات المستمرة للفلسطينيين والدول المعادية في الأمم المتحدة للعمل ضدنا” حسب قوله.

هذه صورة أولية من الجمعية العامة للفرق بين رؤية رئيس الدورة القادمة، وأحد نوابه!

لكن من هو “إردان” الذي برغب في تقديم الحقيقة حول “الكيان الصهيوني” ومساهمته في العالم؟!

سأحاول أن أتي بالإجابة من خلال الصحافة والمواقع العالمية ما استطعت إلى ذلك سبيلا:

• في أكتوبر 2015، اقترح أردان عدم تسليم منفذي الهجمات الفلسطينيين إلى ذويهم بحجة أن أهلهم يحولون جنائزهم إلى تظاهرات للتحريض على الإرهاب والقتل، ووافق رئيس “الحكومة الإسرائيلية” على اقتراحه. وهناك إلى الأن عشرات من جثامين الشهداء الفلسطينيين في ثلاجات الموت أو في مقابر الأرقام لدى “الكيان” ـ ويكيبيديا ـ

• أدان الأردن يوم الثلاثاء (31/7/2015) قول ما يُسمى “وزير الأمن العام” “جلعاد اردان” تحريضه بالعمل من أجل تغيير الاوضاع الراهنة في الحرم القدسي، وجاء ذلك؛ خلال اقتحامه للحرم القدسي الشريف في ذلك التاريخ. ـ تايمز أوف يسرائيل ـ ومن ثم بدأت سلسلة الاقتحامات للحرم حتى تاريخنا هذا.

• وزير الأمن “جلعاد اردان” يتشاجر مع الاتحاد الأوروبي حول هدم منازل في القدس الشرقية بصورة غير قانونية، مدعياً أن “اتفاقيات اوسلو تعطي الحق بهدم مباني قريبة من الجدار الامني في الضفة الغربية” ـ تايمز أوف يسرائيل” 5/7/2019. لم يتوقف الهدم، ولا الاستيطان غير الشرعي، ولا الإدانة!

• في 17/6/2019 دعا “جلعاد أردان” في حديث لصحيفة “جرزاليم بوست” العبرية خلال مؤتمرها السنوي المنعقد في نيويورك، إلى الإطاحة بالرئيس الفلسطيني محمود عباس وتطبيق “القانون الإسرائيلي” على “المستوطنات” في الضفة الغربية. ـ الإعلام الحقيقي ـ نيويورك. وإلى اليوم يناقش “الكيان” و “المتطرفون” في “الكنيست” تطبيق هذا المرسوم المخالف للمواثيق الدولية.

• في 11/9/ 2019 أغلقت “سلطات الاحتلال” 30 حسابا لتجنيد الأموال لحركة المقاطعة قالت “وزارة الشؤون الاستراتيجية” ـ وزيرها “إردان” انها تستهدف تمويل مجموعات معادية لـ “إسرائيل”. ـ نفس المصدر. على خلاف ما أقرته البرلمانات والمحاكم الأوروبية والأمريكية.

• في 30/10/2021 قام مندوب “الكيان” لدى الأمم المتحدة “جلعاد إردان”، بتمزيق تقرير مجلس حقوق الإنسان على منبر الجمعية العامة لإدانته “الكيان” بانتهاك حقوق الفلسطينيين، بدعوى أنه “منحاز”! ـموقع العربي ـلندن.

هذا بعضاً من المواقف السياسية التي تُعبر عن شخصية “إردان”، فهل هو مناسب كـ “نائب” لرئيس الجمعية العامة وفقاً للرؤية التي أشار إليها السفير كوروشي والتي ركزت على “الحماية العاجلة”؟!

وعادةً تبدأ أعمال الدورة الجديدة في أيلول/ سبتمبر وحتى كانون أول ديسمبر من كل عام، حيث يلتقي رؤساء وزعماء وملوك الدول الأعضاء في اجتماعات مباشرة في نيويورك، وسيكون اجتماعها الأول هذا العام في الثالث عشر من أيلول/ سبتمبر القادم؛ لذلك دعونا نتخيل السيناريو التالي:

الرئيس الفلسطيني يزور نيويورك ليلقي كلمته أمام الجمعية العامة؛ لسبب ما السفير كوروشي رئيس الجمعية متغيب، القدر يدفع “إردان” إلى الرئاسة!

الرئيس الفلسطيني يحتل كرسي الشرف في الأمم المتحدة

على “إردان” أن يرحب برئيس دولة فلسطين إلى المنصة ليستعرض كلمته!

هذه الكلمة مفعمة بالحقائق التي تُدين “الكيان الصهيوني” الذي يتبعه “إردان”!

هل من المعقول أن يخضع “إردان” للناموس الدولي والأعراف الدبلوماسية وينطق بذلك، بل ويشكر السيد الرئيس على ما جاء في كلمته “التاريخية”!

هل من المعقول أن يعترف بدولة فلسطين، ويعترف برئيسها من ساحة “العدالة الدولية” الجمعية العامة!

أم أنه ينسحب من الدور الذي لم بكن يجب أن يُعطى له؟!

على الرغم من أنها ليست السابقة الأولى في تاريخ “الكيان” في نيابة الجمعية العامة، فقد كان “داني دانون” في سنة 2017 وقبلها بعام رئيس اللجنة القانونية، كما سبق “رون بروسور” في 2012، فماذا قدموا!

 الواقع؛ لم تُهزم فلسطين في الجمعية العامة، بل تقدمت وتطورت مكانتها في المنظمة، وعلى الساحة الدولية!

 كذلك هذا العام ـ بإذن الله ـ لن تُهزم، بل ستتقدم، ولكن علينا الإعداد!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى