شاهد.. الكاتب الصحفى إبراهيم عوف يتحدث لبرنامج “نورت مصر” ويستعرض مقومات السياحة
إبراهيم عبدالجواد
- أبو عوف: مصر من أبرز الدول السياحية في العالم وتتمتع بجاذبية سياحية خاصة
أستضاف برنامج ” نورت مصر ” الكاتب الصحفى إبراهيم عوف بجريدة الجمهورية، فى قناة النيل، قطاع القنوات المتخصصة. أمس الخميس، تحدث فيه عن أهمية السياحة، و مقوماتها، ومعوقاتها، ومدي تأثيرها علي الدخل القومي.
برنامج ” نورت مصر ” من إعداد الزميلة فاطمة عبدالقادر، وحنان فكري، وتقديم الإعلامي القدير أحمد عادل فرحات، والمذيعة المتألقة عبير عبدالله شرف الدين.
في البداية.. قال أبو عوف: ” تعدّ السياحة في مصر أحد أهم مصادر الدخل القومي بما توفره من عائدات دولارية سنوية، وعوائد العملة الأجنبية التي مكنتها من المشاركة بشكل كبير بالناتج الإجمالي المحلي، ومكافحة البطالة عن طريق توظيف شريحة واسعة من القوى العاملة في مصر. وتعد مصر من أبرز الدول السياحية في العالم بما تستحوذ عليه من أعداد السائحين الوافدين في العالم، وتميزها بوفرة المزارات السياحية على اختلاف أنواعها، وانتشار المعابد والمتاحف والآثار والمباني التاريخية والفنية والحدائق الشاسعة على أرضها، وامتلاكها لبنية تحتية قوية تقوم على خدمة قطاع السياحة بما في ذلك الغرف الفندقية والقرى والمنتجعات السياحية وشركات السياحة ومكاتب الطيران “.
وأضاف.. يُعتبر قطاع السياحة في غاية الأهمية بالنسبة لأيّ دولة لما له من تأثيرٍ إيجابي في بناء الاقتصاد والنهوض به؛ لذا تُعدّ السياحة في مصر من المصادر الأساسية للدخل القومي، ويُعدُّ القطاع السياحيّ المصريّ أكبر قطاعٍ سياحيٍّ يتم الاستثمار فيه في القارة الإفريقية.
وأشار عوف إلي أن إيرادات السياحة في البلاد خلال عام 2021 تجاوزت 13 مليار دولار لتعود إلى مستويات ما قبل الجائحة. حيث وصلت إيرادات السياحة نحو 4 مليارات دولار في 2020، بانخفاض 70% من 13.03 مليار في العام السابق، بسبب جائحة كوفيد-19 التي ألحقت اضرارا شديدة بالقطاع السياحي.
وأضاف.. يُقدّر عدد الوظائف الذي يوفره قطاع السياحة بنحو 4.5 مليون وظيفة،في 70 نوعاً مختلفاً من الوظائف، أي ما نسبته 13٪ من إجمالي الأيدي العاملة في الدولة؛ كالوظائف في شركات السياحة، والفنادق والشقق المفروشة، والمحال السياحية، والارشاد السياحي، والوظائف غير المباشرة في القطاعات المختلفة، مثل قطاع الزراعة، والصناعات الغذائية، وقطاع البناء والتشييد، إضافةً إلى المساهمة في اتاحة الفرص لبيع الأعمال اليدوية والتراثية.
وأكد عوف علي ان مصر تعد واحدة من أكثر دول العالم التى تتمتع بجاذبية خاصة على المستوى العالمى من الناحية السياحية من حيث مقوماتها الطبيعية والتاريخية والتى تجعلها مؤهلة تماماً لأن تلعب دوراً هاماً فى سوق السياحة العالمية تستقبل أكثر من 8,5 مليون سائح فى السنة, وحتى يمكن مسايرة حركة التنمية السياحية المتزايدة وإيماناً بالدور البارز الذى يمكن أن يقوم به القطاع الخاص فى هذه الحركة.
و قامت الدولة بإصدار مجموعة من القوانين والتشريعات التى تكفل دفع عجلة التننمية السياحية لتشجيع المستثمرين من القطاع الخاص للمشاركة الفاعلة فى هذا المجال و من خلال تطبيق هذه التشريعات ودخولها حيز التنفيذ بدأت تجربة الإستثمار السياحى فى مصر تؤتى ثمارها بزيادة الطلب على المناطق السياحية وظهور مشروعات عملاقة كنتيجة مباشرة لما يتمتع به مجال الأستثمار السياحى فى مصر من مميزات.
وأوضح أبو عوف الأهمية البيئية للسياحة في مصر ، حيث تعتبر نشاطاً صديقاً للبيئة؛ كون البيئة الصحيّة والنظيفة تشكل جزءاً أساسياً من السياحة بشكلٍ عام، وفي مصر بشكلٍ خاص، وخاصةً في مجال السياحة البيئية الطبيعية؛ التي تهدُف إلى المحافظة على التوازن البيئي، وحماية بيئات الكائنات الحية بأنواعها من التلوث بشكلٍ مستمر ووَقائِي، وذلك من خلال ترشيد استهلاك الموارد، وترشيد استخراجها.
تساهم السياحة البيئية في تشجيع التطوّير الاقتصادي المتخصِّص في مجال حماية البيئة والمحافظة على التنوع الحيوي، ويجدر بالذكر أن كفاءة الإدارة البيئية للقطاع السياحي تلعب دوراً أساسياً في جعل السياحة صديقةً للبيئة.
واضاف ان السياحة تعتبر معيناً للمزج والإتصال الثقافى والحضارى الذى يساعد على صياغة الشخصية القومية وتقليل المسافات الإجتماعية بين الشعوب ورافداً من روافد الطلب على طاقات وقدرات العمل فى فنون الإدارة والتنظيم والعلاقات العامة والإتصال والخدمات الإجتماعية، ومؤشراً من مؤشرات النهضة والتقدم.
واشار عوف إلي دراسة لتقييم الأثر الاقتصادي لإنفاق السائحين الأجانب وذلك من منظور شامل يأخذ في الاعتبار الأوجه المختلفة لهذا الإنفاق. وجد أن اثر إنفاق السائحين الأجانب على الاقتصاد المصري يفوق نسبة الـ 1% من الناتج القومي.
وبالنسبة للعمالة، فنجد أن إنفاق السائحين الأجانب يساهم في توفير 1,2 مليون فرصة عمل في الأنشطة الاقتصادية المختلفة، وترتفع هذه المساهمة الى 7, 2 مليون فرصة عمل، و ان حصيلة الضرائب المرتبطة ارتباطاً مباشراً بإنفاق السائحين الأجانب تفوق ما قيمته 6, 3 مليار جنيه مصري ، وهو ما يعادل 1, 5% من إجمالي الضرائب المباشرة والغير المباشرة.
وخلصت الدراسة الى أن قطاع السياحة يستحق بجدارة أن يوضع على قائمة اولويات السياسات الاقتصادية في مصر وذلك لما يتمتع به هذا القطاع من قدرة على المساهمة الإيجابية في تحقيق الأهداف الاقتصادية المرجوة.
وقال عوف:” أن مصر تتطلع إلى جذب المزيد من الزوار من أميركا اللاتينية وآسيا مع إضافة خطوط طيران دولية جديدة تربط هذه الأسواق بمدينة شرم الشيخ، في محاولة للحد من الضربة التي لحقت بصناعة السياحة بعد الغزو الروسي لأوكرانيا.
وإن الصراع يهدد تدفق الوافدين الروس والأوكرانيين الذين يشكلون 30% – 40% من إجمالي السياحة القادمة إلى مصر، وتسعى الحكومة أيضاً إلى تسريع عودة الدول الأوروبية التي بقيت في الغالب بعيدة عن المنتجعات المصرية أثناء الوباء.
وأوضح عوف إلي ان هناك أسواق أخرى مستهدفة من جانب وزارة السياحة المصرية، كلاً من الهند وباكستان والمغرب والجزائر ودول الخليج مثل البحرين وقطر والكويت، ودول أميركا اللاتينية مثل البرازيل ستمثل سوقاً جديدة لمصر. و تجري حاليا مناقشات مع ألمانيا وفرنسا والمملكة المتحدة وإيطاليا وبولندا وإستونيا حول كيفية تعزيز الزيارات.
وفي النهاية أشار عوف انه خلال العام الجاري سوف يتم أفتتاح المتحف المصري الكبير، الذي طال انتظاره- الواقع بجوار أهرامات الجيزة، ومشروع التجلي الأعظم في سيناء، ومنتجع الجلالة على شاطئ البحر الأحمر ، ونمو الفنادق في مدينة العلمين بما ينتج عنه منتجات سياحية جديدة ترفع من تنافسية مصر السياحية.