سلايدر

مؤتمر عربي في بيروت يطلق خريطة طريق لتعزيز آليات التنمية والشفافية وانخراط الشركات في دعم المنظمات الأهلية

استمع الي المقالة

أشرف أبو عريف

في الطريق الطويل لإرساء مفهوم التنمية المستدامة في مجتمعاتنا النامية، تسجل جهود جبارة للبدء في بناء بنية مجتمعية قادرة على التأسيس للانتقال الى مستقبل أفضل للمجتمعات العربية التي التي تعاني من حالة اللاستقرار الدائمة بسبب عدم قدرتها حتى الآن على أن تحجز مكاناً لها بين الدول والمجتمعات السباقة في تطبيق مفاهيم حقوق الانسان والآليات الديموقراطية في انتاج السلطة التي وحدها تقود الى التنمية الانسانية والاقتصادية والتي تبني الرؤية الهادفة لأي مجتمع يتطلع الى الرفاه.
في بيروت عقد مؤتمر بمبادرة ورعاية من مؤسسة شعيب الانسانية، تجاوز الطابع المحلي الى آفاق عربية، من زاوية البحث التفصيلي للتنمية المجتمعية، وتطوير دور الشركات في التعاون مع الجمعيات غير الحكومية، وضمان كيفية صرف الموارد المخصصة لهذه التنمية، بالشفافية المطلوبة القادرة على ايصال الهدف الى المرمى ، أي وضع هذه الإمكانات في خدمة التنمية والتطوير المجتمعي، بحيث تصل الى تحقيق الاهداف المرجوة، بعد قطع الطريق على أي تسرب ناتج عن الهدر أو الفساد المقنع، الذي يحرم مشروع التنمية من قدرة هائلة على التطوير والتحديث.بكلمة مختصرة، قدم المؤتمر رؤية توأمة للتنمية الاجتماعية والشفافية، ورسم طريقاً لمستقبل واعد لانخراط الشركات في دعم الجمعيات الأهلية، وهذا إن تحقق بنسبة عالية سيكون قادراً على إحداث نقلة نوعية في نقل المجتمعات العربية الى مكان مختلف تماماً الاستثمار فيه للسلم ودولة القانون وارساء نظم الحوكمة، وتطوير القدرات البشرية.

خطة بهذا الحجم تستلزم صياغة شراكات عربية دولية لإنجاز الأهداف التي وضعتها الأمم المتحدة للتنمية المستدامة في رؤية وذلك في إطار تحقيق أهداف التنمية المستدامة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي لعام 2030، حيث باتت الحاجة إلى التعاون الموحد والشفاف بين الشركات والمجتمع المدني عنصرا أساسيا في تحقيق التنمية للدول.

لقد عمل هذا المؤتمر على إطلاق اعتماد معايير جودة الجمعيات الأهلية واطلاق منصة Sociality، وهي منصة من شأنها تسهيل المطابقة المتقاطعة للشركات التي تتطلع إلى دعم المنظمات غير الحكومية ذات السمعة الطيبة الموثقة بجودتها وفعاليتها و حياديتها وشفافيتها المالية، من خلال برامج المسؤولية الاجتماعية في شركاتهم. وتخلله طرح آلية لتأهيل المنظمات غير الحكومية المنتسبة للجمعية العالمية للمنظمات غير الحكومية، بالإضافة إلى معايير الآيزو 2600 للمسؤولية الإجتماعية، وآلية اعتماد المسؤولية الاجتماعية للشركات، وذلك في محاولة للرقي بمعايير تنظيم المنظمات غير الحكومية وشفافيتها، مما يسمح بشراكات متينة ومستدامة، وذات مصداقية متبادلة بين الشركات والمجتمع المدني كله بمبادرة فكرية استراتيجية، وتمويل من مؤسسة محمد شعيب. ولعل التوصيات التي خرج بها المؤتمر والتي ترتكز الى توجيهات جامعة الدول العربية والاتحاد العربي تختصر خطة العمل المستقبلية الواعدة.
ووضع المؤتمر كأولوية المسؤولية الاجتماعية المستدامة للشركات في العالم العربي انطلاقا من الدورالهام للشركات ومؤسسات القطاع الخاص، لتعظيم وتعزيز وممارسة المسؤولية الاجتماعية، واستنادا إلى المنظور الحقوقي، والتكامل بين كافة القوى المجتمعية، ودعما للجهود العربية الرامية إلى التعافي من جائحة كوفيد 19، والمضي قدما لتنفيذ خطة التنمية المستدامة 2030، مع التأكيد على مبدأ الخطة، عدم ترك أحد خلف ركب التنمية.

وأخذ في الاعتبار الدور المحوري لجامعة الدول العربية (القطاع الاجتماعي)، بالتنسيق مع اتحاد الغرف العربية، لوضع البرامج والخطط بالتعاون مع الغرف التجارية والشركات والمؤسسات لوضع إستراتيجية عربية عملية لدعم المسؤولية الاجتماعية بمفهومها الواسع والشامل. الخلاصة في تصور خريطة الطريق القادمة سيتركز على تطويرالتعاون بين أصحاب العلاقة المهتمين بالمسؤولية الاجتماعية في المنطقة العربية وتعزيز دورالإعلام في تنمية الوعي النوعي بالمسؤولية الاجتماعية، وتشجيع الممارسات ذات الصلة، كما تطوير بناء قدارت المنظمات غير الحكومية ، وتعظيم التآزر بين المنظمات غير الحكومية ذات النطاقات والأهداف المتشابهة.

وفي إطار الأهداف العامة سيتم العمل أيضاً على دعم تنفيذ مقرارت القمة العربية العادية، والتنموية ذات الصلة بالمسؤولية الاجتماعية على المستويين الوطني والإقليمي ودعم تنفيذ السياسات والبرامج والخطط الاجتماعية المقرة من المجالس الوازرية العربية المعنية بالقطاعات الاجتماعية والمساهمة في إعداد الشق الخاص بالمسؤولية الاجتماعية، ضمن منتدى القطاع الخاص للقمة التنموية الخامسة موريتانيا 2023
وستشمل خريطة الطريق اقتراح خطة عمل بتوقيتات زمنية وفق أهداف محددة على أن تتضمن تصورا إلى دعم مبادارت الجمعيات الأهلية العربية، التي تهدف إلى تعزيزالشراكة بين الجمعيات من أجل تحقيق فعالية أعلى في الأهداف المشتركة وفقا لأهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة، وذلك من خلال تبني المبادارت مثل مبادرة سوشليتي ودعم انطلاقها في كل البلدان العربية، والتوصية بالتجاوب والمشاركة الفعالة في مؤتمارت التوعية، ورفع كفاءات وزارات الشؤون والمجتمع المدني وفقا لمعايير الجودة التي أطلقت من خبراء ولجنة حكم وتبناها الاتحاد العالمي للجمعيات الأهلية، إضافة إلى ميثاق الاتحاد العالمي للأخلاقيات في الجمعيات وتحفيز الجمعيات من خلال تبني مبادرة جائزة افضل جمعيات التي كانت لبنانية واصبحت عربية منذ اليوم، وذلك في مختلف قطاعات العمل الأهلي .
وسيتجه المؤتمر بشكل دائم الى دعم مبادرة المسؤولية الاجتماعية المستدامة، من خلال حث الغرف المحلية وشركات العالم العربي على تبني المبادرة وتطوير روح المسؤولية الاجتماعية المستدامة، وفقا لأهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة، وتحفيز الشركات من خلال إطلاق جائزة الشركات الاكثر مسؤولية اجتماعية في العالم العربي في مختلف القطاعات وبالتعاون مع الشهادات المعتمدة دوليا.إعداد مشروع إطاراسترشادي عربي للمسؤولية الاجتماعية، آخذا في الاعتبار تعزيزالتشريعات العربية ذات الصلةتصور لتعزيزالشراكة من الخبرات الصحية وتنشيط التعاون بين الجهات المعنية، وبما يدعم جهود المسؤولية الاجتماعية في المجال الصحي، وتم وضع توصيات فاعلة ومن المقرر أن تعتمدها جامعة الدول العربية في ختام المؤتمر ، بعد قرار إنشاء لجنة في جامعة الدول العربية لدعم الشراكة بين القطاعين العام والخاص ، وتنفيذ المسؤولية الاجتماعية المستدامة ومدونة لقواعد السلوك ، ودعم المبادرات الاجتماعية و BINGO على المستوى الإقليمي ، بما يتماشى مع رؤى 2030 لأهداف التنمية المستدامة السبعة عشر لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي.
إنها رؤية حملها المؤتمر من لبنان الى العالم العربي بالتشارك مع جامعة الدول العربية، ستفتح الآفاق أمام تنظيم وتزخيم جهود الارتقاء بالمجتمعات العربية نحو الأفضل، وهي باتت بتصرف كل المعنيين، كي نحقق قفزة نوعية عنوانها الشفافية والتنمية الاجتماعية وفق مفهوم حديث ومنتج.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى