كشف حساب الناتو خلال عام ..يتضمن ثلاث قضايا رئيسية
عبدالله مصطفى
صحفي مصري مقيم في بروكسل عاصمة الاتحاد الاوروبي
ملفات اوكرانيا وافغانستان والانفاق الدفاعي ، شكلت نقاطا رئيسية في التقرير السنوي الذي قدمه ينس ستولتنبرغ الامين العام لحلف ” شمال الاطلسي ” الناتو قبل ساعات من حلول شهر ابريل، والتقرير يغطي جميع جوانب عمل الحلف خلال العام الماضي.
فيما يتعلق بأوكرانيا ، الامين العام للحلف استعرض الجهود التي قام بها الناتو لمنع وقوع الحرب وتشجيع موسكو على الحوار و قال ستولتنبرغ إن الناتو حذر مرارًا وتكرارًا من أن روسيا مستعدة لشن غزو كامل لأوكرانيا: “لقد استعدنا للأسوأ ولكننا عملنا بجد لتحقيق الأفضل. لقد بذلنا قصارى جهدنا لإشراك روسيا في الحوار ، لكن موسكو رفضتنا باستمرار وقررت في النهاية قطع العلاقات الدبلوماسية. في الخريف الماضي ، اتخذنا أيضًا إجراءات لزيادة استعداد قواتنا ونشر المزيد من القوات في الجزء الشرقي من تحالفنا وكثفنا دعمنا لأوكرانيا “.
أوضح الأمين العام أن دعم الناتو طويل الأمد لأوكرانيا كان يعني أن القوات الأوكرانية أصبحت الآن أكبر وأفضل تجهيزًا وتدريبًا وقيادة أفضل من أي وقت مضى. وقال إن روسيا تحاول الآن إعادة تنظيم صفوفها وإعادة الإمداد وتعزيز هجومها في منطقة دونباس. قال ستولتنبرغ: “على روسيا أن تنهي هذه الحرب العبثية. سحب كل قواتها. والمشاركة في المحادثات بحسن نية “. قال ستولتنبرغ إن سنوات العمل التي قام بها الناتو لتقوية الحلف تعني أن الناتو قد استجاب بسرعة وحسم للدفاع عن جميع الحلفاء وحمايتهم. وأشار إلى أنه في عام 2021 ، أصبح أحدث مقرين مشتركين لحلف الناتو يعملان بكامل طاقته وأن قوات الحلفاء ظلت جاهزة ويقظة ، مع مهام وانتشار من منطقة البلطيق إلى العراق.
اما فيما يتعلق بملف افغانستان وهي النقطة الثانية الابرز في التقرير فانه عند انسحاب بعثة الدعم الحازم التابعة للحلف من أفغانستان في العام الماضي ، أشار الأمين العام إلى أن الحلفاء تمكنوا من إجلاء أكثر من 120 ألف شخص على مدار ثلاثة أسابيع وأن حوالي 2000 أفغاني عملوا مع الناتو قد أعيد توطينهم الآن في دول الحلفاء. وقال: “الدروس التي تعلمناها من أفغانستان ستشكل استجابة الحلف للأزمات في المستقبل”.
واما الموضوع الثالث فهو يتعلق بملف الانفاق الدفاعي وهو الملف الذي اثاره الرئيس الاميركي السابق دونالد ترمب خلال قمة انعقدت في بروكسل قبل سنوات وتحدث خلالها بلهجة صارمة اثارت غضب القادة الاخرين عندما شدد ترمب على ان الولايات المتحدة لن تستمر في تحمل اعباء ونفقات والمساهمات بنسبة تزيد عن 70 في المئة من تكاليف عمليات الحلف وانتقد عدم التزام معظم الدول الاعضاء بنسبة 2 في المئة من الموازنة للانفاق الدفاعي بل وحذر من انه سيطاب بزيادتها الى 4 في المئة طالما استمر هذا التخاذل وذلك رغم تصرحات القادة بانهم اتخذوا بالفعل خطوات على طريق زيادة الانفاق الدفاعي وتحدثو بالارقام عن حدوث طفرة في هذا الصدد . ولاحظ الأمين العام أن عام 2021 كان العام السابع على التوالي لارتفاع الإنفاق الدفاعي عبر الحلفاء الأوروبيين وكندا ، حيث بلغ ارتفاعه 3.1٪ بالقيمة الحقيقية وإجمالي 270 مليار دولار إضافي منذ عام 2014. أعلن الحلفاء مؤخرًا عن زيادات كبيرة ومشتريات من القدرات المتطورة. وسبق ان قال ستولتنبرغ في قمة الناتو الاستثنائية الأسبوع الماضي: “اتفق الحلفاء على أنه يجب علينا مضاعفة جهودنا للاستثمار بشكل أكبر وبسرعة أكبر في دفاعنا”.