رأىسلايدر

اول استراتيجية للدفاع في الاتحاد الاوروبي

استمع الي المقالة

بقلم: عبدالله مصطفى

 قادة دول الاتحاد الاوروبي فى قمتهم الاخيرة قبل ايام قليلة فى بروكسل، أقروا أول استراتيجية دفاع لهذا الاتحاد. بعدما اعتمدوا الوثيقة التي تحمل اسم “البوصلة الاستراتيجية للاتحاد الأوروبي . وكان مجلس الاتحاد اتفق على الاستراتيجية الدفاعية الجديدة للفترة حتى عام 2030.وتتضمن الاستراتيجية الجديدة تشكيل قوات الرد السريع للتعامل مع الأزمات، والتي سيبلغ عدد عناصرها 5 آلاف شخص.

 وزاد الحديث عن ملف الامن والدفاع في اوروبا في اعقاب الغزو الروسي لاراضي اوكرانيا ولكن الحديث عن جيش اوروبي موحد كان يظهر بين الحين والاخر وكان اخرها عندما توترت العلاقات بين الاتحاد الاوروبي الاوروبي وادارة الرئيس السابق دونالد ترمب وخرجت تصريحات من قادة اوروبا تقول ان الوقت حان لكي تعتمد اوروبا على نفسها في مسالة الدفاع ولاتعتمد على الولايات المتحدة في هذا الصدد ولكن اصوات اوروبية كانت ترد على الفور بان امن اوروبا مضمون من خلال وجود حلف الناتو الذي يضم عدد كبير من الدول الاعضاء في الاتحاد الاوروبي وهو الامر الذي دفع قادة دول الاتحاد الى التأكيد في القمة الاخيرة على أن قدرات الاتحاد الأوروبي في مجال الدفاع والأمن ستمثل “تكملة” لقدرات حلف الناتو.

 كما حرض القادة على الاشارة الى انه جرى الموافقة رسمياً على البوصلة الاستراتيجية ، في وقت تشهد فيه اوروبا عودة الحرب في اشارة الغزو الروسي لاوكرانيا .وبالتالي تتطلب البيئة الأمنية التي بحسب راي ثادة اوروبا هي الأكثر عدائية ، تتطلب تحقيق قفزة نوعية إلى الأمام وزيادة قدرة ورغبات الدول الاعضاء في العمل ، وتعزيز قدرتها على الصمود ، والاستثمار بشكل أفضل في قدراتها الدفاعية. وهناك قناعة لدى قادة دول الاتحاد ان قوة التكتل الموحد تكمن في الوحدة والتضامن والتصميم.

والهدف من البوصلة الإستراتيجية هو جعل الاتحاد الأوروبي مزودًا أمنيًا أقوى وأكثر قدرة. يحتاج الاتحاد الأوروبي إلى أن يكون قادرًا على حماية مواطنيه والمساهمة في السلم والأمن الدوليين. ويزداد هذا أهمية في وقت عادت فيه الحرب إلى أوروبا ، بعد العدوان الروسي غير المبرر ر ضد أوكرانيا ، فضلاً عن التحولات الجيوسياسية الكبرى. ستعزز هذه البوصلة الاستراتيجية الاستقلال الذاتي الاستراتيجي للاتحاد الأوروبي وقدرته على العمل مع الشركاء لحماية قيمه ومصالحه. كما ان هناك قناعة كبيرة بإن الاتحاد الأوروبي الأقوى والأكثر قدرة في مجال الأمن والدفاع سيساهم بشكل إيجابي في الأمن العالمي وعبر الأطلسي ويكون مكملاً لحلف الناتو ، الذي يظل أساس الدفاع الجماعي لأعضائه. كما ستكثف دعمها للنظام العالمي القائم على القواعد ، مع وجود الأمم المتحدة في صميمه.

وكان تصريح على هامش القمة الاخيرة صدر عن المنسق الاعلى للسياسة الخارجية والامنية الاوروبية جوزيب بوربل بمثابة رسالة هامة للمواطنين وقال فيها ان “التهديدات تتزايد وتكلفة التقاعس عن العمل واضحة. البوصلة الاستراتيجية هي دليل للعمل. إنها تحدد طريقًا طموحًا للمضي قدمًا في سياستنا الأمنية والدفاعية للعقد القادم. وستساعدنا على مواجهة مسؤولياتنا الأمنية ، أمام مواطنينا وبقية العالم. إذا لم يكن الآن ، فمتى؟

توفر البوصلة الاستراتيجية تقييمًا مشتركًا للبيئة الاستراتيجية التي يعمل فيها الاتحاد الأوروبي وللتهديدات والتحديات التي يواجهها الاتحاد. تقدم الوثيقة مقترحات ملموسة وقابلة للتنفيذ ، مع جدول زمني دقيق للغاية للتنفيذ ، من أجل تحسين قدرة الاتحاد الأوروبي على التصرف بشكل حاسم في الأزمات والدفاع عن أمنه ومواطنيه. وتغطي البوصلة جميع جوانب السياسة الأمنية والدفاعية وهي مبنية على أربع ركائز: العمل والاستثمار والشراكة والأمان.

ولكي يكون الاتحاد الأوروبي قادرًا على التصرف بسرعة وبقوة عند اندلاع أزمة ما ، مع الشركاء إذا أمكن ذلك ، وبمفرده عند الضرورة ، سيقوم الاتحاد الأوروبي بما يلي:

– إنشاء قدرة قوية للانتشار السريع للاتحاد الأوروبي تصل إلى 5000 جندي لأنواع مختلفة من الأزمات

– نشر 200 خبير في مهمة من المجهزين بالكامل في غضون 30 يومًا ، بما في ذلك في البيئات المعقدة

ـــ إجراء تدريبات حية منتظمة في البر والبحر

– تعزيز الحراك العسكري

– تعزيز مهام وعمل ادارة سياسة الدفاع والأمن المشتركة المدنية والعسكرية التابعة للاتحاد الأوروبي من خلال تعزيز عملية اتخاذ قرارات سريعة وأكثر مرونة ، والعمل بطريقة أكثر قوة وضمان قدر أكبر من التضامن المالي

– الاستفادة الكاملة من مرفق السلام الأوروبي لدعم الشركاء

ومن أجل تعزيز قدرته على توقع التهديدات والتحديات الحالية وسريعة الظهور وردعها والاستجابة لها ، وحماية المصالح الأمنية للاتحاد الأوروبي ، سيقوم الاتحاد الأوروبي بما يلي:

– تعزيز قدرات التحليل الاستخباراتي

– تطوير مجموعة أدوات مختلطة وفرق استجابة تجمع بين أدوات مختلفة لاكتشاف مجموعة واسعة من التهديدات المختلطة والاستجابة لها

– زيادة تطوير الامن السيبرائي ووضع سياسة دفاع إلكتروني في الاتحاد الأوروبي للاستعداد بشكل أفضل للهجمات الإلكترونية والاستجابة لها

– تطوير مجموعة أدوات التلاعب والتدخل بالمعلومات الأجنبية

-تطوير استراتيجية الفضاء الأوروبية للأمن والدفاع

– تعزيز دور الاتحاد الأوروبي كجهة فاعلة في مجال الأمن البحري

كما التزمت الدول الأعضاء بتعزيز نفقاتها الدفاعية بشكل كبير لمطابقة طموحها الجماعي لتقليص الفجوات الحرجة في القدرات العسكرية والمدنية وتعزيز قاعدتها الدفاعية الأوروبية التكنولوجية والصناعية. وسوف يقوم الاتحاد الأوروبي بما يلي:

– تبادل الأهداف الوطنية بشأن زيادة الإنفاق الدفاعي وتحسينه بما يتناسب مع احتياجاته الأمنية

– تقديم المزيد من الحوافز للدول الأعضاء للمشاركة في تطوير القدرات التعاونية والاستثمار المشترك في عوامل التمكين الاستراتيجية وقدرات الجيل التالي للعمل في البر والبحر والجو وفي المجال السيبراني وفي الفضاء الخارجي

– تعزيز الابتكار التكنولوجي الدفاعي لسد الفجوات الاستراتيجية وتقليل التبعيات التكنولوجية والصناعية

ومن أجل مواجهة التهديدات والتحديات المشتركة ، سيقوم الاتحاد الأوروبي بما يلي:

– تعزيز التعاون مع الشركاء الاستراتيجيين مثل الناتو والأمم المتحدة والشركاء الإقليميين ، بما في ذلك منظمة الأمن والتعاون في أوروبا والاتحاد الأفريقي ورابطة أمم جنوب شرق آسيا

– تطوير شراكات ثنائية أكثر تفصيلاً مع البلدان ذات التفكير المماثل والشركاء الاستراتيجيين ، مثل الولايات المتحدة وكندا والنرويج والمملكة المتحدة واليابان وغيرها

– تطوير شراكات مصممة خصيصًا في غرب البلقان ، وجوارنا الشرقي والجنوبي ، وأفريقيا ، وآسيا ، وأمريكا اللاتينية ، بما في ذلك من خلال تعزيز الحوار والشراكة.

وهذا يعني ان الاتحاد الاوروبي ولانجاخ هذه الاستراتيجية في حاجة الى الحفاظ بل وتطوير الشراكة مع اطراف خارجية متعددة ، وهذا مايفسر ربط سياسة الامن والدفاع في الاتحاد الاوروبي بالسياسة الخارجية وجعل الاشراف عليها تحت قيادة شخص واحد وهو المنسق الاوروبي للسياسات الخارجية والامنية وهذا يشير الى اهمية الديبلوماسية في خدمة ملفات الامن والدفاع والعكس صحيح.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى