رأى

لم ولن نفقد الأمل!

استمع الي المقالة

بقلم: أحمد طه الغندور

لست ممن ينظرون إلى كل حدث إيجابي بأنه نصرٌ عظيم، ولا من يعتبرون كل هفوة بأنها خسران مبين! وليس أجمل من تسمية الأمور بمسمياتها بروح من التفاؤل، والثقة بموعود الله.

فقد توالت الأخبار من محافل دبلوماسية عدة بأخبار طيبة تُسهم في تعزيز صدق الرواية الفلسطينية في مواجهة الأباطيل الصهيونية، وأحقية الشعب الفلسطيني في نيل العدالة من “الاحتلال الإسرائيلي” على كافة المستويات وصولاً إلى أعلى المنابر الدولية!
ولا شك بأنني هنا أُشير إلى التقرير الأخير لمنظمة العفو الدولية الذي أتم بـ ” شجاعة منقطعة النظير ” ما بدأه أخرون من مؤسسات عدة في فضح وتعرية “نظام الأبارتهايد الإسرائيلي” من خلال تقرير مهني مفصل، مشفوع بالأدلة حول فظاعة الجرائم التي يمارسها هذا “النظام العنصري”، داعياً المحكمة الجنائية الدولية إلى التدخل!

وفي جانب أخر، الأخبار من “أديس أبابا” حول نجاح الدبلوماسية في “نزع الصفة الشرعية” عن “الاختراق الصهيوني” للمؤسسة الأفريقية الأهم! ورغم اختلاف الروايات؛ لا بد أن نقر للدبلوماسية العربية ـ ممثلة في الجزائر والقاهرة ـ بالإضافة للأحرار الأفارقة في تحقيق هذا النجاح الذي أغبط ” الأمين العام ” للجامعة العربية!

وهنا يحق لنا التساؤل؛ هل يمكن أن ينجح السيد/ أحمد أبو الغيط ـ الأمين العام للجامعة العربية ـ في إعادة تأكيد التزام الحكومات العربية بما أقرته في “مبادرة السلام العربية”؟ والعمل الجاد لدعم فلسطين على جميع المستويات؟

هل من الممكن توجيه الصوت العربي والدولي في ” مجلس حقوق الإنسان ” لصالح الحق الفلسطيني، والإجماع على محاسبة الاحتلال عن جرائمه؟

هل يمكن من التيقن بأن ” الإمارات العربية المتحدة” العضو غير الدائم في مجلس الأمن الدولي ستكون نصيراً لفلسطين في حال التصويت على أي قرار بشأن فلسطين في المجلس؟ وأنها لن تميل إلى جانب “الاحتلال” انطلاقاً من “تطبيعها مع الاحتلال”؟ بالرغم من التوتر في العلاقات مع “الاحتلال” ووقف الطيران المباشر من “تل أبيب” في الوقت الحاضر؟

هل يمكن دعوة المطبعين في “المغرب” و “البحرين” بالتوقف الفوري عن عقد اتفاقات أمنية مخالفة للمواثيق العربية مع “الاحتلال”، وخلق قواعد لـ “التجسس وإثارة القلاقل” في المنطقة العربية؟!

هل يمكن تطوير الجهود الدبلوماسية التي تقودها ” القاهرة والجزائر ” لتعزيز الوحدة العربية، وتحصين الساحة العربية من المزيد من الاختراقات الضارة بالأمن القومي العربي؟

إن المراقبين يحذرون من أخطار “حرب عالمية” قد تكون شرارتها الأولى من “أوكرانيا” أو مناطق أخرى أقرب إلى العالم العربي!

ألا يستدعي ذلك إلى التعاضد العربي؟!

علينا أن نبصر بعين العقل ما يحدث في العالم من حولنا سلماً أو حرباً، وأن نستخلص الدروس اللازمة لإنهاء أخر “احتلال في العالم”، وتجفيف الخلافات العربية الداخلية، والتوجه إلى الوحدة الحقيقة بين الحكومات العربية، لأننا وصلنا إلى مرحلة “ما قبل الذوبان”!

الآية الكريمة من سورة ” آل عمران ” حينما تحدثت عن خيرية هذه الأمة؛ حذرت من فئة، وصفها الله تعالى في قوله: “ ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا إِلَّا بِحَبْلٍ مِّنَ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِّنَ النَّاسِ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ “.

فهل نحن مع الفئة التي “ضُربت عليها الذلة”؟ وهل حبل “المطبعين” سينجيهم من المسكنة؟ أم سيعمل على سحب “المطبعين” إلى الذلة؟!

إننا لم ولن نفقد الأمل في العروبة، وفي جامعتنا العربية في العودة إلى الوحدة وإلى جادة الصواب، وأن نهاية المشاكل العربية تبدأ في تحرير العرب لقبلتهم الأولى!

ولنا في التاريخ عبرة!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى