سياسة

خاص.. توطين صناعة الطاقة العُمانية… أولوية استراتيجية لتنفيذ رؤية “عُمان 2040”

استمع الي المقالة

أشرف أبو عريف

تسعى سَّلطنة عُمان من خلال رؤية “عُمان 2040” إلى تعظيم القيمة المحلِّية المُضافة للموارد الطبيعية؛ بهدف تنويع مصادر الدخل الوطني، وترتكز تلك الأهداف بصفة أساسية على توطين الصناعة بمختلف أنواعها وقطاعاتها بشكْلٍ يحفِّز نُمو سلاسل التوريد المحلِّية، ما ينعكس إيجابًا على تنمية قطاع المؤسَّسات الصَّغيرة والمتوسِّطة، ويفتح آفاقًا جديدة ووظائف للأيادي العاملة الوطنية، كما يعمِّق ذلك تشابكات قطاع الصناعة بالقطاعات الأخرى (كالنقل واللوجستيات)، ويجعل أكثر مُرونة في مواكبة المتغيِّرات العالمية، وسينعكس ذلك بالتأكيد على زيادة القيمة المُضافة للمُنتجات المُصنَّعة، الأمر الذي يسهم في الاندماج في سلاسل القيمة العالمية والإقليمية والمنافسة في الأسواق الدولية.
ويبقى التأكيد على أنَّ رؤية “عُمان 2040” تتَّجه نَحْوَ تلك الأهداف والمُرتكزات، بتوفير دعم متعدِّد الأوْجُه لروَّاد الأعمال أصحاب المشاريع الصَّغيرة والمتوسِّطة ومُتناهية الصِّغر. فالسَّلطنة تُركِّز على صناعةٍ تُباع سِلعُها محليًّا، وتُضيف قيمة للاقتصاد المحلِّي لتعظيمها عن طريق مكوث المال المُنفَق والمدفوع من المشتري على السِّلعة داخل البلاد وتشجيع ذلك.
وتُؤْمن سَّلطنة عُمان بأنَّ تجدُّد نهضتها يأتي بتعافي اقتصادها وازدهار قطاع الصناعة والصناعات الحديثة في قطاعتها المختلفة وتنوُّع إنتاجها الوطني، الذي يُعدُّ المُكوِّن الرئيسي في قوَّة الاقتصاد، وبِدَوْره المطوِّر الأوَّل في تحقيق التنمية المستدامة. وفي خضم تحقيق ذلك اتَّجهت الخطط المُنبثقة من رؤية “عُمان 2040” إلى إقامة مصانع برؤوس أموال حكومية في عددٍ من القطاعات الواعدة، تُستثمر بها الأموال العامَّة، وفي ذات الوقت تكون قاطرة للقطاع الذي تنتمي إليه، وتُمثِّل منطلقًا لمساهمة القطاع الخاص وتعظيم استثماراته في هذا القطاع أو ذاك، حيث تهدف تلك المشروعات في الأساس إلى تعظيم القيمة المُضافة من الموارد الطبيعية المُتاحة بالسَّلطنة عن طريق إنتاج مُنتجات عالية القيمة تنتج بدلًا من استيرادها من الخارج.
وفي هذا السياق، يأتي تشغيل مصنع أوكيو للغاز البترولي المُسال بمحافظة ظفار التابع لمجموعة (أوكيو)، الذي افتتحه مؤخراً، وزير الثقافة والرياضة والشباب، ذي يزن بن هيثم آل سعيد، بإجمالي قيمة استثمارات بلغ قرابة 318 مليون ريال عُماني، والذي يُمثل أحد أهم مشروعات الطاقة المُهمَّة لمجموعة (أوكيو) الذي يجسِّد توجُّهات الحكومة نَحْوَ تعزيز سياسات التنويع الاقتصادي، وتعظيم القيمة المحلِّية المُضافة للموارد الطبيعية وتنفيذًا لرؤية “عُمان 2040″، الهادفة إلى تنويع مصادر الدخل، فصناعة البتروكيماويات تُعدُّ صناعة العصر، حيث يقوم عليها العديد من الصناعات التكميلية الأخرى، وينتج عنها المئات من المنتجات المُهمَّة، كما أنَّها تُمثِّل الاستغلال الأمثل لموارد الطاقة، وتتميَّز بالتنوُّع الكبير في منتجاتها وقدرتها على إحلال مُنتجاتها محلَّ المُنتجات الطبيعية.
ويؤكد خبراء الاقتصاد أنَّ مِثل هذه المشاريع الوطنية في قطاع البتروكيماويات والتي ينفذها جهاز الاستثمار العُماني من خلال مجموعة (أوكیو) لَتُعدُّ رافدًا للاقتصاد الوطني، وتعكس تطلُّعات الحكومة لتعزيز توجُّهات التنويع الاقتصادي في البلاد بما يتواكب مع رؤية “عُمان 2040″، كما تعظم القيمة وراء تلك المشاريع من خلال إقامة الصناعات الصَّغيرة والمتوسِّطة التي تعتمد على المواد الخام البتروكيماوية لتصنيع العديد من المنتجات المستخدمة في مختلف نواحي الحياة وفي مختلف المجالات الصناعية، حيث سيوفر مصنع (أوكيو) للغاز البترولي المسال الاحتياجات المحلِّية من هذه المواد إلى جانب التصدير لجميع دول العالم عن طريق شركة (أوكيو) للمُتاجرة، كما تقوم شركة (أوكيو) بدراسة جدوى إمكانية استخدام مُنتجات الغاز المسال لتطوير صناعات البتروكيماويات؛ بهدف استكمال سلسلة القيمة المُضافة من الغاز، وتحقيق الاستفادة القصوى من موارد الغاز واستخدامها على نطاق أوسع في صناعة البتروكيماويات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى