رأى

  البرود العربي تجاه ملف قطع العلاقات بين الجزائر والمغرب

استمع الي المقالة

 بقلم: عبدالله مصطفى

 صحفي مقيم في بروكسل عاصمة الاتحاد الاوروبي

  عقب قرار الجزائر قطع العلاقات مع المغرب ..تذكرت جولات عصمت عبدالمجيد امين عام الجامعة العربية الاسبق عندما كان يحاول الوساطة بين عاصمتين عربيتين لتهدئة الاجواء ووقف تصريحات متبادلة تعكس الخلاف في وجهة النظر وتفادي تفاقم الموقف
كما ان استمرار الوضع المتدهور في لبنان بسبب الخلافات بشأن تشكيل حكومة جديدة جعلني اتذكر الدعوة الى عقد القمة العربية عندما كان الامر يتعلق بخطر تتعرض له اي دولة عربية،  ناهيك عن الجولات والزيارات التي كان يقوم بها كبار المسئولين من دول عربية مختلفة للدولة التي تعاني بسبب قرب حدوث ازمة مع دولة اخرى او يهددها الخطر.

وقبل ايام قليلة  وبالتحديد يوم الثلاثاء الماضي جرى الاعلان من الجزائر عن قطع العلاقات مع الرباط ورغم ان الامر كان قد سبقه تصريحات من الجانبين تشير الى وجود خلافات حادة في وجهات النظر وان هناك توجها الى قطع العلاقات وهذا ليس كلامي وانما جاء ايضا في بيان الرباط كرد فعل على القرار الجزائري حيث جاء في البيان المغربي ان الرباط تأسف لها القرار الذي كان متوقعا . ورغم هذه التوقعات لم نشاهد صورة واحدة في وسائل الاعلام تؤكد وصول الامين العام الحالي للجامعة العربية احمد ابو الغيط الى الرباط او الجزائر العاصمة او اي وزير خارجية في اي دولة عربية ، كنوع من التعبير عن الاهتمام بهذا الملف وكدليل على العمل العربي لاحتواء الخلافات وجعل مصلحة الشعبين فوق كل اعتبار.

وقد يرد البعض بان قطع العلاقات قبل ايام ليست المرة الاولى وبالتالي الخلاف عميق بين الجانبين وان اي محاولة للوساطة قد يكون مصيرها الفشل ولكن حتى لو كان الامر كذلك فان وجود الاشقاء العرب في مثل هذه الظروف ضروري لتهدئة الامور ومنع التفاقم وعلى اقل تقدير يكون شكلا من اشكال التضامن العربي الذي كنا نسمع عنه القرن الماضي ولكن يبدو ان الامر تحول الى البرود العربي وخاصة في ظل الظروف الحالية التي تعيشها الدول العربية فهناك مشاكل في تونس وليبيا والعراق وسوريا ولبنان واليمن وغيرهم   وايضا هناك محاولات لانهاء الخلافات بشكل فعلي وحقيقي بين السعودية وقطر وانشغال مصر بمرحلة البناء او مايطلق عليها بناء الجمهورية الجديدة في اعقاب ماشهدته البلاد وايضا دول عربية كنتيجة لما يطلق عليه البعض اسم  الربيع العربي  الذي حدث بفعل فاعل وكان الغرض منه هو الوصول الى مانحن فيه الان.

واذا نظرنا الى ردود الافعال عقب قرار قطع العلاقات نرى ان الامر استغرق يوما كاملا وليس مجرد ساعات قليلة حتى تعلن بعض العواصم العربية عن مواقفها بل ان الامر استمر يومين وثلاثة بالنسبة لبعض الدول وهناك من التزم الصمت حتى كتابة هذه السطور وخاصة من معظم  الدول الاعضاء في الاتحاد الاوروبي رغم ما يمثلة كل من المغرب والجزائر من اهمية للتكتل الموحد.

 واما على الصعيد العربي، حيث ينتمي كل من الجزائر والمغرب ، فقد كان “البرود” عنوانا رئيسيا ،  فقد اكتفى البعض باصدار بيان يعبر عن الاسف لما ألت اليه الامور والدعوة الى ضبط النفس وتغليب الحوار والديبلوماسية لانهاء الخلافات بحسب ماجاء في بيانات صدرت من السعودية وليبيا والامارات والبحرين ولعل التصرف الذي كان اكثر ديناميكية هو الذي صدر عن مصر عندما  أجرى وزير الخارجية سامح شكري،  الجمعة، اتصالين هاتفيين بكل من رمضان لعمامرة وزير خارجية جمهورية الجزائر، وناصر بوريطة وزير خارجية المملكة المغربية. من جهتها دعت الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي، الأربعاء ” في اليوم التالي ” ، إلى تغليب المصالح العليا ومبدأ حسن الجوار بين المغرب والجزائر، في مسعى إلى رأب الصدع بين البلدين. وأورد بيان صادر عن المنظمة، أن البلدين يجمعهما تاريخ ومصالح مشتركة، كما أنهما عضوان فاعلان في منظمة التعاون الاسلامي  ومؤثران في العمل الإسلامي المشترك.ومن جانبه، أعرب الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط عن أسفه البالغ حيال ما آلت إليه العلاقات بين الجزائر والمغرب عقب إعلان الجزائر عن قطع علاقاتها الدبلوماسية مع المغرب، ودعا البلدين إلى ضبط النفس وتجنب المزيد من التصعيد.وقال مصدر مسؤول في الأمانة العامة للجامعة إن الجزائر والمغرب بلدان رئيسيان في منظومة العمل العربي المشترك، وأن الأمل لا يزال معقودا على استعادة الحد الأدنى من العلاقات بما يحافظ على استقرارهما ومصالحهما واستقرار المنطقة. وهي كلها بيانات فقط لحفظ ماء الوجه وجاءت كلها بعد فوات الاوان وعقب صدور قرار قطع العلاقات أي ان المنظمات المعنية بامور الدول العربية والاسلامية اكتفت بان يكون دورها يقتصر علىان يكون  رد فعل على القرار وليس طرفا في محاولات تفادي حدوث القرار الذي قد يضر بمصالح أي شعب عربي .. مما يجعل البعض يقول عن التضامن العربي .. البقاء لله.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى