مجلات الأطفال … رؤية تحليلية
أميرة عبدالحكيم
في دراسة بيليوغرافية ربما تكون الأولى من نوعها عن مجلات الأطفال الصادرة في المنطقة العربية، جاءت دراسة الكاتبة المصرية نجلاء علام في كتابها المعنون “القيم في مجلات الأطفال العربية” حيث قامت بحصر مجلات الأطفال التي صدرت في المنطقة خلال الفترة من عام 1870 وحتى عام 2000، تناولت في هذه الدراسة عرض شامل لمضمون هذه المجلات ومشكلاتها ووظائفها، مركزة في ذلك على بعض المجلات المعاصرة، ورأت أن هذه المجلات محل الدراسة سعت إلى تقديم قيم مختلفة للطفل عن طريق أبوابها التي احتوت على فنون الكتابة الأدبية والصحافية والأشكال الفنية بمعدلات متفاوتة.
والحقيقة ان ما خلصت إليه هذه الدراسة من رؤي وتوصيات عدة يمكن أن تمثل نقطة انطلاق مهمة للعمل في ثلاثة مسارات: الأول، ضرورة تطبيق مخرجات هذه الدراسة التي طالبت بضرورة تشجيع الأطفال على المشاركة في الأنشطة الثقافية واكتشاف الموهوبين منهم، ورعايتهم والقيام بدور تنويري داخل أسرهم، ومد المكتبات العامة بالجديد من الإصدارات، وتحفيز المؤسسات الصحافية، والجهات البحثية المهتمة بالطفل ودعمها من أجل إصدار مجلات جديدة، تستوعب احتياجاته الثقافية، كذلك دعت إلى ضرورة الوصول لآلية مشتركة بين الدول العربية لتوزيع مجلات الأطفال. الثانى، تشجيع حرية التعبير عن الرأي لدى الأطفال، حيث تسهم فى ترسيخ القيم الأخلاقية والاجتماعية لديهم، ويؤثر إيجابياً في شخصياتهم من خلال تزويدهم بنوع من التوعية المجتمعية والسياسية، في حدود قدراتهم على الاستيعاب، مع العمل على غرس القيم التي تتناسب مع روح المجتمع وعاداته وتقاليده. الثالث، أن تُستكمل هذه الدراسة بدراسات أخرى تغطى الفترة الماضية منذ بدء الالفية الجديدة وحتى اليوم، وذلك لما شهدته من تحولات وتغييرات متسارعة أثرت على العديد من القيم في المجتمعات.
نهاية القول إن بناء المستقبل لابناءنا وترسيخ القيم الاصلية الإيجابية لديهم يستوجب العمل وفق أسس علمية ومرتكزات مهنية تستقرأ الواقع بتحدياته ومشكلاته لتضع رؤي قابلة للتطبيق لمعالجة هذه المشكلات ومواجهة تلك التحديات.