عمال مصر في عيدهم
اميرة عبد الحكيم
في الأول من مايو من كل عام يحتفل العمال في مختلف انحاء العالم بيومهم السنوي، إذ يستذكر الجميع دور هؤلاء العمال في تنمية اوطانهم والنهوض بها، ذلك الدور الذى يمثل الركيزة الأساسية في بناء المستقبل ومواجهة صعوباته. ولعل ما عبرت عنه السيدة الأولى انتصار السيسى عبر صفحتها على موقع الفيسبوك يدلل على ذلك حينما أكدت على ان العمال هم :”ركيزة مصر الأساسية وسبيلها لتحقيق مستقبل أفضل لحياة كريمة لكل مواطن”، وهذه هي الحقيقة التي تحتاج إلى ان نسلط جميعا الضوء عليها، إذ انه رغم ما تمنحه الدولة للعمال من حقوق وما توفره من حماية اجتماعية لهم ولأسرهم كما أشار إلى ذلك الرئيس عبد الفتاح السيسى في كلمته بهذه المناسبة، إلا أن العمال يواجهون في بعض الأحيان تحديات عدة، وخاصة العاملات منهم، بعض هذه التحديات تتعلق بالأجور خاصة العمال لدى القطاع الخاص، منهم عمال اليومية، والسيدات العاملات في المنازل، والدليفرى وغيره. وبعض التحديات الأخرى تتعلق بالضمان الاجتماعى والتأمين الصحى. فقد كشفت ازمة كورونا المستجد عن واقع مؤلم واجه بعض العمال والعاملات الذين وجدوا انفسهم بلا عمل وبلا مظلة تأمين اجتماعى وصحى. صحيح أن الدولة اسرعت وقدمت دعما إلى هذه الاسر التي خسرت اعمالها، إلا انه رغم استمرار الدولة في تقديم هذه الدعم ليس فقط لمن فقد عمله وإنما لاصحاب الظروف الاجتماعية الصعبة حيث انطلقت العديد من المبادرات الإنسانية التي قدمت دعما مباشرا لهؤلاء الاسر. ولكن الازمة كشفت عن أهمية البحث عن سبل اكثر ديمومة في توفير الحماية الاجتماعية لهؤلاء العمال والعاملات، حماية لا تقتصر فقط على الحصول على بدل نقدى او مساعدات مالية وقت الازمات، وإنما يظل التأمين الصحى غاية منشودة لجميع عمال مصر وعاملاتها، فالجائحة أكدت على ضرورة ان تمتد المظلة التأمينية للجميع، وهو ما يعكس بعد النظر في رؤية الرئيس عبد الفتاح السيسى الذى اطلق هذا المشروع الانسانى إلى جانب ما اطلقه من مبادرات إنسانية أخرى لعلاج غير القادرين بصفة عامة والمرأة والأطفال وذوى الاحتياجات الخاصة على وجه الخصوص.
خلاصة القول إن الاحتفال بيوم العمال هذا العام يظل احتفالا استثنائيا في ظل ظروف عالمية وداخلية غير مستقرة، مع تفشى جائحة تتطور في تأثيراتها وتتسع في انتشارها، بما يوجب إعادة الترتيب لكثير من الأوراق والاولويات وفقا لمستجدات الواقع وتطوراته.