هل يتجسد مشروعنا الوطني في الانتخابات؟
بقلم: أحمد طه الغندور
يبدو أننا قد وصلنا إلى المرحلة التي أضحت فيها الانتخابات الفلسطينية حقيقة جلية؛ ولا يمكن تجاوزها، فلا الاحتلال يمكن أن يوقفها، أو يؤثر فيها، ولا حتى رغبة جامعة للفصائل لتجاوزها، كما أن “الكورونا” لن تُفلح في منعها!
لأن كل من يقرأ المشهد الفلسطيني يعلم حق العلم حاجة المجتمع للتغيير، والمحاسبة، وليت الأمر يتوقف عند الحاجة الفلسطينية، فالأمر تعدى ذلك إلى أطراف دولية، وأخرى إقليمية كل له أجندته الخاصة، وأدواته على الأرض!
وهنا مبعث القلق!
أين مشروعنا الوطني الذي ما زلنا نكافح من أجله ما يزيد عن قرن من الزمان، وقدمنا له عن طيب خاطر الأخضر واليابس ـ كما يقولون
ولكي أقرب الصورة إلى الأذهان، أود أن أُشير إلى نقطتين قد تكون لهما دلالة في البحث عن ” مشروعنا الوطني “، الأولى تأتي من “المشهد الإسرائيلي”؛ الانتخابات الرابعة، أكدت ما أسهبت في شرحه الانتخابات السابقة من أن “الكيان” يسيطر عليه “التطرف”، و “المتطرفون”، مما دفع عدد من “النواب اليهود” في “الكونغرس” وقيادة “اللوبي اليهودي” في الولايات المتحدة وتنظيمات يهودية مختلفة، إلى توجيه رسالة تحذير لـ “بنيامين نتنياهو” يعربون فيها عن القلق من نيته تشكيل حكومة تضم عناصر “يمينية متطرفة”، تتخذ العنصرية نهجاً مركزياً في عملها وخطابها السياسي!
وهذا يعني أن التعامل مع “مشروعهم الاحتلالي” مفضوح لا يحتاج إلى “روتوش دبلوماسية” تعمل على تجميله للإقناع به، فهو “الاحتلال”، و”الطرد”، و “الأبارتيد”، واستكمال السيطرة على المنطقة العربية ومواردها من أجل وهم “مملكة اليهود”!
بينما الموقف في جانب القوى السياسية الفلسطينية في الداخل؛ فهو الانقسام، والتشرذم، وإضاعة الصوت العربي، والأدهى أن البعض يسعى إلى تأييد هذه “الحكومة المتطرفة” التي يحذر منها “البعض” كما سبق الإشارة!
فكيف حدث هذا مع أهلنا في الداخل؟!
ببساطة شديدة، هو بفعل “المال السياسي” القادم من “عواصم التطبيع” الذي يهدف إلى ضرب المشروع الوطني الفلسطيني في كل مكان، عبر “ضعاف النفوس” من كل ألوان الطيف الفلسطيني!
أما النقطة الأخرى التي أرغب في الإشارة إليها، فهي تتعلق بحدث افتراضي خاص بـ “تعليم الهولوكوست في العالم العربي”، والتي يسعى إلى تنظيمها “معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى” يوم الخميس القادم!
ويرى “المركز” أن العرب أنكروا “المحرقة” وعملوا على تشويهها، لسببين إثنين؛ أولهما “الصراع مع “إسرائيل”، والثاني “مواكبة انتشار التطرف”!
أهذه مقولة مركز “علمي مرموق” تقوم على أسس البحث العلمي، فمتى كان ذلك؟ وكيف تم؟ وفي أي العواصم؟!
ولكنهم يرون أنه في الآونة الأخيرة، أثارت سلسلة من التغييرات الدراماتيكية في الشرق الأوسط ـ أي “التطبيع” إلى المبادرات الجديدة لمكافحة التطرف من خلال التسامح بين الأديان ـ الفضول حول “الهولوكوست” وجعلت مناقشة تاريخها والوعي الأوسع بالإبادة الجماعية أكثر شرعية وعامًا. في العديد من الدول العربية!
هذا الانقسام الواضح في الرأي لدى “اليهود” في كافة بقاع الأرض؛ لا يعني أنهم منقسمون حول “مشروعهم الاحتلالي”، ولكن لديهم قراءات مختلفة حول التنفيذ!
وهنا، حق لنا أن نتسأل:
ماذا عن “مشروعنا الوطني أو القومي ” هل لا زال في الاعتبار؟! وهل جرى النظر إليه من قِبل كافة القوائم الانتخابية؟!
ما مدى تأثر ” القوائم المتنافسة ” بالأجندات الخارجية؟! وما مدى تأثرها بـ “المال السياسي”؟!
ما دور لجنة الانتخابات الفلسطينية في ذلك، أم لها دور المتفرج فقط؟!
هل يُدرك المواطن حجم المؤامرة على الوجود الفلسطيني؟! أم أن “العقوبات” و”الصعوبات” التي فُرضت عليه تُصر عليه أن يغض الطرف عن المؤامرة؟!
أخيراً، هل سنمضي قُدماً في تكملة المراحل الانتخابية بعد الانتهاء من المرحلة الأولى وصولا إلى ” المجلس الوطني ” و ” الرئاسة “؟!
وهل سنحسن الاختيار كي نُقصي؛ “أصحاب الأجندات الخارجية، والمال السياسي المسموم، دعاة الانقسام، والمغامرين الباحثين عن المصالح الخاصة”؟!
الوصول إلى نتائج في الانتخابات القادمة تعمل على الحفاظ على ” مشروعنا الوطني ” ليست أمر سهل وهين!
لأنها ببساطة بحاجة إلى ضمير! فهل نملك ذلك الضمير؟!