رأى

امرأة من تنزانيا!

استمع الي المقالة

اميرة عبد الحكيم

لم يكن لديها علما بالمستقبل حينما جاء على لسانها خلال حوارها مع محطة الإذاعة الرسمية التنزانية بأنه من الممكن جداً أن تتولى امرأة إدارة هذه البلاد، فلم لا؟ وقد نجح ذلك في أماكن أخرى. إذا كان بمقدور امرأة مثلي أن تتولى منصب نائب الرئيس، فما الذي يمنع غيري من تولي منصب الرئيس، هذه هي الكلمات التي جاءت على لسان الرئيسة الجديدة لتنزانيا، “سامية حسن” التي أمنت منذ نعومة أظافرها بأن للمرأة استحقاقات عدة حرمت منها بسبب غلبة الفكر الذكورى على المجتمعات الافريقية بصفة خاصة والدول النامية على وجه العموم، فحزمت أمرها منذ ولادتها في 27 يناير 1960 في جزيرة صغيرة تابعة لزنجبار. وقد درست في مدارس محلية بزنجبار، وكانت من بين عدد قليل من الفتيات اللواتي حصلن على التعليم خلال تلك الفترة، في مواجهة السياق التقليدي للمرأة كونها ربة منزل وزوجة. ولكن صممت الرئيس الجديد على ان تسلك طريق التعليم كمسار مهم في معاونتها لاستكمال حلمها بأن تصبح المرأة في تنزانيا مسئولة عن قرار بلدها. ولذا كان جل اهتمامها بكسب العلم والمعرفة، إذ إنها التحقت عام 1986 بجامعة مزومبي التنزانية حيث درست إدارة التنمية، ثم أكملت تخصصها المتقدم في الإدارة العامة. وبعد ذلك التحقت بالمعهد الوطني للإدارة العامة في مدينة لاهور بباكستان، قبل أن تستكمل دراستها بمعهد الإدارة للقادة، في حيدر آباد في الهند، في 1991. ثم بين 1992 و1994 استكملت دراستها في جامعة مانشستر البريطانية حيث حصلت على دبلوم الدراسات العليا في الاقتصاد. فيما بعد خلال عامي 2004 و2005 نالت درجة الماجستير في التنمية الاقتصادية المجتمعية من خلال برنامج مشترك بين جامعة تنزانيا المفتوحة وجامعة جنوب نيو هامبشاير بالولايات المتحدة الأميركية.

والحقيقة أن صعود سامية حسن إلى منصب الرئيس عقب وفاة الرئيس التنزانى لاسباب صحية، لا يعنى ان الطريق أمامها مفتوح وممهد، صحيح أن الدستور نص على ان يتولى نائب الرئيس المسئولية عقب الوفاة لاستكمالها دون الحاجة لاجراء انتخابات رئاسية، إلا انه من الصحيح أن حجم التحديات التي تواجه الرئيس الجديد عديدة ومتنوعة ما بين ازمة كوفيد 19 وتداعياتها الشاملة، وأزمة التنمية وتزايد معدلات الفقر في الدولة إذ أنه وفقاً لتقديرات عام 2018، يعيش نحو 70 في المائة من التنزانيين بأقل من دولارين في اليوم وذلك وفقاً للصندوق الدولي للتنمية الزراعية إيفاد، فضلا عن أزمة تنظيم العلاقة مع المعارضة التنزانية وغيرها من الازمات والتحديات.

نهاية القول إن نموذج الرئيسة التنزانية الجديدة سامية حسن يبعث الامل في قلوب سيدات القارة الافريقية الطامحات للوصول إلى اعلى المناصب السياسية، أملا في خدمة قضايا اوطانهن بل وقضاياهن على وجه الخصوص.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى