عبدالله مصطفى
صحفى مقيم فى بروكسل
احتقل العالم باليوم العالمي لمناهضة التمييز العنصري يوم الحادي والعشرين من مارس من العام الجاري وعندما يطرح ملف التمييز العنصري يتذكر البعض وضع الاجانب في دول العالم المختلفة ومعاناتهم وايضا مسألة عدم المساواة سواء بين النساء والرجال او بين طوائف او شرائح الشعب الواحد وظهرت في العقدين الماضيين امثلة واضحة على معاناة الجاليات المسلمة في مناطق مختلفة من العالم سواء بعد تفجيرات نيويورك في 2001 بالولايات المتحدة او في اعقاب تفجيرات باريس وبروكسل اواخر 2015 ومارس 2016 ومعاناة الجاليات المسلمة في الاتحاد الاوروبي في اعقاب ذلك.
وبمناسبة اليوم العالمي لمناهضة التمييز العنصري قالت اورسولا فون ديرلاين رئيسة المفوضية الاوروبية انه لامكان للتمييبز العنصري في اوروبا سواء من حيث العرق او الاصل او الدين ويجب ان يكون اليوم العالمي لمناهضة التمييز العنصري مناسبة للتفكير النقدي في اوجه التقصير لدينا وايضا للتركيز على كيفية تقديرنا للتنوع وكيف يساهم الاشخاص من خلفيات مختلفة في حياتنا اليومية وشددت على ان الوقت الحالي اكثر من اي وقت مضى يتطلب الوحدة ورفض العنصرية واحتضان اختلافاتنا.
وجاء ذلك في مؤتمر قمة هو الاول للاتحاد الاوروبي حول مكافحة التمييز العنصري انعقد بالبرلمان الاوروبي احتفالا باليوم العالمي للقضاء على التمييز العنصري في 21 مارس وفي ظل احترام شروط السلامة الصحية ، جرى مناقشة الاجراءات الرئيسية المنصوص عليها في خطة عمل الاتحاد لمكافحة العنصرية ، والتي جرى الاعلان عنها في سبتمبر الماضي وجرى مناقشة تنفيذ خطة العمل وافضل الطرق للمضي قدما على طريق معالجة العنصرية في اوروبا وهي الخطة التي قدمتها المفوضية الاوروبية وهي خطة طموحة للتصدي للعنصرية في اوروبا، بحسب المسئولين الاوروبيين ، واتاحت القمة الاخيرة فرصة للحديث عن العنصرية وكيف يمكن محاربتها، واعترف المشاركون بصعوبة الامر ، ” ولكن يجب القيام بذلك ، وايضا هناك حاجة قوية لاتخاذ اجراءات لمكافحة التمييز العنصري وكراهية الاجانب في اوروبا ويجب تحقيق التغيير اللازم ” بحسب ماجاء على لسان هيلينا دالي مفوضة شئون المساواة.
وجاء المؤتمر بالتزامن مع نشر المفوضية في بروكسل ،تقريرا عن تطبيق المساواة العرقية وتطبيق المساواة في العمل، وأظهر التقرير انه رغم العديد من من الممارسات الجيدة في مكافحة التمييز في جميع انحاء اوروبا فان التقدم العام بطئ والتحديات لاتزال قائمة، ويشعر واحد من بين كل اربعة اشخاص من أقلية عرقية في الاتحاد الاوروبي بالتمييز العنصري وهناك حاجة الى بذل مزيد من الجهود لضمان وعي ضحايا التمييز بحقوقهم ودعمهم في متابعة هذه الحقوق والحصول على تعويض مناسب عن الضرر الذي لحق بهم وتنظر المؤسسات الاوروبية الى دور هيئات المساواة على انه امرا اساسيا كما تنظر المفوضية الى مقترحات تشريعية جديدة لتعزيز دورها بحلول العام 2022.
وفي يونيو الماضي قالت هيلينا دالي، المفوضة الاوروبية المكلفة ملف المساواة ، ان الجالية المسلمة في اوروبا تواجه تمييزا متزايد في العديد من مجالات الحياة، بسبب دينهم ، وبالاقتران مع اسباب اخرى مثل الاصل العرقي والجنس ، وهذا يعرض حقوقهم الاساسية للخطر ، ويمنع الاعمال الكامل لتحقيق المساواة . ودعت المسئولة الاوروبية، الدول الاعضاء، الى بذل مزيد من الجهود ، لضمان تطبيق القواعد الحالية بالكامل ، في كل انحاء الاتحاد الاوروبي.
وخلال كلمة لها القتها في افتتاح مؤتمر عبر دوائر الفيديو ، حول مكافحة التمييز ضد الجاليات المسلمة ، أشادت المفوضة دالي ، بمشاركة العديد من المنظمات المناصرة للمساواة في الاتحاد الاوروبي، لمجهوداتهم الكبيرة في هذه القضية ” وحسب ماذكرت المفوضية، في بيان ، فان النقاشات تركزت على اثار ازمة كورونا، في تفاقم عدم المساواة والتمييز الذي يؤثر على الفئات الاكثر ضعفا بما في ذلك المسلمين ، هذا الى جانب مناقشة التمييز الذي يستهدف النساء المسلمات وخطاب الكراهية ضد المسلمين.
كما جرى تبادل الممارسات الجيدة بهدف تحديد قنوات تعاون افضل لمكافحة التمييز ، وعلى الاخص على كيفية تعاون منظمات المساواة بشكل اكثر فعالية مع السلطات الوطنية والمجتمع المدني، لتقديم دعم افضل للضحايا، وكذلك كيفية وضع تدابير تمنع التمييز ضد المسلمين في المقام الاول.
ونحن في انتظار تلك التدابير والله وحده يعلم طول فترة الانتظار …وحتى ان جرى الاعلان عنها في غضون عام او عامين سيكون السؤال الاهم هو هل سيتم اعتماد تلك التدابير بشكل فعلي ؟ ام سيتم رفضها من التيار اليميني المتشدد في البرلمان الاوروبي ؟ ونعود مرة اخرى الى نقطة الصفر وبداية النقاشات من جديد ثم مقترحات لوضع تدابير جديدة لمواجهة العنصرية ضد المسلمين وووو …وربنا يعطيكم طول العمر.