رأى

ماذا فعلت مهمة ايريني البحرية الاوروبية امام سواحل ليبيا?!

استمع الي المقالة

عبدالله مصطفى

صحفي مقيم في بروكسل عاصمة الاتحاد الاوروبي

في هذا التوقيت من العام الماضي انطلقت مهمة ايريني البحرية الاوروبية قبالة سواحل ليبيا بناء على تفويض من الامم المتحدة ، لمراقبة القرار الاممي بحظر وصول السلاح الى ليبيا ، وبعد مرور عام على العمل الاوروبي في هذا الصدد،  زار جوزيب بوريل المنسق الاعلى للسياسة الامنية والخارجية الاوروبية ، مقر قيادة المهمة البحرية في العاصمة الايطالية روما ، وعقب ذلك جرى الاعلان عن مايمكن وصفه بـ كشف حساب ، يتضمن تقريرا مفصلا  حول المهمات التي نفذتها عملية ايريني البحرية وهي 2300 عملية توقيف وتفتيش وجرى مصادرة شحنات غير قانونية  ومنع تصدير غير قانوني للوقود . وتفادى البيان الصادر عن الاتحاد الاوروبي في هذا الصدد ذكر الاطراف المتورطة في عمليات النقل الغير مشروع للاسلحة او الوقود
وعملية ايريني هي ليست فقط عملية بحرية تنفذها مجموعة من السفن وانما ايضا تراقب مايحدث في السماء وعلى الارض  وتقوم عبر الفضاء برصد الانتهاكات التي تحدث في كل من البر والجو وبعملها هذا تراقب 16 ميناء ومنشأة نفطية ليبية كما تراقب 25 مطارا ومهبطا بالاضافة الى مراقبة تحرمكات 200 رحلة جوية ربما كانت تحمل شحنات ذات الصلة بالجيش ذهابا وايابا الى ليبيا
وجرى الابلاغ عن كل هذا العمل وكل هذه المعلومات لفريق خبراء الامم المتحدة في اكثر من 20 تقريرا سريا يسلط الضوء على انتهاكات حظر الاسلحة على جانبي الصراع في ليبيا وكان اخر تقرير قد صدر قبل ايام قليلة وفيه اقر الخبراء بالتعاون الجيد لعملية ايريني والدعم الذي تقدمه لتحقيقات فريق الخبراء الامميين بشأن عدم الامتثال لقرار حظر الاسلحة والمعدات لطرفي الصراع في ليبيا
وخلال زيارة بوريل الى مقر قيادة المهمة في روما حرص على التاكيد على ان المهمة جاءت بناء على تفويض من الامم المتحدة وليس من الاتحاد الاوروبي ولكنها جاءت بموافقة الدول الاعضاء في الاتحاد ، وحرص بوريل على الترحيب بالخطوات الاخيرة التي قام الليبيون بها على طريق السلام وان هناك حرص اوروبي على ن يعيش الليبيون في امن وسلام لان ذلك سوف يسهم في امن وسلام الدول الاوروبية  وكان بوريل واضحا عندما قال ” نحن لانعمل فقط من اجل مستقبل الليبين وانما ايضا من اجل مستقبل الاوروبيين وسوف يستمر هذا العمل
وهناك قناعة اوروبية بان الهدف من ايريني كان توفير بيئة مستقرة لتحقيق المصالحة في البلاد ويرى البعض من المراقبين ان هذا الهدف تحقق مؤخرا  . ولكن للاسف بعد فترة طويلة من الانتظار دفع خلالها الليبيون ثمنا باهظا من الارواح والاموال والثروات  النفطية في ظل تدخلات خارجية من اطراف ليس لها اي صلة بالصراع من قريب او من بعيد .
وانعقدت مؤتمرات عدة دولية واقليمية منها مؤتمري برلين واحد واثنين واجتماعات عسكرية وديبلوماسية في عواصم مختلفة  ولم تسفر هذه الاجتماعات  في البداية عن اي نجاحات بسبب رغبة الاطراف الرئيسية في عدم انهاء الصراع لتحقيق مصالحها ، وفجأة يبدو ان الجميع ايقنوا ان الحل السلمي هو الاصلح  وفي الفترة الاخيرة  اختير مجلس رئاسي وحكومة جديدة في ليبيا ، ورحل اعضاء المجلس الرئاسي الذي كان يقود البلاد برئاسة فايز السراج الذي تحالف مع تركيا وايضا اختفى بشكل كبير الظهور الاعلامي للمشير خليفة حفتر وجرى الاعلان عن وقف لاطلاق النار وقال الاتحاد الاوروبي مؤخرا انه على استعداد للمشاركة والتعاون في تحقيقه بشكل مستدام ولكن بعد الحصول على تفويض من الامم المتحدة .  واخيرا ايقن الجميع انه حان الوقت لانهاء الصراع  حتى  تنتهي معاناة الليبيين، و للنظر الى مستقبل البلاد واعادة البناء من جديد حتى وان كان الامر سيستغرق وقتا،  المهم ان تعود ليبيا أمنة ومستقره.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى