رئيس التحرير

“عقل” مصر.. ليس صباحى فقط يا “لينا”!

استمع الي المقالة

أشرف أبو عريف أشرف أبو عريف  رئيس تحرير الدبلوماسى

مصر لكل المصريين.. وبالطبع لا يستطيع أحد عزل مصرى “ما” عن مجريات الحياة المصرية المصبوغة بالدم النيلى مهما اختلفت المذاهب الدينية والسياسية لطالما الجميع يحترم القانون العام. وليس من المنطق حصر المعارضة فى تيار بعينه دون الآخرين إذا ما أردنا الحفاظ على نسيج محيط الدائرة للمجتمع المصرى خصوصا والعالمين الاسلامى والعربى عموما.. هذا، ناهيك عن الرغبة الصادقة فى “نجاح” النظام لأن ذلك يعنى رغد المواطن.

وهذا بالطبع يأخذنا إلى قضية التوافق القائمة على “ما لا يُدرك كله.. لا يُترك كله”مهما كلَّف ذلك من جهد ووقت. ولنتخيل محيط الدائرة كيف سيكون شكله بعد “كسر/ استئصال” جزء منه.. كيف يبدو؟ من المؤكد أن الصورة لا”لم ولن” تبدو “حلوة”.

ومع كامل احترامى للكاتب وايمانى التام بحرية الرأى، إلا أنى أناشد الجميع بــ “تقريب” المسافات بين شتى أطراف اللعبة السياسية كى تصبح كَفتىِّ الميزان “متكافئة متساوية” دون ميل. وهذا من السهل أن يكون، خاصة عندم تتوفر “النوايا الحسنة وحُسنْ التصرف”، وهذا ما ألمسه فى ثنايا  مقال الكاتبة “مظلوم”. هنا أستطيع كسب كل الأطراف والوصول إلى قلوبهم وبالتالى تفعيل مبدأ “مصر فوق الجميع”.

1077

فبالأمس القريب طالعت مقالا للكاتبة “لينا مظلوم” بموقع اليوم السابع تقول فيه: خلال سنوات حرب الاستنزاف كان الإحساس بالمرارة يتجدد بين خيرة رجال القوات المسلحة والمجندين مع كل إجازة يقضونها فى المدن حين يصطدمون بنقلة حادة بين أجواء حرب حافلة بالتضحيات و البطولات على الجبهة، وبين شريحة من الشباب عزلت نفسها كليا عن ظروف الحرب الدائرة، لتقتصر اهتماماتها على تقاليع “الهيبيز” و قاعات “الديسكو” .

هذا المشهد الذى انطبقت الكثير من ملامحه على أداء التيارات والقُوىَ الوطنية التى تنتمى إلى المعارضة.. تبددت غيومه مع ظهور حمدين صباحى خلال اللقاء الذى جمع رموز أطياف الشعب المصرى فى مسرح الجلاء.. ظهر “عقل” المعارضة فى رسالة دعم للوطن بعيدا عن الأهواء او الأسماء ..استعادت المعارضة حكمتها كما تجلّت منذ أربع سنين بصحبة ومشاركة الملايين وهى تُجسِد ضمير الشعب، ثم تحولت للأسف إلى “نغمة نشاز” تُثير سخط واستفزاز الشارع نتيجة “المراهقة الثورية” التى أصابت بعض “الظواهر الصوتية” بين هذه القوى، صُوّر لها أن الشارع منحها “توكيل عام” حتى لو اختارت مسارا مختلفا عن اتجاه البوصلة التى تؤدى إلى هذا الشارع الذى منحها ثقته فى لحظات تاريخية. ليس هناك صوت “عاقل” يتبنى إلغاء المعارضة فى حالة الحرب.. خصوصا حين يبلغ آداؤها أعلى درجات الحكمة مع الدعوة إلى حالة اصطفاف شعبى عام والعمل على توحيد الجبهة الداخلية، حالة من الوعى السياسى تكررت تاريخيًا فى معظم دول العالم. للأسف آراء بعض الأصوات المعارضة غلب عليها “الاستخفاف” بحقيقة أن مصر تخوض حربا خلافا لكل التقارير الاستخبارية العالمية وتقارير مراكز الدراسات الصادرة حتى عن دول مازال منطق “التحفز” يسود علاقاتها مع مصر بعدما غيّرت إرادتها وضع سياسى – دينى كانت هذه الدول تشعر بالرضا تجاهه. التحديات الاقتصادية أيضا لم تظهر ضمن أولويات المعارضة حين قبلت “مغازلة” دعاوى تفكيك الدولة وإسقاط كل قواعدها لصالح الفوضى، فابتعدت خطوات أخرى عن هم الشارع الأساسى بشقه الاقتصادى فى توفير رغيف العيش الذى نادى به ضمن مطالبه.. لم يسمع الشارع مبادرات حقيقية من المعارضة –بعيدا عن الشعارات- تساهم فى تحسين المناخ الاقتصادى أو فتح فرص عمل.. بمعنى أن تبدأ العمل فى مشروع جاد وفى ذات الوقت تمارس دورها حين تكشف تقصير وأخطاء الحكومة فى إدارة ملف الأزمة الاقتصادية. لا يوجد رأى سوى يعترض على حق الآخر فى مظاهر حرية التعبير أو الاختلاف، شرط أن ينأى بنفسه –وفقا لمقومات العقل- عن أن يصبح جزءا من مناورات الاستنزاف الذى تمارسه جماعة “طز فى مصر” و ذيولها ضد أجهزة  الأمن والجيش.. علما بأن التجمعات السلمية للتيارات الوطنية تكرر خلالها اندساس دراويش “مرسى راجع القصر” حتى أمام نقابة الصحفيين . بعيدا عن كل نظريات التبرير.. “عقل” المعارضة يحتم عليها , وهى تضع عين على حقوقها ومطالبها, أن توجه العين الأخرى نحو واقع الحال المصرى بكل تحدياته.. سواء الأمنية أو الاقتصادية. الشارع سيعود إلى احتضان المعارضة حين تمارس دورها فى حكمة من يمنح المحتاج “سنارة” ثم يعلمه اصطياد رزقه بها.. وليس على طريقة “صبى” المعلم فى حلقة السمك الذى يقتصر دوره على الصراخ والهتاف لكى يحفز الزبائن على الشراء.

إلى هنا ينتهى مقال الست “مظلوم”.. وأكرر أن “حوصلة” المعارضة فى شخص بعينه يصب فى إطار “المزاج والهوى”.. ولكن مصر فى صوب الجميع دون الأُحادية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى