الأسرة المصرية … صمام أمان المجتمع
أميرة عبد الحكيم
رغم المشاغل العديدة والمتعددة داخليا وخارجيا للرئيس عبد الفتاح السيسى إلا أنه لم يغفل دور الاسرة المصرية، بل حرص على ان يلتقى مع رئيس الوزراء وعدد من الوزراء للوقوف على مستهدفات المشروع القومى لتنمية الاسرة المصرية المزمع البدء فى تنفيذه، طالبا منهم أن يشمل هذا المشروع الموضوعات والشواغل الاساسية الخاصة بالأسرة المصرية من جميع الجوانب؛ الصحية، والاجتماعية، والأسرية، والاقتصادية وغيرها، وهو ما يؤكد على الرؤية الثاقبة والدقيقة للرئيس بمكانة الاسرة ومحورية دورها ليس فقط فى حماية المجتمع والتصدى للتهديدات التى تتزايد يوما بعد يوم، بل فى تنمية المجتمع وتقدمه. فالأسرة هى الحاضنة الاولى للطفل الذى تكسبه منظومة القيم الرئيسية التى تظل ضابطة لسلوكه وطرق تفكيره ونظرته إلى مختلف جوانب الحياة. وأن غياب الاسرة او ضعف دورها لأية سبب من الاسباب يخرج النشء مشتت الفكر وموزع الانتماء بما يسهل السيطرة عليه سواء من جانب التنظيمات الارهابية التى تحاول استقطابه تحت ذرائع الدين، او من جانب تنظيمات الجريمة التى تحاول استقطابه تحت ذرائع مالية ومعيشية.
ومن هذا المنطلق، يولى الرئيس اهتماما خاصا بدور الاسرة وحمايتها والحفاظ علي تماسكها كونها خط الدفاع الاول فى مواجهة المخاطر والتحديات من خلال تربية النشء القادر على المواجهة من ناحية، والقادر على الاسهام بإيجابية فى خطط الدولة ومجهوداتها لتحقيق التنمية الشاملة من ناحية أخرى. ولعل ما يجدر الاشارة إليه فى هذا الخصوص ما جاء فى الحوار التليفزيونى الذى اجرته السيدة الفاضلة انتصار السيسى وحرصت خلاله التأكيد على استعادة قيم الاسرة المصرية، تلك المنظومة القيمية التى اخرجت قامات فى مختلف المجالات رغم الظروف الاجتماعية والاقتصادية التى كانت تواجهها مصر آنذاك.
ولذا، فاستعادة الاسرة المصرية لدورها وريادتها فى منظومة العمل الوطنى تتطلب الالتزام بالتوجيهات التى أكد عليها الرئيس فى ادارة المشروع القومى لتنمية الاسرة المصرية، وفى مقدمتها؛ أهمية بلورة آلية فعالة تحقق جدارة التنفيذ على أرض الواقع، مع أهمية دراسة التجارب الناجحة في التنمية الأسرية والاجتماعية بالدول متشابهة الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية مع مصر، وذلك حتى يأتى المشروع ثماره وينتج آثاره المأمولة التى اطلق من اجلها.
ما اود قوله إن المشروع القومى لتنمية الاسرة المصرية المزمع انطلاق خطته التنفيذية مع بداية هذا العام (2021) وحتى 2023، يمثل خطوة اساسية فى مسيرة استكمال بناء الدولة المصرية واستعادة ريادتها اقليميا ودوليا، تلك الريادة التى يجب ان ترتكز على اسس داخلية متينة ومتماسكة، ومن أهم هذه الاسس الاسرة التى تقدم للمجتمع اطفال اصحاء وشباب نجباء وفتيات متفوقات، وهذا هو الطموح والامل فى مصر الغد.