سلايدر

مدير CIA السابق: نتنياهو خبيث..بلا مبادئ وأخلاق.. وسياسة اسرائيل تجاه الفلسطينيين لن تستمر طويلا!

استمع الي المقالة

أشرف أبو عريف

وصف المدير السابق لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي.آي.ايه.)، جون برينان، رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، بأنه “حذر جدا وهو سياسي داهية. وبرأيي أن لديه إدراك خبيث وسيطرة تضليلية على السياسية الداخلية الإسرائيلية. لكنه ليس شخصا يحمل مبادئ وليس أخلاقيا”. وجاء ذلك في مقابلة أجراها معه الصحافي يوسي ميلمان، ونشرها موقع صحيفة “هآرتس” الإلكتروني اليوم، الخميس.

وأضاف برينان أنه “لو كان نتنياهو يعتقد أن حل الدولتين يخدم مصالحه السياسية، لكان سيدفعه على الأرجح. وليس لديه التزام مبدئي لتنفيذ ما هو عادل تجاه الشعب الفلسطيني. وهو يدرك أيضا أنه يحصل على التأييد وعلى قوته من اليمين الإسرائيلي. وقد طوّف فكرة توسيع الضم الإسرائيلي في المناطق (المحتلة) من أجل الحصول على دعم اليمين. وهو يعلم أن هذا سيمنحه ورقة سياسية سيكون بإمكانه تطبيقها في المستقبل. وهكذا فعل بالضبط مع الإمارات والبحرين”.

ووفقا لبيرنان، فإنه “خلال اللقاءات مع نتنياهو، على انفراد أو ضمن وفد، وجدت أن وصفه للواقع هو تشويه للحقيقة. لكن من هذه الناحية هو سياسي نمطي. وهو يغير آراءه وموقفه ولا يحترم تعهداته، إذا كانت هذه مصلحته السياسية. وهل كذب عليّ؟ إجابتي هي أنه يجمل الحقائق وحسب”.

 وفي إجابته على سؤال حول ما إذا كان نتنياهو يتخوف فعلا من النووي الإيراني، قال بيرنان إنه يتذكر كتاب “عقيدة نسبة الواحد بالمئة”، الذي “يعكس كيف أن (وزير الدفاع الأميركي الأسبق) ديك تشيني وآخرين قدروا أن احتمال شن العراق هجوما بأسلحة إبادة جماعية. وقد كان الاحتمال ضئيلا جدا، واحد بالمئة. لكنه ما زال مرتفعا بالنسبة لهم. ونتنياهو يشارك شيئا في هذا المفهوم، القلق إزاء الحالة الأسوأ. وهو قلق حقا من المتطرفين في إيران ومما قد يفعلون. وحقيقة أنه سقطت صواريخ إيرانية في إسرائيل تعزز هذا القلق. لكني أعتقد أيضا أنه يتم هذا لدى نتنياهو من أجل إدخال خوف إلى قلوب الإسرائيليين. وعندما عارض الاعتراف بأفضليات الاتفاق النووي، فإنه فعل ذلك من أجل مصالحه السياسية فقط لا غير”.

وأجرى ميلمان هذه المقابلة قبل أيام قليلة من اغتيال العالم النووي الإيراني، محسن فخري زادة. وردا على سؤال حول ما إذا كانت إسرائيل ضالعة في اغتيال قائد “فيلق القدس”، قاسم سليماني، بضربة أميركية، مطلع العام الحالي، قال برينان إنه “لن أكون متفاجئا أبدا إذا كانت إسرائيل قد شجعت أو حتى أنها قدمت مساعدة لهذه العملية. وعندما كنت في الـ’سي.آي.ايه.’ تحدثت كثيرا مع زملائي الإسرائيليين حول قاسم سليماني. وبمفاهيم كثيرة هو كان خصم لدود. لكن أكرر، أن قتل مسؤول في حكومة أجنبية هو عمل لا يتلاءم مع التزامات الولايات المتحدة تجاه المنظومة الدولية”.

 ووصف برينان قتل مؤسس وزعيم تنظيم القاعدة، أسامة بن لادن، بأنه كان “الأكثر سرية وحماسة وتخطيطا الذي شهدته في كل فترة عملي في المجال الأمني”. وأشار إلى أن العائلة المالكة رفضت دفنه في السعودية، ووافقت على أن “تدفنه الولايات المتحدة في البحر”.

وحول ما إذا كانت إسرائيل ضالعة في قتل بن لادن، شدد بيرنان على أن هذه كانت “عملية أميركية”، إلا أنه أضاف أن “المعلومات الاستخباراتية التي جرى جمعها، وقادة في النهاية إلى الغزوة الناجحة للموقع في باكستان، كان نتيجة سنوات طويلة وآلاف الأجزاء من المعلومات، التي شملت أجزاء كهذه زودتها إسرائيل. وهكذا فإن الحديث عن بازل تم تجميع أجزائه، وإسرائيل هي إحدى المزودات الرئيسيات لقطع البازل للاستخبارات الأميركية”.

وتطرق بيرنان إلى العلاقات بين إسرائيل والسعودية، التي استقبل ولي عهدها، محمد بن سلمان، نتنياهو في مدينة نيوم، مطلع الأسبوع الماضي. وقال إنه “طوال سنوات جرت محادثات بين جهات إسرائيلية وسعودية لم تكن جزءا من حكومتي الدولتين. وعُقدت لقاءات مباشرة بين الاستخبارات الإسرائيلية والاستخبارات السعودية. وأنا مطلع عليها وربما ساعدت في عقدها. وبرأيي أن هدف اللقاء الأخير هو مساعدة بن سلمان في الدفاع عن نفسه من الخطوات التي قد تتخذها إدارة بايدن. وأعتقد أنه يبحث عن طرق لحماية نفسه من اتهامات بالقتل الرهيب للصحافي جمال خاشقجي. وهو يحاول أن يصنع لنفسه صورة الزعيم الفعلي للمملكة، رغم أنه ليس الملك، وهو يحاول أيضا أن يظهر أنه زعيم أكثر اعتدالا وعصرية”.

وقدر بيرنان أن العلاقات الإسرائيلية – السعودية قد تصل لاحقا إلى لقاءات معلنة، لكنه أضاف أنه “يساورني قلق بأن يبقى الفلسطينيون في حالة مائعة. وليت العرب كانوا أكثر وعيا قليلا والعمل من أجل حق تقرير المصير للفلسطينيين”. واستبعد التوصل إلى اتفاق إسرائيلي – سعودي من دون حل الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني “على الأقل طالما الملك سلمان على قيد الحياة. وهو لم يكن سعيدا من نقل السفارة الأميركية إلى القدس. وهذا حدث لأن بن سلمان عمل في هذه المسألة سوية مع بومبيو وكوشنر والبيت الأبيض”.

وأضاف بيرنان أنه “لا أعتقد أن سياسة الحكومة الإسرائيلية تجاه الفلسطينيين ستستمر في الأمد البعيد. وآمل أن تحاول إدارة بايدن إعادة الأمور إلى مسارها. ويجب إعادة كرامتهم إليهم (إلى الفلسطينيين). وواضح لي أنه ستكون هناك قيود شديدة على الدولة الفلسطينية، وفي البداية على الأقل. وآمل ألا يتم إلقاء أحلام وآمال الفلسطينيين إلى سلة المهملات التاريخية”.

وقال بيرنان عن رئيس الموساد، يوسي كوهين، “إنني أعرف فقط أن لديه عدة آراء صلبة مطابقة لآراء نتنياهو. وكنت أريد أن أرمن أن لدى يوسي الاستقامة المهنية والنزاهة بألا يشوه معلومات استخبارية عن وعي، لكن من الجائز أن يسند تحليلا أو تقديرا بشكل يتطابق مع آراء نتنياهو. وكما قلت، ليس لدي أي معلومات إذا كان هذا قد حدث في السنوات الأربع منذ أن تنحيت”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى