الانتقام للعالم النووي الشهيد د. فخري زادة سيكون ساحقا
بقلم الكاتب والإعلامي: حميد البغدادى
الاغتيال.. الارهاب الآثم الذي طال العالم النووي الايراني الكبير البروفيسور محسن فخري زادة جريمة بشعة تضاف الى سلسلة الجرائم الصهيونية ـ الاميركية بحق ابناء العالم الاسلامي سيما نخبهم العلمية والفكرية الذين يمثلون رصيدا فاخرا للامة على مستوى تحصينها بالعلم والمعرفة والاستعداد في مواجهة الاحتكارات الغربية لكل ما هو مطلوب ومفيد لبني البشر كافة.
فالجريمة الغادرة التي ارتكبها الصهاينة وعملاؤهم يوم الجمعة 26/11/2020 في بلدة آبسرد التابعة لمنطقة دماوند جاءت لتؤكد ان الأمة الاسلامية برموزها وعلمائها، مستهدفة من قبل الاعداء الاستكباريين الذين يشق عليهم رؤية تطور القدرات الذاتية لشعوبنا وبلداننا وهم لا يترددون لحظة عن مصادرة حياة العلماء والمبدعين الرساليين المؤمنين بثوابتهم الدينية والوطنية والذين يسخرون خبراتهم لخدمة الاسلام والمسلمين ودفاعا عن حقوق المستضعفين.
لقد دعا قائد الثورة المعظم الامام الخامنئي في بيان النعي الذي اصدره باستشهاد ابن ايران والاسلام البار الدكتور محسن فخري زادة الى ملاحقة هذا الملف الخطير على صعيدين؛ الاول عبر متابعة خيوط هذه الجريمة ومعاقبة العملاء المجرمين الذين ارتكبوها؛ والثاني بتاكيد سماحته على مواصلة الجهود العلمية والتقنية في جميع الاختصاصات التي كان الشهيد فخري زادة يشرف عليها.
هذا فيما صادق مجلس الشورى الاسلامي على قانون (الاجراءات الاستراتيجية لالغاء الحظر الاميركي) بصفة عاجل جدا وبموجبه يصار الى:
1 ـ بدء تخصيب اليورانيونم بنسبة 20 بالمئة
2 ـ وقف الالتزام الطوعي بالبروتوكول الملحق
3 ـ منع عمليات التفتيش غير العادية.
في طرف آخر كشفت الجريمة زيف الادعاءات الغربية في ما يتعلق بمبادئ حقوق الانسان حيث ان تخلف الاتحاد الاوروبي سيما بريطانيا وفرنسا والمانيا عن ادانة اغتيال الشهيد فخري زادة، سلط الضوء مرة اخرى على وجود تواطؤ مبدئي بين اوروبا والكيان الصهيوني في العقيدة السياسية وفي الاستراتيجية العدوانية بالضد لكل ما هو علمي وتحرري وخلاق في العالم الاسلامي وهو امر دفع وزير الخارجية د. محمد جواد ظريف الى مطالبة الاتحاد الاوروبي بالتخلي عن المعابير المزدوجة ومطالبته ايضا بادانة الارهاب.
بيد أن هذه الجريمة وبما اشتملت عليه من خسارة ايران والامة الاسلامية قاطبة للعالم النووي الورع الدكتور محسن فخري زادة الذي صب اهتمامه كله على الاخذ بجاهزية الجمهورية الاسلامية الدفاعية والردعية الى المراتب العليا للتقدم والرقي، لن تنزع سلاح العلم من ايدي خبرائنا وكوادرنا ومبدعينا الذين تربوا في مدرسة هذا الشهيد الكبير وتمكنوا من الوصول الى اسرار كثيرة وعظيمة لا يمكن الكشف عنها باعتبارها من خصوصيات الامن القومي والمصالح العليا للدولة والثورة الاسلاميتين.
ومع كل هذا وذاك من الواجب القول ان هذه الجريمة الارهابية لن تمر وسيكون لها ردها القاطع والحاسم والقاسي القادر على لجم العدو الاعداء ومرتزقتهم وهو الامر الذي يستدعي اعادة النظر في الحسابات الاستخبارية والامنية والاستراتيجية حتى يفوق الانتقام من القتلة حجم تداعيات هذا الاغتيال الجبان وبما يؤدي الى ردع المستكبرين كافة بشكل مدوً لكي يعلموا بان دماء شهدائنا الابرار ليست رخيصة.