فائزة عزيزي
تعرض رئيس مركز البحث والتكنولوجيا في وزارة دفاع الجمهورية الإسلامية الإيرانية يوم الجمعة 27 نوفمبر 2020م لعملية إرهابية في إحدى المناطق المحيطة بمدينة طهران واستشهد على إثرها، كما تسبب هذا العمل الإجرامي في استشهاد وإصابة عدد من المواطنين والمارة أيضًا.
إن الشهيد محسن فخري زاده هو من الشخصيات العلمية البارزة في إيران وكان من ابرز الشخصیات المؤثرة فی إنتاج أطقم الاختبارات الخاصة بالكشف عن فيروس كورونا وهو أيضًا من القائمين على تنفيذ الأبحاث الحالية للتوصل إلى إنتاج لقاح للفيروس.
حتى هذه اللحظة لم تُعلن أي جهة مسئوليتها عن هذه الجريمة، ولكن الكيان الإسرائيلي كان قد وضع الشهيد محسن فخري زاده على رأس قائمة أهدافه الإرهابية منذ عدة سنوات وقد تحدث الكثير من كبار مسئولي هذا الكيان عن كونه هدفًا لهم لتصفيته، وكما صرح وزير خارجية الجمهورية الإسلامية الإيرانية، فهناك مؤشرات قوية على الدور الإسرائيلي في اغتيال الشهيد محسن فخري زاده.
ليست هذه هي المرة الأولى التي يتم استهداف العلماء الإيرانيين البارزين بمثل هذه العمليات الإرهابية، تلك العمليات التي على الرغم من سياسة الغموض والإبهام، إلا أن تنشأ من مصدر محدد ويتم إدارتها وتنفيذها عن طريقه، وسوف تستمر التحقيقات التكميلية في هذا الصدد حتى تتبين الحقائق بشكل كامل.
من الواضح تمامًا أن المتآمرين هذه العملية الإرهابية لم يكن هدفهم هذه الشخصية العلمية البارزة والمسئول الرسمي الإيراني فحسب، بل يستهدفون الأمن والسلم والاستقرار في المنطقة، ويسعون إلى زيادة مستوى التوتر الإقليمي، ومن المعروف تمامًا ما هي الأطراف التي تبحث عن مصالحها عبر خلق حالة من انعدام الأمن والاستقرار في المنطقة. لقد أظهرت هذه العملية الإرهابية بكل وضوح أن أعداء الديبلوماسية يمرون بأيام مليئة بالاضطرابات ولديهم نية بجر المنطقة نحو الاضطرابات وتعريض سلمها وأمنها للخطر.
إن العملية الإرهابية المذكورة لا تتلخص في جماعة إرهابية بل هي مصداق واضح على الإرهاب الحكومي المنظم، وتؤكد أيضًا أن جميع أعضاء المجتمع الدولي لديهم مسئولية تجاه السلم والأمن الدوليين، لذا من المُنتظر أن تُدين جميع الدول هذه الجريمة بكل صراحة ووضوح وخاصة يُتوقع من الاتحاد الأوروبي والعواصم الأوروبية أن تُبدي التزامها العملية بشعاراتها الخاصة حول حقوق الإنسان، وتنحية التحفظات واستخدام المعايير المزدوجة جانبًا ويعلنوا إدانتهم لهذه العملية الإرهابية بكل صراحة.
من البديهي أن المسئولية الحقوقية والنتائج المترتبة على هذه الجريمة الإرهابية سوف تقع على عاتق مرتكبيها والمخططين لها، كما تحتفظ الجمهورية الإسلامية بحق الرد المحكم والرادع على هذه الجريمة ومعاقبة المرتكبين والمخططين والآمرين، وكل ذلك في إطار الوعي بالمؤامرات التي يحيكها أعداء الأمن والسلم الدولي والإقليمي.
وفي الختام يجب التأكيد على أن مساعي العلماء الإيرانيين في مسار تعظيم وتنمية الموارد العلمية والصناعية للبلاد لن تتوقف، ليس هذا فحسب بل إن العزم والإرادة والوحدة الوطنية للشعب الإيراني سوف تكتسب المزيد من القوة والدعم من أجل الحصول على حقوقها المعروفة على الصعيد الدولي.