نحو علاقات استراتيجية دفاعية بين طهران وبغداد
بقلم الكاتب والاعلامي:حميد حلمي البغدادي
تمتاز العلاقات الايرانية ـ العراقية باواصر وثيقة ويتبادل كبار مسؤولي البلدين الزيارات والمشاورات التي تصب نتائجها المثمرة في مصلحة الشعبين الشقيقين والجارين في الابعاد المختلفة.
وتأتي زيارة وزير الدفاع العراقي السيد جمعة عناد سعدون الى البلاد ولقائه كبار المسؤولين العسكريين والامنيين الايرانيين، استكمالا للتوجه القائم على تدعيم العلاقات الاستراتيجية بين طهران وبغداد والعمل على تطويرها اكثر فاكثر.
وقد التقى الفريق الركن جمعة عناد خلال زيارته المهمة الى الجمهورية الاسلامية وزير الدفاع وامين المجلس الاعلى للامن القومي ورئيس الاركان العامة للقوات المسلحة والقائد العام لقوات حرس الثورة الاسلامية اضافة الى قيامه والوفد العسكري المرافق له بتفقد منشآت انتاج الاسلحة والاعتدة الايرانية التي لفتت اهتمام الوفد الضيف وعززت القناعة لديه في ان هذه المنتجات جديرة بالاقتناء لفائدة القوات المسلحة العراقية بمختلف اصنافها.
وقبل ذلك استمع وزير الدفاع العراقي والقادة العسكريين معه الى وجهات نظر المسؤولين الايرانيين في الابعاد الثنائية والاقليمية والدولية والتي اشادت في معظمها بالعلاقات بين بغداد وطهران ودور القوات المسلحة الايرانية والعراقية في الحاق الهزيمة بالفتنة التكفيرية وخرافة داعش اللتين صنعتهما المخابرات الاجنبية لتكونا سيفا مصلتا على رقاب المسلمين والعرب واداة لنشر الفرقة والاختلاف والتناحر بين ابناء الامة الاسلامية.
واليوم يتهيأ البلدان لتعاون اكبر على مستوى تامين الاسلحة والمعدات العسكرية التي يحتاجها الجيش والحشد الشعبي الكريمان في العراق اضافة الى تبادل الخبرات والقيام بمناورات مشتركة وسط استعداد ايراني تام لبيع منتجاتها الدفاعية والهجومية الاستراتيجية الى العراق الشقيق وباسعار مناسبة قياسا للاسلحة الاجنبية المحددة ببروتوكولات معقدة وقيود صارمة واسعار خيالية جدا، وذلك بعد اسابيع من قرار رفع الحظر التسليحي عن الجمهورية الاسلامية.
من الثابت ان طهران تولي احتراما خاصا لعلاقاتها المبدئية مع بغداد نظرا لوجود القواسم المشتركة الدينية والسياسية والتاريخية والامنية مع لحاظ انَّ البلدين ضحيّا معاً في عملية التصدي للهجمة التكفيرية وهما يشتركان ايضا في موقف رفض بقاء القوات الاجنبية الغربية في العراق والمنطقة.
ولا شك في ان هذا الهدف يقتضي حشد جميع الجهود الخيرة لتحقيقه علما ان قرار مجلس النواب العراقي الصادر في 6/1/2020 يعزز هذا التوجه وذلك بعدما اقدمت الاستخبارات العسكرية الاميركية على اغتيال القائدين الكبيرين الشهيد قاسم سليماني والشهيد ابو مهدي المهندس وسط تاكيد ايراني في اعلى المستويات بان الجمهورية الاسلامية لم تأخذ ثأرها بعد من القتلة الاميركيين ردا على هذه الجريمة الغادرة كما ان طهران تعتبر ان حكومة الولايات المتحدة تقف وراء الارهاب بالمنطقة.
الفريق الركن جمعة عناد سعدون اشاد بدعم ايران في دفع شر الارهاب عن العراق مؤكدا على ضرورة تعزيز العلاقات بين بغداد وطهران خاصة في المجالات العسكرية والامنية مصرحا بالقول: (ان ايّ دولة اخرى لايمكنها التاثير في العلاقات بين البلدين. فتجربتهما في مكافحة تنظيم داعش اثبتت امكانية التغلب على الازمات في ظل التعاون المشترك وتوفير فرص مناسبة للتعاون في سائر المجالات من اجل تحقيق الرخاء والاستقرار للشعبين العراقي والايراني).
ومن المؤكد ان الجمهورية الاسلامية تنظر بمزيد من الاهتمام الى تصريح وزير الدفاع الضيف الخاص بتامين الاسلحة والمعدات العسكرية العراقية من ايران ، ولاشك في ان طهران لن تدخر اي شيء في هذا المجال.