رأىسلايدر

‘هزيمة ترمب’.. بين القبول والإذلال العلني!

استمع الي المقالة

بقلم: د. حذامى محجوب

الإعلامية القديرة وأستاذة الفلسفة السياسية

يقال عادة : ” الانتصار يحتاج إلى رجلين: رجل يعلنه و رجل يقبل به “.

” كذب علنا أكثر من 20 ألف مرة، وخالف بشكل متهور كل النصائح بشأن التصدي لكورونا وعرّض مواطنين للخطر من خلال مهاجمتهم على تويتر لأنهم انتقدوه، وأثبت أنه غير قادر على تحمل المسؤولية ولا يظهر أي تعاطف ولا يعترف بالخسارة أو الهزيمة”.

ليس هذا الكلام لاحد خصومه او معارضيه بل انها كلمات ماري ترامب عن عمها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

افضل من يدرك انّه لن يعطيه أحــد فرصة أخرى بقدر ما قد يعطيها هو لنفسه ، لهذا واصل اصراره المستميت على رفض قبول الهزيمة. بدأ طعونا قانونية في عدد من الولايات الرئيسية، بل لوحظ انّه في الأسبوع الذي تلا فوز بايدن لم يتخذ الرئيس ترامب وإدارته أي خطوات نحو بدء عملية الانتقال للسلطة .

فهل هذا يعني أن رئيس الولايات المتحدة المغادر سينقلب على المسار الديمقراطي وسيرفض الخروج من البيت الابيض ؟ قناعة منه انّ الإقرار بالهزيمة سيكون بالنسبة لانصاره : “إذلالا علنيا” .

الثابت اليوم انّ تشكيك ترامب في نزاهة الانتخابات الأمريكية وشرعيتها سلوك لم يسبق له مثيل في التاريخ الأمريكي الحديث .

اذ يواصل الرئيس المنتهية ولايته حالة إنكار بدأت قبل الانتخابات وتواصلت حتى بعد أسبوع من فوز جو بايدن .

كما ما انفك يتهم منافسه بتزوير الانتخابات “وسرقة ” الفوز منه خاصة عند نهاية الاقتراع .

 لكن دونالد ترامب تراجع في الساعات الاخيرة و كاد أن يعترف بشكل شبه إرادي بهزيمته يوم الجمعة 13 نوفمبر ، فقد كان يتحدث في حديقة الورود بالبيت الأبيض لتهنئة نفسه على التقدم المحرز في تطوير لقاح ضد فيروس العصر ” كوفيد 19 ” Covid-19، حيث أكد قائلا أن “هذه الإدارة لن تتخذ قرارًا بشأن الحظر الصحي”. لكنه تدارك الامر بعد أن أشار بصفة واضحة إلى الفريق الجديد بقيادة جو بايدن ،قائلا “مهما سيحدث في المستقبل ، من يدري ما هي الإدارة التي ستكون؟ أعتقد أن الزمن سيخبرنا “، هذا ما أضافه الرئيس.

ان هذا التردد ، ثم عودته المفاجئة إلى المكتب دون الإجابة على اي سؤال بعد مدح وزير الصحة ، أليكس عازار ، ثم نائب الرئيس مايك بنس ، لا شك ان هذا يؤكد درجة لخبطته و مدى انهياره بسبب نتيجة الانتخابات الرئاسية ، بعد أسبوع تقريبًا من إعلان فوز الديمقراطي بايدن في 7 نوفمبر الجاري.

يقول أستاذ القانون في جامعة أمهيرست لورانس دوغلاس الذي صدر له قبل فترة قصيرة كتاب عن ترامب بعنوان “هل سيرحل ؟”، أن دونالد ترامب “يجب أن يضمن بأنه لن يعتبر فاشلا بل ضحية قوى دولة الظل الشريرة المتحالفة ضده منذ توليه السلطة”!

لكن تبقى قناعة في المحصّلة ان مساعي و اصرار ترامب على عرقلة عملية نقل السلطة لن تبقيه في البيت الأبيض ، لكنها بلا شكّ ستضُر بشدة بالثقافة الديمقراطية الامريكية التي لطالما ميزت الولايات المتحدة عن بقيّة دول العالم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى