حميد حلمي البغدادي
كاتب وإعلامى
أكوام المعطيات تفيد بهزيمة الجمهوري دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية امام منافسه الديمقراطي جو بايدن وسط جنوح الرئيس الاميركي الى لغة التكذيب والضجيج والفوضى لقلب الحقيقة القائلة بان عليه ان يذهب الى الجحيم بعد اربعة سنوات عجاف حكم بها الولايات المتحدة بأقذر الاساليب وتسبب في توتير الاجواء الدولية في جميع التفاصيل.
فعلى النقيض من جميع الرؤساء الاميركيين اظهر دونالد ترامب وقاحة قصوى في رفض نتائج الانتخابات الرئاسية التي تؤكد حتى الان فوز نائب الرئيس السابق جو بايدن وحصوله على اغلب مقاعد المجلس الانتخابي في الولايات المتحدة وهو امر اعلنته مراكز الولايات واكدته تقارير وكالات الانباء والقنوات الفضائية المعتبرة.
ومع علمنا الاكيد ان القرار النهائي للنتائج هو بأيدي زعماء الدولة العميقة في الولايات المتحدة لكن الوقائع المعلنة تكشف ردة فعل الشعب السلبية حيال قيادة ترامب التي مزقت المجتمع الاميركي واثارت افراده بعضهم على بعض مع إصرار حكومي واضح على التزام لغة القبضة الحديدية سيما مع المواطنين السود والملوّنين وعدم الاهتمام بالملايين الذين فقدوا وظائفهم واعمالهم نتيجة تفشي وباء الكورونا الذي اودى بحياة مئات الالوف من المواطنين واصابة نحو مليون شخص.
من المؤكد ان سياسة التشويش واللغظ التي يستخدمها الرئيس المهزوم دونالد ترامب نابعة عن غباء وسوء تقدير وصفاقة كانت ولاتزال تغطي على عينيه وجعلته يتصور بانه لن يخسر وانه الاعظم في تاريخ الولايات المتحدة معوّلا على دعم اللوبي اليهودي والحركة الصهيونية اللذين اهملاه شر اهمال رغم انه قدم لهما ولاسرائيل ما لم يقدمه غيره من الرؤساء السابقين ومن ذلك صفقة القرن ونقل السفارة الاميركية الى مدينة القدس المحتلة الى جانب انسحابه المقيت من الاتفاق النووي التاريخي في ايار 2018.
اما في ما يتعلق بالمرشح الديمقراطي جو بايدن الذي تظهر المعلومات ان انباء فوزه يتم الافراج عنها بجرعات صغيرة ومتدرجة يقصد منها تغليف النتائج بموجة من الغموض المفتعل فانه يقف اليوم امام مفترق تاريخي اذا ما ثبت انتصاره على ترامب المهرج.
فهو عليه اولا ان يواجه الشكاوى القضائية التي اثارها الخاسر ترامب واساليب البلطجة والشر التي يمكن ان يعمد اليها للتغطية على هزيمته المخزية. وعليه ثانيا ان يعيد النظر في الوضع المزري الذي خلفه ترامب والجمهوريون المتطرفون في مجتمع الولايات المتحدة. كما ان عليه تقديم خطاب عقلاني يصحح بها اخطاء سلفه غير المأسوف عليه ويعيد الامور الى نصابها داخليا وعلى مستوى الخارجي بعيدا عن اساليب العنجهية والتكبر والحماقة التي سيطرت على عقلية ترامب المغرور طيلة السنوات الاربع الماضية.
على الفائز في الانتخابات الرئاسية الاميركية احترام المبادئ الديمقراطية والتحررية التي قامت على أساسها الولايات المتحدة ووضع السياسات العريضة في الطريق السوي لاسيما فيما يتعلق بالتعامل مع مصالح شعوب العالم وحقوقهاوثرواتها وثوابتها الوطنية.